بغداد - نهال قباني
التقط، الأحد، أحد جنود القوات الخاصة العراقية صورة لمقاتل من جنود داعش مقطوع الأقدام في أحد شوارع الموصل، وكانت الصورة على حد سواء كوميدية ومروعة في الوقت نفسه، حيث اجتمع حولها أطفال الموصل بنظرة ثاقبة تدل على قلة حساسية جيل لأطفال العراقيين الذي ولد في أيام الحرب.
ويقف في الصورة جندي من القوات الخاصة العراقية، ممسك برشاشه، بينما ينظر إلى مجموعة من الأطفال بغضب، بينما يبدوا أن أحد الأطفال كان يضحك وهو ينظر إلى أقدام المتشدد الميت على الأرض، وتم التقاط هذه الصورة البشعة في حي البارد، أحد أحياء مدينة الموصل التي تم استعادتها من داعش في الأيام القليلة الماضية.
وقال العميد عبدالغني الأسدي، قائد القوات الخاصة في معركة البارد: "لقد كانت هذه المعركة صعبة للغاية"، وتواجه القوات العراقية مقاومة شديدة، أثناء تقدمها إلى الأحياء الأكثر كثافة، وتعتبر الموصل ثالث أكبر مدينة في العراق، حيث تحاول حكومة بغداد المدعومة من مقاتلي البشمركة الكردية والميليشيات غير النظامية الأخرى، استعادة السيطرة عليها من قبضة داعش التي استولوا عليها منذ صيف عام 2014، وقد تمكنت القوات العراقية من السيطرة على ربع المدينة منذ بدء العملية يوم 17 أكتوبر تشرين الاول.
ويأتي نشر الصورة الصادمة في الوقت الذي تدعي فيه منظمة هيومن رايتس ووتش، أن الميليشيات المدعومة من الحكومة العراقية تقتل المقاتلين الذين يشتبه بانتمائهم إلى داعش بدم بارد بعد أسرهم، واتهمت المنظمة ميليشيا حشد الجبور التابعة إلى العشائر السنية الموالية للحكومة، بإعدام أربعة أسرى يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش خلال العمليات العسكرية الجارية لاستعادة مدينة الموصل ومحيطها، وقال شهود العيان بإنه تم قتل الرجال الأربعة تحت نظر القوات العراقية.
وأوضح سعد الحديثي، المتحدث باسم الحكومة العراقية أن السلطات لم تكن على علم بالحادث، ولكنها ملتزمة باعتقال ومحاكمة أي شخص يشتبه في ارتكابه انتهاكات لحقوق الإنسان، وقال: "ترفض الحكومة العراقية مثل هذه الأفعال تمامًا، وسيتم التحقيق بشكل كامل، وتقديم هؤلاء الذين يقفون وراء مثل هذه الحوادث إلى المحاكمات".وتعتبر الموصل، موطن لأكثر من مليون شخص، وثالث أكبر مدينة في العراق، بعد بغداد ومدينة البصرة الجنوبية.
يذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت في وقت سابق الميليشيات الشيعية بممارسة انتهاكات ضد المدنيين في المدن ذات الغالبية السنية.
أرسل تعليقك