توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخاوف غريبة من نمو تنظيم "القاعدة" مع تراجع "داعش"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مخاوف غريبة من نمو تنظيم القاعدة مع تراجع داعش

تنظيم القاعدة
واشنطن ـ يوسف مكي

يعتقد البعض أن مقتل ثلاثة من المحاربين القدامى في تنظيم القاعدة في سورية واليمن وأفغانستان في أكتوبر/ تشرين الأول سيساعد على هيمنة تنظيم داعش على المجال الجهادي ولكن على العكس أعاد مقتل الرجال الثلاثة في غارات جوية أميركية  بعث تنظيم القاعدة من جديد في الوقت الذي تتراجع فيه داعش في العراق وسورية وليبيا، ويحاول تنظيم القاعدة بهدوء من خلال القوة الناعمة بدلًا من الفظائع القاسية إعادة إحياء نفسه مرة أخرى.

وأفاد البنتاغون أن واحدًا على الأقل من القادة الثلاثة الذين قُتلوا وهو حيدر كيركان المخضرم في التنظيم منذ 20 عامًا كان يخطط لهجمات ضد الغرب في وقت وفاته، ما يعد شيئًا مثيرًا للجدل حيث أن تنظيم القاعدة الذي تأسس عام 1988 ابتعد في السنوات الأخيرة عن العمليات بعيدة المدى لصالح إستراتيجية تفضيل بناء ثابت للنفوذ والقدرة على المستوى المحلي داخل العالم الإسلامي.

واضطر رئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهري خليفة الراحل أسامة بن لادن إلى اتخاذ هذا القرار مُجبرًا، بسبب ضعفه بعد سنوات من استهداف التنظيم من قبل الولايات المتحد وحلفائها في أعقاب هجمات 11 سبتمبرأيلول 2001، فيما تبين في الآونة الأخيرة أن القرار كان محاولة لإبعاد التنظيم عن داعش  والمسؤول عن الضربات المنظمة التي حدثت في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وتونس والولايات المتحدة فيما يسمى بعمليات "الذئاب المنفردة"، وسعى تنظيم القاعدة والتابعين له عمدًا إلى تجنب وحشية داعش مع حشد الدعم في جميع أنحاء العالم الإسلامي من خلال التواصل مع زعماء القبائل ووسطاء السلطة والمجتمع بدلًا من الإكراه والخوف الصريح.

وأفاد ديفيد غارتنستين الخبير في المركز البحثي الأميركي "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية" أن  تنظيم القاعدة لا يسعى إلى الشهرة حيث تتمثل إستراتيجيته في أن الاستيلاء على قدر كبير من الأراضي يجذب القوى المكافحة للإرهاب وبالتالي لم يرفعون صوتهم بشأن عملياتهم، وتركزت المواقع الثلاثة للضربات الأميركية  قبل شهرين في أفغانستان واليمن وسورية وهي مناطق إستراتيجيته رئيسية إما فشلت داعش فيها في تحقيق تقدم كبير أو تواجه التراجع وبخاصة في سورية.

وأعلن تنظيم داعش في يناير/ كانون الثاني عام 2015 رسميًا إنشاء ما يطلق عليه إقليم خراسان في أفغانستان وغرب باكستان، وتتزامن هذه الخطوة مع محاولة التوسع في بنغلاديش ما يشير إلى إنشاء فرع للتنظيم في جنوب آسيا والحصول على مجندين من بين 400 مليون مسلم في المنطقة إلا أن المسلحين حققوا نجاحًا لا يُذكر، وتابع سيث جونز المستشار السابق للقوات الأميركية  في أفغانستان هذا الشهر: "على الرغم من جهود تنظيم داعش الكبيرة إلا أنه نجح في السيطرة على أراضي صغيرة في جنوب آسيا، وأجرى التنظيم حفنة قليلة من الهجمات وفشل في تأمين الدعم من معظم السكان المحليين وناضل في ظل قيادة فقيرة".

ويواجه تنظيم داعش عقبة أخرى أمام التوسع وهي معارضة معظم الجماعات المحلية المسلحة وبخاصة حركة طالبان،  ولا يزال تنظيم القاعدة الذي حافظ على علاقة وثيقة مع طالبان وبعض الجماعات المسلحة الأخرى له وجود في أفغانستان، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2015 هاجمت القوات الأميركية  والأفغانية مجمع تدريب ضخم جنوب البلاد ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 مسلح، واستخدم تنظيم القاعدة المجمع في Indian Subcontinent (AQIS) وهو فرع للتنظيم أنشئ في 2014، وأفاد مسؤولون في جنوب آسيا أن جماعة  AQIS فشلت حتى الآن في تنفيذ  أي هجمات كبيرة أو جذب أعداد من المجندين، إلا أن نجاة تنظيم القاعدة في  المنطقة تعتبر مثيرة للإعجاب وفقًا لأحد المسؤولين، وذكر أحد المسؤولين الذي طلب عدم ذكر اسمه: "كان هناك ضغط مستمر على التنظيم وقادته لمدة 15 عامًا ولا زال هناك ضغط، وتعتبر وفاة القحطاني ضربة للتنظيم لكنهم عانوا مما هو أسوا وعادوا مرة أخرى".

ووقعت معركة رئيسية أخرى في اليمن وربما كان من النتائج غير المقصودة للتدخل العسكري بقيادة السعودية في البلاد هو قدرة تنظيم القاعدة على العمل في دويلة صغيرة على الساحل اليمني لعدة أشهر، حيث قدم ميناء المكلا للتنظيم عائدات تقدر ب 2 مليون دولار في اليوم، وأشارت تقارير الحكومة الأميركية  عام 2015 إلى أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن (AQAP) يمكنه حشد 4 آلاف مقاتل على الأقل ما يعادل 4 أضعاف إجمالي عدد المقاتلين العام السابق، وبنى التنظيم روابط مع اليمنيين الجنوبيين الذين شعروا بالتهميش من قبل النخبة الشمالية للبلاد لأعوام.

وأوضح دبلوماسي إقليمي متابع لليمن: "ربما نواجه تنظيم القاعدة بشكل أكثر تعقيدًا وليس مجرد منظمة إرهابية، بل حركة تسيطر على الأرض وتضم أشخاصًا سعداء في داخلها"، ووسع تنظيم القاعدة بنجاح وجوده في أفريقيا من خلال جماعة بوكو حرام النيجيرية المتطرفة التي انقسمت حاليًا بشأن ولائها اسمًا لداعش فضلًا عن توسع داعش في مصر وتونس وليبيا وهو ما ألقى بظلاله على جهود أقل إثارة لكنها أكثر فعالية من قبل فروع القاعدة في القارة.

وقضت حركة الشباب المتطرفة في الصومال بلا رحمة على الفصائل الموالية لداعش التي أرادت نبذ ولاء الحركة لتنظيم القاعدة والمعلن منذ 5 أعوام، وتعد المجموعة المنشقة الأخيرة حاليًا تحت الحصار من القوات الصومالية في أقصى شمال الصومال في "بونتلاند" التي تتمتع بحكم شبه ذاتي وتواجه الفناء.

وظهر فضيل جديد في منطقة الساحل يشن هجمات باسم داعش وهو ائتلاف من الفصائل التي شكلت تنظيم القاعدة في المغرب (AQIM)، واستغل هذا الفصيل روابط القاعدة ببلاد المغرب عن طريق الزواج والمجتمعات المحلية والنزاعات العرقية للحصول على الدعم في مالي وهي دولة رئيسية لم تتمكن القوات الفرنسية الدولية من تخليصها من المتطرفين، وأضاف غارتنستين: " تنظيم القاعدة في طريقه ليصبح الحركة الجهادية الأكثر نفوذًا في أفريقيا"، ويعتقد معظم المحللين أن داعش ستظل قوة في المنطقة ولو مجزأه إلا أن تنظيم القاعدة سيكون الرابح الأكبر.

ويعد المفتاح لإستراتيجية المجموعة في سورية ما يسمى بجبهة فتح الشام والتي كانت تعرف باسم جبهة النصرة والتي أعلنت في أواخر يوليو/ تموز أنها لا ترتبط بالجهاد العالمي لكنها تكريس جهودها فقط لمحاربة نظام بشار الأسد وحلفاؤه، وحاول تنظيم القاعدة مرارًا وتكرارًا في الأعوام الأخيرة التقليل من صلته بالجماعات المحلية لتجنب نفور المجتمعات التي لا تريد أن تكون جزءً من الجهاد العالمي لكنها تأمل في أن يفرض متطرفو داعش إدارة صارمة في المناطق التي يسيطرون عليها.

ويخشى مسؤولون غربيون من آلا تسيطر جبهة فتح الشام فقط على الساحة الجهادية في بلاد الشام بعد هزيمة داعش ولكن ربما توفر أيضًا نقطة انطلاق لتنظيم القاعدة لشن هجمات في أوروبا، حيث أوضح الظواهري أنه على الرغم من اهتمام التنظيم بالحملات المحلية إلا أنه لا يزال ملتزمًا بشن الهجمات على الغرب على المدى الطويل، وأضاف ماثيو هينمان من مركز جين للإرهاب والتمرد: "مع استمرار فقد تنظيم داعش للأراضي مع مواصلة التحالف الدولي للغارات الجوية من المرجح أن نرى اسمًا آخر في عناوين الصحف كثيرًا وهو جبهة فتح الشام والتي تعتبر أكثر قدرة وخطورة من تنظيم داعش على المدى الطويل".
 
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف غريبة من نمو تنظيم القاعدة مع تراجع داعش مخاوف غريبة من نمو تنظيم القاعدة مع تراجع داعش



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف غريبة من نمو تنظيم القاعدة مع تراجع داعش مخاوف غريبة من نمو تنظيم القاعدة مع تراجع داعش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon