تنفرد واحة سيوة بمقومات طبيعية عن باقي واحات مصر، إذ يتجه الكثير من الأشخاص المصريين والعرب والأوروبيين للاستشفاء؛ نظرًا لما تتمتع به من رمال ناعمة ساخنة، لاسيما مع بدء موسم السياحة العلاجية الذي يبدأ في شهر آب/ أغسطس وينتهي في أيلول/ سبتمبر.
وتقع واحة "سيوة" في الصحراء الغربية المصرية، وتبعد 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مدينة مرسى مطروح، وتبعد 830 كم من محافظة القاهرة، ويحدها من الجنوب سلسلة الكثبان الرملية، ومن الشمال سلسلة الجبال الصخرية.
تعتبر سيوة من إحدى المحميات الطبيعية وأهم وأفضل الأماكن في العالم، فيما يتعلق بالسياحة العلاجية، ومنتجع طبيعي للاستشفاء، لما تتميز به من مناخ جاف وطبيعة رمالها الساخنة التي لها من الخواص ما يجعلها قادرة على علاج الكثير من الأمراض.
ويذكر أحد مشرفي العلاج من الروماتيزم في واحة سيوة "هذه الطريقة فرعونية تعتمد على الرمال الموجودة في منطقة جبل "الدكرور" وتحتوي على إشعاعات تساعد في علاج مرض الروماتيزم وشلل الأطفال والصدفية والجهاز الهضمي والعقم وكذلك بعض الأمراض الجلدية والعضمية والدموية، مثل الروماتويد والكليسترول وخفض نسبة الدهون المرتفعة في الجسم وتنشيط الدورة الدموية، كذلك في سيوة تصل درجات الحرارة إلى أعلى معدلاتها، وتلقي بسخونتها على الرمال لترتفع إلى 40 أو 45 درجة مئوية في هذه الأشهر، وتصير صالحة للعلاج من أمراض متعددة من بينها فيروس سي والبواسير، وتأخر الإنجاب، وتبدأ الأسعار من 170 إلى 370 حسب السكن.
وأشار إلى أن "المريض يأتي في وقت الضحى فنقوم بوضعه فيما يعرف "بالمردم" وهي عبارة عن حفرة يستلقي فيها المريض وينزع ملابسه كلها ونغطيه بالرمال ماعدا رأسه لمدة تتراوح ما بين عشر دقائق إلى ثلث ساعة، ويتم دخول الرجال إلى الرمال بمعزل عن النساء، وبعد خروج المريض من الحفرة مباشرة، يلف جسمه ببطانية، ثم يتجه إلى خيمة تكون قريبة من المردم ويبقى داخلها لمدة نصف ساعة ويقدم له مشروب ساخن بمجرد دخوله الخيمة؛ للعمل على تفتيح مسام الجلد ومقاومة درجة الحرارة العالية وغالبًا يكون المشروب قرفة أو حلبة أو ينسون ويمنع من شرب الماء.
ويتابع أن المرحلة الثانية وبعد فترة من شرب المشروب الساخن يتم تدليك جسده ليتم غلق مسام الجسم عن طريق نوعية من الزيوت والخل مع القليل من الملح والليمون، وتكرر هذه الأشياء لمدة ثلاثة أيام على الأقل، وتختلف مدة العلاج من شخص لآخر على حسب عدد الجلسات.
وبسؤال مدير السياحة في مطروح، صباح توفيق، أكدت أن هناك أشخاصًا يقبلون على مجال الاستشفاء بالطرق الطبيعية وأن سيوة تمتلك مساحات شاسعة من الكثبان الرملية الساخنة، التي تقام فيها حمامات الرمل للاستشفاء من الأمراض المستعصية.
وأضافت أن الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية أجريت على رمال جبل الدكرور وعيون المياه والآبار المليئة والغنية بالواد المعدنية والكبريتية ودورها في العلاج، وأكدت هذه الأبحاث أنها تحتوي على إشعاعات مفيدة لعلاج بعض الأمراض المستعصية مثل شلل الأطفال والصدفية وأمراض الجهاز الهضمي وأمراض العظام.
كما أشارت إلى الجهود المبذولة من إدارة السياحة في تنمية السياحة العلاجية وغيرها من أنواع السياحات الأخرى في مطروح من خلال الأفلام الوثائقية عن مطروح والمطبوعات والكتيبات السياحية المختلفة.
وتابعت أنه "بنظرة على ما ينتشر في العالم الآن من منتجات علاجية نجد أن واحة سيوة بما تتميز به تعتبر مكان فريد من نوعه؛ حيث الرمال الساخنة التي يمكن استخدامها في العلاج، وبشهادة المتخصصين عالميًا في هذا النوع من العلاج تعتبر المكان الأمثل في العالم، إضافة إلى أن عامل الطقس له دور في غاية الأهمية حيث يتميز بالجفاف وخلوة من الرطوبة، مما يساعد كذلك على عمليات الاستشفاء والعلاج، لاسيما ممن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي".
وتتنوع الرمال في سيوة من حيث تكوينها المعدني والكيميائي الذي يغلب عليه معدن الكوارتز، إضافة إلى معادن وصباغات كيميائية متنوعة، ويشهد بذلك ألوانها المتعددة وتشمل الرمال الصفراء وهي تحتوي على كميات شحيحة من عناصر اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم المشع.
كذلك هناك الرمال البيضاء وهي تحتوي على حبيبات السليكا الزجاجية الشفافة والبيضاء وغالبًا ما يستخدم هذا النوع في صناعة الزجاج والسبائك المعدنية تتوافر أنواع ممتازة من الرمال الصفراء الناعمة النظيفة الصالحة لأغراض الطب البديل والاستشفاء البيئي، وتتنوع الأمراض التي يمكن علاجها عبر حمامات الرمال بين الروماتيزم والروماتويد المفصلي والنقرس والأمراض الجلدية والكلي والجهاز التنفسي وقصور الشرايين والتخلص من القلق والضغوط النفسية.
ومن أفضل أماكن العلاج في سيوة جبل الدكرور، وبه بعض الفنادق البدائية يطلقون عليها منتجات علاجية، وعددهم 6 فنادق يتكون كل فندق من 50 غرفة والمرضى من الرجال، ويقوم بعملية الردم أو الدفن في الرمال رجال، وللنساء يخصص منطقة أخرى تبعد عن المنطقة المخصصة للرجال، بإشراف نسائي فقط.
أرسل تعليقك