لندن ماريا طبراني
اتهم شقيقان بمساعدة الناس على السفر إلى سورية للانضمام إلى "داعش"، على الرغم من أنهما لم يقوما بالرحلة بأنفسهما خشية إغضاب والدتهما.
ويعلق الشقيقان توهين شاهينشا (27 عامًا) ومستقيم جمعان (22 عامًا) علم "داعش" على أبواب غرفهما ويخططان لاصطحاب والديهما إلى سورية على أمل أن يموتوا جميعًا معًا، على الرغم من أنهما لا يستكملان خططهما ولم يغادرا بريطانيا حتى لا يزعجان والدتهما.
وساعد شاهينشا الذي يعمل في "دبنهامز"، وجمعان الذي يعمل في "الوجبات الجاهزة"، عشرة أشخاص يسعون إلى الذهاب إلى سورية على مدى 17 شهرًا، ووفر الشقيقان الضمانة الرئيسية المسماة بالتزكية من أجل عبور الحدود وإقامة روابط مع تنظيم "داعش".
وأدانت هيئة المحلفين الخميس شاهينشا وجمعان فس محكمة كينغستون، واتهمتهما بالانخراط في الإعداد لممارسة السلوكيات التطرف، ليواجه الشقيقان عقوبة السجن.
واستمعت المحكمة لأقوال الأخ الأوسط للشقيقين ويدعى افتخار عجمان، وهو عامل في خدمة دعم العملاء، وغادر منزل العائلة للانضمام إلى "داعش"، وانضم إليه في سورية خمسة آخرين وأصبحوا يعرفوا باسم "بومبي لادز".
وقتل افتخار خلال إحدى المعارك في كانون الأول / ديسمبر عام 2013، وعقب وفاته قتل أصدقائه الأربعة واحد تلو الأخر على مدى 19 شهرًا.
وكشفت الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة في وقت لاحق، أن ثلاثة من المجموعة أخذوا إلى محطة "فراتون بارك" في بورتسموث بواسطة شاهينشا وجمعان، ثم استقلوا القطار إلى مطار "جاتويك" في الساعات الأولى من صباح تشرين الأول / أكتوبر 2013، حيث التقوا هناك رجلين آخرين وسافر الخمسة إلى مدينة أنطاليا في تركيا وعبروا الحدود إلى سورية.
وأظهرت اللقطات من محطة "فراتون بارك" شاهينشا وهو يرتدي أحذية رملية ملونة وكان ذا شعر طويل في شكل ذيل حصان ويحمل في يده اليمنى حقيبته الشخصية، ويحمل شقيقه المزيد من الحقائب، وكشفت الصور عن وداع الأصدقاء لبعضهم ومساعدة الشقيقان للثلاثة في حمل أمتعتهم لركوب القطار.
وذكرت كيت ويلكنسون في المحاكمة: "هؤلاء الرجال لم يتجهوا إلى سورية للمساعدة في تسليم المواد الغذائية أو توفير المأوى أو المساعدة في التعليم ومن ساعدوهم يعرفون ذلك، ونحن نعلم أن شقيقهم افتخار متورط في القتال المتطرف في سورية، وهذا ما قاله لمراسل البي بي سي في مقابلة معه عبر سكايب والتي بثت على التليفزيون في 20 تشرين الثاني / نوفمبر عام 2013".
وتابعت ويلكنسون: "نشر افتخار اثنين من مقاطع الفيديو على تويتر المشار إليها في تقرير البي بي سي، وأرسل رسائل إلى بريطانيا مع صور مرفقة تظهر بالضبط ما كان يقوم به، إنه لم يكن هناك لتسليم المواد الغذائية وتقديم المساعدات، ولكنه كان هناك لقتل المسلمين الشيعة وهم من غير المسلمين حسبما يعتقد".
وأرسلت المجموعة بعد وصولها إلى سورية مجموعة مقاطع فيديو تظهر إطلاقهم للنيران من البنادق والمدافع الثقيلة من الجزء الخلفي لشاحنة صغيرة وهو يصيحون "الله أكبر"، وفي إحدى رسائله لأخيه تفاخر جمعان برغبة بقية الأسرة في الانتقال إلى سورية قائلًا: "شقيقتي تخبر والدتي بالإعداد للسفر ووالدتي تصمت في إشارة إلى الموافقة".
وفي محادثة أخرى تصور جمعان أن عائلته قتلت بالكامل قائلًا: "إذا قتلت كل العائلة بنية الجهاد فلن يعاني أحدنا من فقدان الأسرة، وسوف نكون جميعًا في الجنة، إنه أمر غريب ولكن لما لا؟".
وأوضح افتخار في محادثة له مع شقيقته أنه يعتزم الذهاب إلى سورية مع جمعية خيرية إسلامية في 11 كانون الثاني / يناير، وكتب في رسالته: "بهذه الطريقة تستطيع والدتي أن تسافر ذهابًا وإيابًا وكذلك الجميع، ويمكننا الاختفاء من المخيم والتوغل في أعماق الشام إذا أحببنا، ولكن في حالة وجودنا في المخيم يمكننا الاعتناء بالأطفال".
وأظهر شاهينشا أفكار عنيفة حيث قال: "احضر بندية كلاشينكوف واقتل الكفار والعلويين المسلمين وأرسلهم إلى خالقهم"، ورد جمعان على شقيقه قائلًا: "يمكننا الزحف إلى المعركة ليلًا ثم العودة إلى المخيم وتناول الحساء مع الأطفال، ولن يشكو أحد من هذه الهجرة".
وداهمت الشرطة منزل العائلة في بورتسموث مرتين، وفي المرتين وجد شاهينشا في غرفة نومه بعد إلقاء الهاتف من النافذة، وبعد فحص الهاتف عثرت الشرطة على العديد من الرسائل التي تدين الشقيقين، وضمت الهواتف أكثر من 17 ألف رسالة وصور وتسجيلات صوتية وتسجيلات فيديو وبحث على الإنترنت عن أشياء ترتبط بتنظيم "داعش" والقتال في سوريا لإقامة "الدولة الإسلامية" المزعومة.
وكان شاهينشا ينام بجوار جوار سفره تحت وسادته وبحوزته 60 إسترلينيًا نقدًا وخمسة جنيهات إسترلينية من قسائم دبنهامز مدسوسة في الداخل، موضحًا أن هذا هو المكان الأكثر أمنًا في المنزل لأنه الغرفة المغطاة بأكياس الملابس السوداء كانت تستخدم كغرفة تخزين من قبل والدته، وحاول شاهينشا إلقاء اللوم على الشرطة لعدم مساعدة الأسرة، وزعم أنه يمكن أن يكون نموذجًا يحتذي به الشباب.
وزعم شاهينشا بأنه صُدم عندما علم أن شقيقه افتخار سافر إلى سورية، مشيرًا إلى أنه اعتقد أن أصدقاءه كانوا في طريقهم إلى قضاء عطلة في تركيا، وادعى في المحكمة أنه لم يكن ينوي إتباع شقيقه وأنه اشترى بعض المعدات اللازمة للرحلة بحيث يجعل شعوره أفضل، مضيفًا: "رغم رغبتي في مساعدة الناس هناك ولكني لم أستطع فعل هذا ولم أكن لأضع والدتي في هذا الموقف، هؤلاء الناس كانوا يعرفون أخي وكان لديهم بعض التوقعات، ولذلك لم أردهم أن يشعروا بأني جبان".
وفي الوقت نفسه أشار جمعان إلى أنه كان يقضي معظم وقت فراغه في مشاهدة برامج الحياة البرية وشرب الشاي، مدعيًا بأنه كان يلعب دور المحقق الصحافي من خلال النظر في أنظمة القتال والتمرد، أنه يعتقد أن جمعان كان في سورية للمساعدة في أعمال الإغاثة الإنسانية من خلال دعم الناس هناك.
أرسل تعليقك