توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

برازيلي لا يملك هاتفا يتحول إلى صاحب شركة رأس مالها ملايين الدولارات

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - برازيلي لا يملك هاتفا يتحول إلى صاحب شركة رأس مالها ملايين الدولارات

فلافيو أوغوستو دا سيلفا
برازيليا - مصر اليوم

 عندما حصل شاب برازيلي مراهق ومغامر على وظيفة مندوب مبيعات عبر الهاتف، لم يتردد في قبول الوظيفة، رغم أنه لم يكن يمتلك هاتفا.

في عام 1991، حصل فلافيو أوغوستو دا سيلفا، الذي كان في الـ 19 من عمره، على وظيفة مندوب مبيعات عبر الهاتف بمدرسة لتعليم اللغة الإنجليزية في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

لكن هذه الوظيفة كانت تتطلب منه العمل من المنزل، ولا توفر له مكانا في الشركة، والمفارقة أن والدي أوغوستو لم يكن لديهما هاتف أرضي في المنزل، إذ كانت الهواتف الأرضية في البرازيل آنذاك نوعا من الترف. ولم يستطع والداه توفير مبلغ ألف ريال برازيلي، ما يعادل 272 دولار، لتركيب الهاتف الأرضي. وحتى لو تمكنوا من تدبير المبلغ، فكان عليهم الانتظار لعامين على قائمة الانتظار الطويلة.

ولأن الهواتف المحمولة كانت بدعة تقنية جديدة آنذاك، لم يقتنها إلا قلة قليلة من البرازيليين، اضطر أوغوستو إلى أن يبحث عن حل مبتكر حتى لا يفقد وظيفته بعد فترة وجيزة من توليها.

ووجد أن الحل الوحيد هو استخدام الهواتف العامة في مطار سانتوس دومونت في ريو دي جانيرو، ويتخذ من المطار المكتظ بالمسافرين مكتبا له.

ويحقق الآن مشروع مدارس اللغات "وايزر إيديوكيشن" الذي أسسه أوغوستو أرباحا قدرها 113 مليون دولار سنويا، وتقدر ثروته بنحو 700 مليون دولار.

ويقول أوغوستو، الذي يبلغ من العمر الآن 46 عاما: "لا شك أن المطار ساعدني في أن أضع قدمي على أول طريق النجاح في المجال الأنسب لي". إذ سرعان ما اكتشف أوغوستو مواهبه في التسويق وبراعته في استقطاب زبائن للتسجيل في فصول اللغة الإنجليزية، على الرغم مما يحيط به من صخب وضوضاء في المطار.

وتدرج سريعا في الشركة، وتولى منصب المدير التجاري. وبعد أربع سنوات، رأى أوغوستو أن الوقت قد حان لتأسيس مدرسته الخاصة لتعليم اللغة الإنجليزية.

ويقول أوغوستو: "شعرت أنني مستعد لهذه الخطوة، فضلا عن أن الشركة التي كنت أعمل لحسابها لم تكن متحمسة لإنفاق المزيد من الأموال على تحسين جودة الدورات."

ويضيف أوغوستو: "كنت أعرف خبايا الأمور في هذا المجال وكنت على يقين أنني قادر على الاستثمار فيه".

إلا أن طريق أوغوستو لم يكن خاليا من المشاكل، إذ واجه في البداية مشكلتين وكان عليه أن يتغلب عليهما.

وكانت المشكلة الأولى أنه لم يكن يعرف إلا بضع كلمات باللغة الإنجليزية، رغم مهارته في الترويج لدورات اللغة الإنجليزية، وهذا يعني أنه من العسير أن يضع بنفسه المنهج التعليمي.

والمشكلة الثانية أنه لم يتمكن من الحصول على قرض من البنك، واضطر في المقابل إلى الاعتماد على السحب على المكشوف من البنك، ووصل إجمالي المبلغ الذي سحبه من دون رصيد إلى 20 ألف دولار، وكان يدفع في المقابل فوائد باهظة.

ولكي يضمن جذب العدد الكافي من الطلاب للتسجيل في الدورات والمحافظة عليهم لأطول مدة ممكنة، عيّن 18 شخصا يتقنون اللغة الإنجليزية لتطوير المناهج التعليمية وأساليب التدريس.

وعندما أسس مشروعه "وايز آب" لتعليم اللغة الإنجليزية، ركز على تقديم خدمة مميزة، لا تقدمها غالبية مدارس اللغات في البرازيل، لكي تُمكّنه من جذب شريحة مختلفة من الزبائن.

وكانت معظم المدراس في البرازيل آنذاك تركز على تعليم الأطفال أو الأشخاص الذين يستعدون للسفر لقضاء إجازاتهم في الخارج. لكن أوغوستو فكر في المقابل في تطوير دورة تعليمية للبالغين الذين يحتاجون لتعلم الإنجليزية لمساعدتهم في الحصول على وظفية في البرازيل.

ويقول أوغستو: "في هذا العام زاد إقبال الشركات العالمية على تأسيس فروع في البرازيل، وأصبح إتقان اللغة الإنجليزية أحد شروط التوظيف".

ولحسن الحظ كان حدسه في محله، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية القاسية التي كانت تمر بها البلاد، إذ وصل معدل التضخم في البرازيل في عام 1995 إلى 148 في المئة، إلا أن ألف شخص سجلوا في دورات "وايز أب" الأولى في ريو دي جانيرو في العام الأول. وفي عام 1998، أسس 24 مدرسة في مختلف ربوع البرازيل، وبلغ عدد موظفيه ألف موظف.

وبعد عامين، توسع مشروع "وايز أب" بوتيرة أسرع، بعد أن أصبح مانحا لحقوق امتياز، يرخّص بموجبها للغير باستغلال اسم المشروع. ومع حلول عام 2012، أصبح للمشروع 400 فرع في مختلف أنحاء البرازيل.

وعند هذا الحد، رأى أوغوستو أن مهمته في الشركة انتهت. ويقول: "رأيت أنني كرائد أعمال لدي القدرة على خوض تجارب جديدة، وأردت أن أؤسس مشروعا ناحجا، ثم أخوض تحديا آخر".

وفي هذا العام، باع أوغوستو شركة وايز أب، التي كان المالك الوحيد لها، لمجموعة "غروبو أبريل" الإعلامية في البرازيل، نظير مبلغ 480 مليون دولار أمريكي.

وكان التحدي الجديد هو خوض غمار كرة القدم. وفي عام 2013، استحوذ على حصة أغلبية في نادي "أورلاندو سيتي" الأمريكي مقابل 120 مليون دولار أمريكي، قبيل انضمام النادي إلى قائمة الأندية المشاركة في دوري النخبة الأمريكي لكرة القدم، الذي تتنافس فيه أفضل فرق كرة القدم الأمريكية.

اشترى أوغوستو فريق أورلاندو سيتي الأمريكي لكرة القدم في عام 2013
وقد أشعل الاهتمام المتزايد بدوري النخبة الأمريكي لكرة القدم في السنوات الأخيرة، أسعار الفرق الأمريكية، ووصلت قيمة نادي أورلاندو سيتي الآن إلى 490 مليون دولار أمريكي، وأصبح واحدا من أغنى الفرق المشاركة في دوري النخبة الأمريكي لكرة القدم.

ويعود اختيار أوغوستو لنادي أورلاندو سيتي إلى أن مدينة أورلاندو واحدة من الوجهات السياحية المفضلة للبرازيلين.

إلا أن شركة "وايز أب" في البرازيل تعثرت تحت إدارة "غروبو أبريل"، وتدنى أداءها إلى حد أن "غروبو أبريل" عرضتها للبيع في عام 2015 لأوغوستو مقابل 107 مليون دولار أمريكي، أي أقل من ربع المبلع الذي تلقاه أوغوستو نظير بيع الشركة، ووافق أوغوستو على الصفقة.

وبمجرد أن استعاد أوغوستو ملكيتها، ازدهرت الشركة مرة أخرى وتوسعت. وتضم الآن 440 فرعا في البرازيل والأرجنتين وكولومبيا والمكسيك، تحت إدارة مجموعة "وايزر إيديوكيشن".

ويقول أوغوستو إنه يتطلع إلى زيادة عدد الفروع إلى ألف فرع بحلول عام 2020، وهذا يعني أنه لا يخطط للتفريط فيها مرة أخرى.

يقول ريكارد موتا، المحلل التجاري البرازيلي، إن أوغوستو معروف بأنه رائد أعمال "متمكن"، استطاع سريعا توسيع شركته وزيادة فروعها، لأنه "يخطط لكل خطوة مسبقا".

وإلى جانب إدارته لمشروعه التعليمي ونادي كرة القدم، يحرص أوغوستو على تحديث مدونته عبر الإنترنت "فاليويشن جينيريشن" بانتظام، التي يهدف من خلالها لتقديم نصائح لرواد الأعمال الشباب وتشجيعهم.

ويقول أوغوستو، الذي تزوج ولديه ثلاثة أبناء: "أرى أن مسيرتي المهنية، من البداية وحتى الآن، تثبت أن أي شخص يستطيع أن يؤسس مشروعا ناجحا. لا أشعر أنني مميز عن أحد، كل ما في الأمر هو أن تتعلم كيف تقود مشروعك للنجاح".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برازيلي لا يملك هاتفا يتحول إلى صاحب شركة رأس مالها ملايين الدولارات برازيلي لا يملك هاتفا يتحول إلى صاحب شركة رأس مالها ملايين الدولارات



GMT 16:28 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إجلاء أكثر من 4 آلاف شخص من المراكز التجارية في موسكو

GMT 15:46 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دي ميستورا يشارك في لقاء أستانا حول سورية

GMT 10:19 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الحزب الحاكم في تايوان يتلقى هزيمة ساحقة في الانتخابات

GMT 12:41 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 25 شخصا إثر سقوط حافلة بقناة في الهند

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برازيلي لا يملك هاتفا يتحول إلى صاحب شركة رأس مالها ملايين الدولارات برازيلي لا يملك هاتفا يتحول إلى صاحب شركة رأس مالها ملايين الدولارات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon