توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كينيا تُحارب الفساد "بالصلوات" مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين

كينيا تُحارب الفساد "بالصلوات"
نيروبي - مصر اليوم

يبحث الصحافي الكيني جوزيف وارونغو، ضمن سلسلة بعنوان "خطابات الصحافيين الأفارقة"، استراتيجية جديدة يطرحها جهاز مكافحة الفساد في كينيا تهدف إلى الاستعانة بتعاليم الكتاب المقدَّس، بهدف محاربة لصوص الأموال العامة.

ويقول وارونغو "إن الإنسان يشعر بشدة محنته عندما لا يجد غير الصلاة ملاذا أمامه للتغلب على الشدائد، هذا هو الوضع الراهن الذي تعاني منه كينيا، حيثُ إن البلاد تغرق في ديون كبيرة معظمها بسبب سوء إدارة الأموال العامة، ويلتهم الفساد حياتنا ونحن أحياء، فضلا عن انتشار فضائح جديدة يوما بعد يوم، أصبح لا يوجد قداسة أو حرمة لأي شيء في البلاد، حتى الماء اللازم لحياتنا".

تفاقم الأوضاع والمشكلات
وتشير أنباء إلى أن عصابات في بعض المناطق في العاصمة نيروبي، تربطها سلطات بذوي النفوذ في حكومة المدينة، يقطعون سرا إمدادات المياه عن جميع المناطق السكنية، ويفضي هذا النقص المفتعل للإمدادات إلى تحقيق استفادة من خلال بيع المياه إلى السكان عن طريق شركات شحن مياه يمتلكها هؤلاء.

ويُعد هذا هو سبب الاستعانة بـ "استراتيجية" الصلاة، لكن مشكلة المياه ليست هي السبب الوحيد؛ حيث يبدو أن مفوضية الأخلاق ومكافحة الفساد، الجهاز الرسمي المعني بمحاربة الفساد في البلاد، غارقة في الكثير من المشكلات.

وسعت المفوضية من قبل إلى مواجهة المشكلات بطرق كثيرة، لكن يبدو أنها لم تفلح، وتشير دراسة استقصائية وطنية حديثة، أجرتها المفوضية ونشرتها مطلع الشهر الجاري، إلى أن المشكلة تتفاقم بالفعل.

وأظهرت نتائج الدراسة زيادة نسبة أولئك الذين يدفعون الرشاوي للحصول على خدمات حكومية إلى 62 في المائة، من 46 في المئة قبل عامين.

ويُقال أن خدمة استخراج شهادات الميلاد تعد من بين أكثر الخدمات التي تسجل دفع رشاوي للحصول عليها.

وقال نائب الرئيس الكيني وليام روتو "إن خطة الحزب الحاكم تعتمد على تعاليم الكتاب المقدس"، فالأم الكينية تقضي تسعة أشهر هي فترة الحمل ثم تعاني آلام المخاض حين تضع مولودها، لكن الألم يظل قائما رغم ذلك، نظرا لأنه من الصعب على الأرجح تقديم إثبات رسمي بأنها أنجبت، حتى تضع "أموالا"، وهي بمثابة ولادة طفل آخر.

كما تواجه كينيا مشكلة أخرى عندما تأتي للإبلاغ عن واقعة رشوة.

"الخوف من الإبلاغ عن فساد"
وتشير دراسة المفوضية إلى أن جهاز الشرطة يُصنف على رأس الإدارات الحكومية والأجهزة التي يُعتقد أنها الأكثر عرضة للفساد؛ لذا لا يمكنك استعادة إمدادات المياه نظرا لأن من يقفون وراء ذلك على صلة جيدة بأصحاب النفوذ، وليس من المرجح أن يقدم جهاز الشرطة مساعدة ما لم تعطهم "شيئا يسد حاجتهم".

وقد نفد صبر مفوضية الأخلاق ومكافحة الفساد، لكونها ترغب في التحرك، لكن الكينيين لا يفعلون شيئا.

سبب جذب كينيا الشباب من جميع أنحاء العالم
وتشير الدراسة إلى أن 61 في المئة من الذين شملتهم، لم يفعلوا أي شئ لدعم مكافحة الفساد وترويج معايير أخلاقية قوية في البلاد، لماذا؟ لأنهم يخافون.

وتقول الدراسة "إن أغلب الكينيين لا يبلغون عن فساد أو سلوكيات غير أخلاقية تساعد في فتح تحقيقات، لأنهم يخشون من تعرضهم لمضايقات محتملة أو ثأر"؛ لذا لجأت مفوضية مكافحة الفساد إلى سلاح جديد هو "الكتاب المقدس" لترويج أفكار تساعد في التصدي لهذا التهديد.

وطرحت المفوضية مؤخرًا دليلا لدراسة الكتاب المقدس يهدف إلى تعزيز جهودها الرامية إلى مكافحة الفساد، على أمل أن يسفر ذلك عن تعديل سلوكيات منتشرة في هذا البلد الذي يفترض أنه يخشى الله.

ويدير المفوضية ذاتها إليود وابوكالا، أسقف أنجيلي متقاعد، وهو رجل دين يعرف كتابه المقدس جيدا، وتقول المفوضية "إن دليل دراسة الكتاب المقدس يهدف إلى مساعدة الكينيين في التفاعل مع الكتاب المقدس واكتشاف موقف الله من الفساد، ومعرفة إرشاده من أجل حياة خالية من الفساد".

ويبدو أن الرئيس أوهورو كينياتا ونائبه وليام روتو كان لديهما دراسة خاصة بالكتاب المقدس قبل ست سنوات عندما فازا في الانتخابات، وقالا إن سياستهما تنتهج الكتاب المقدس.

وعمد روتو مؤخرا إلى تذكير الجميع بأن بيان حزب "اليوبيل" الحاكم تأسس على تعاليم الكتاب المقدس، وقال :"الالتزام بالوفاء بكل ما تعهدنا به يأتي من منطلق أننا نعمل من أجل الله وليس البشر".

الوضع بالنسبة لغير المسيحيين في كينيا
وقال روتو "أنا شخصيا لست ضد الكتاب المقدس، وأقرأ الكتاب بصفة دورية وأعرف جيدا بعض الشخصيات الوارد ذكرها فيه كانت غارقة في الفساد، كيهوذا الاسخريوطي، تلميذ المسيح الذي خانه من أجل المال ثم انتحر بعد ذلك"؛ لكن تبرز بعض الأسئلة التي يرغب الكينيون في أن تظل عالقة في ذهن الأسقف.

أسباب ضحك السجناء في كينيا
أولًا، تعد الكثير من القيادات البارزة المتهمة بالفساد من مرتادي الكنيسة ويقرأون الكتاب المقدس.
ثانيا، بعض الأموال المسروقة من المال العام تذهب إلى الكنيسة في شكل "عطاء" أو "ضريبة".
ثالثا، أي دليل للدراسة يوصي به الأسقف أو يقترحه لغير المسيحيين؟

وأضاف روتو "أظن حاليا أن بعض "وسطاء المناقصات"، وهم عصابات سيئة السمعة تقدم الرشوة في أنشطة المناقصات الحكومية، مشغولون بالتآمر لتقديم عروض لشراء وتوزيع نسخة مجانية من الكتاب المقدس لجميع الكينيين. ولا يوجد لدى مفوضية مكافحة الفساد حاليا أي خطط كهذه".

ودأب الكثير من الكينيين على الصلاة من أجل بلادهم والخروج من مأزقها الذي يحاوطها من كل جانب، ويصلي الكينيون من أجل أن تظفر مفوضية مكافحة الفساد في معركتها الروحية، وتقدم أدوات دنيوية ملموسة لمحاربة الفاسدين على الأرض.

ويوجد مثل كيني شهير يقول "عندما تعرج البقرة المرشدة، لن يصل القطيع إلى مكان المياه"، أو بمعنى آخر تغيير المفاهيم ينبغي أن يبدأ من القمة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين



GMT 16:28 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إجلاء أكثر من 4 آلاف شخص من المراكز التجارية في موسكو

GMT 15:46 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دي ميستورا يشارك في لقاء أستانا حول سورية

GMT 10:19 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الحزب الحاكم في تايوان يتلقى هزيمة ساحقة في الانتخابات

GMT 12:41 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 25 شخصا إثر سقوط حافلة بقناة في الهند

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon