توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأكراد والأزمة العراقية: عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الأكراد والأزمة العراقية: عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض

بغداد ـ وكالات

مع قيام القوات الحكومية العراقية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة وسقوط عشرات القتلى، بلغت الأزمة السياسية الراهنة في العراق طورا جديدا. الأنظار تتجه إلى أربيل وإلى الدور الذي ستلعبه حكومة إقليم كردستان ورئيسه مسعود بارزاني.أثار الهجوم الذي نفذته قوات حكومية عراقية فجر الثلاثاء الماضي ضد متظاهري ساحة اعتصام الحويجة، انتقاد قيادات عراقية، ومنها استياء قيادة إقليم كردستان العراق من هذا الهجوم، التي سارعت إلى مد يد العون لمعالجة الجرحى. وكان العشرات قد سقطوا ما بين قتيل وجريح إثر اشتباكات اندلعت عندما دهمت قوات الأمن مخيم احتجاج مناهضا للحكومة في بلدة الحويجة قرب كركوك. وتضاربت الأنباء بشأن إجمالي أعداد القتلى والجرحى. وجاءت عملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة بعد أربعة أيام من تعرض نقطة تفتيش مشتركة تابعة للشرطة والجيش لهجوم حصل خلاله المسلحون على عدد من الأسلحة قبل أن يتراجعوا إلى وسط المحتجين، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع العراقية. لكن عملية الاقتحام تلك قادت إلى عمليات مسلحة متبادلة في أماكن عدة من غرب العراق وشماله بين القوات الحكومية ومسلحين، ذكرت تقارير إعلامية ومصادر مقربة لبغداد أنهم ينتمون إلى تنظيمي القاعدة والنقشبندية.خالد سليمان: "هنالك إجماع كردي على أن استمرار تدهور الوضعين الأمني والسياسي في العراق سوف يلقي بظلاله سلباً على الإقليم".وأستنكر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني استخدام الجيش لقمع المتظاهرين الذي عده أمراً منافياً للدستور ولجميع القوانين، موعزاً لكافة المستشفيات والمراكز الصحية في الإقليم إلى أن تأخذ استعدادها التام لإسعاف وعلاج جرحى أحداث الحويجة. وقال بارزاني في بيان صدر عن رئاسة إقليم كردستان العراق بعد ساعات من الهجوم "نحن نستنكر استخدام الجيش لقمع المتظاهرين العزل... نعده أمراً منافياً للدستور ولجميع القوانين".وعلى خلفية الأحداث التي شهدتها الحويجة، انتشرت قوات من البيشمركة الكردية السبت (27 نيسان/أبريل الجاري)، في محيط مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) من أجل "ملء الفراغات الأمنية في المنطقة المذكورة بعد انسحاب قطعات من الجيش العراقي"، بحسب بيان صدر عن وزارة البيشمركة الكردية. وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور إن "الخطوة جاءت بسب الأحداث الأخيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى"، في إشارة إلى الهجمات ضد قوات الأمن العراقية. "هدف انتشارنا الوحيد هو الحفاظ على أرواح المواطنين".عن قرار انتشار قوات البيشمركة في محيط مناطق كركوك شدد المحلل السياسي الكردي فرمان شوان في حوار مع DW عربية على أن هذه القوات مقبولة لدى أغلب سكان هذه المناطق، "كونها محايدة ولا تفرق بين الطوائف والمذاهب. وكان لها دور كبير في حفظ أمن مناطق مختلفة من بغداد أيام ذروة العنف".وكان لقوات الأمن الكردية البيشمركة دور في حفظ أمن العديد من مناطق بغداد وبعض المحافظات المتوترة أيام العنف الطائفي الذي عصف بالعراق في عامي 2006 و2007. وجاء انتشار هذه القوات وفق اتفاقيات بين حكومتي بغداد وأربيل.بيد أن تحركات القوات الكردية هذه المرة جوبهت بتصريحات تذكي الأزمة بين حكومتي الإقليم والمركز، إذ قائد القوات البرية في الجيش العراقي علي مجيد غيدان إن التحركات قوات البيشمركة هذه تمثل "تطوراً خطيراً"، معتبراً أنها "تهدف إلى بلوغ آبار وحقول النفط (...) وهو تطور خطير".وفي هذا الإطار يقول الصحفي الكردي المستقل خالد سليمان في حوار مع DW عربية إن "الخلاف القائم بين مسعود بارزاني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيحول دون التوصل إلى حلول تدعو إلى تدخل الكرد في تهدئة الشارع العراقي المتوتر سياسياً وامنياً وخاصة في المحافظات التي تشهد تظاهرات مناهضة للحكومة".تعد اشتباكات الحويجة الأعنف منذ بدء عراقيين سنة احتجاجات في ديسمبر/ كانون الأول للمطالبة بإنهاء ما يرونه تهميشا للسنة من جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكييحذر شوان من انزلاق العراق لأعمال عنف أوسع على خلفية الهجوم الذي طال معتصمي الحويجة، مبيناً أن "العراق أمام أزمة كبيرة، ما لم تدرك جميع الأطراف حقيقة خطر تداعيات أحداث الحويجة الذي بات يعصف بحاضر العراقيين ومستقبلهم". ويقول شوان إن: "العنف ليس طريقة جيدة لحل القضايا في البلد الواحد، إذ أنه لا يولد سوى العنف. إذا كان لديك رجال ومال وسلاح فيصبح من السهل أن تطلق شرارة الثورة وجميع هذه العوامل الثلاثة متوفرة في العراق".وأضاف المحلل السياسي بالقول: "الآن يأتي دور العقلاء وكبار القوم وشيوخ العشائر لتحجيم الخطر المحدق بالعراق"، محذراً من أن تصبح الحويجة من أن "درعا العراق وننزلق في حرب أهلية قد تطال الأخضر واليابس"، وذلك في إشارة إلى مدينة درعا السورية التي انطلقت منها حركة الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.ويرى شوان أن ما يجري اليوم في العراق من أحداث وتطورات على الصعيد الأمني تعد "فتنة ولا يربح فيها إلا أعداء العراق الذين يهدفون إلى تمزيق وحدة أبناء الوطن الواحد"، داعياً إلى تحكيم العقول وعدم الانجرار وراء مخططات ومؤامرات من يريد الشر بالعراق.وقدم اثنان من الوزراء السنة استقالتيهما احتجاجا على الهجوم الذي استهدف ساحة الاعتصام في الحويجة. وهما وزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي و وزير التربية محمد تميم، وكلاهما ينتمي للقائمة العراقية التي تضم الأحزاب السنية الرئيسية في العراق.من جانبه يستخلص خالد سليمان وجه نظر الكرد من التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة العراقية إلى أن "هنالك إجماعا كرديا على أن استمرار تدهور الوضعين الأمني والسياسي في العراق سوف يلقي بظلاله سلباً على الإقليم".ويضيف سليمان في حوار مع DW عربية أن "فقدان الثقة بين قادة العراق واعتماد المفاهيم الخاطئة للشراكة الوطنية فضلاً عن افتقار الساحة السياسية العراقية إلى العقلية الحكيمة التي تلعب دورا كبيرا في تهدئة الأطراف المتنازعة، كلها عوامل وصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم"، في إشارة إلى عدم التوافق بين سياسي العراق وتدهور الوضع الأمني في البلاد.وتعد اشتباكات الحويجة الأعنف منذ بدء عراقيين سنة احتجاجات في ديسمبر/ كانون الأول للمطالبة بإنهاء ما يرونه تهميشا للسنة من جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، التي أعلنت تشكيل لجنة تحقيق في أحداث ساحة اعتصام الحويجة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأكراد والأزمة العراقية عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض الأكراد والأزمة العراقية عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأكراد والأزمة العراقية عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض الأكراد والأزمة العراقية عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon