نيودلهي ـ أ.ف.ب
اعلنت وزارة الخارجية الهندية الثلاثاء انها طلبت من الصين سحب قواتها التي قالت انها توغلت في منطقة نائية في الهيمالايا تطالب بها نيودلهي.
وقال الناطق باسم الوزارة سيد اكبر الدين "طلبنا من الصين الابقاء على الوضع القائم في هذا القطاع" اي الحدود الغربية، موضحا انه "يعني بذلك الوضع السابق لهذا الحادث".
واكد الناطق ان هناك آليات لتسوية سلمية للنزاعات الحدودية وفي حال اصبحت قوات البلدين وجها لوجه، فيجب ان "تتحلى بضبط النفس وتتخذ كل الاجراءات لتجنب التصعيد".
من جهة اخرى، اكد الناطق باسم الخارجية الهندية انه تم استدعاء السفير الصيني في الهند بينما تجري مفاوضات بين مسؤولين عسكريين من البلدين لتسوية هذه المشكلة.
واضاف اكبر الدين "قمنا بتسوية كل الحوادث السابقة بشكل سلمي ونأمل في تسوية هذا الحادث ايضا سلميا".
واعلن مصدر حكومي هندي السبت ان عشرات من العسكريين الصينيين اقاموا معسكرا في منطقة لاداخ النائية في الهيمالايا التي تطالب بها الهند وحيث رسم الحدود الواقعية بين البلدين محل تنازع.
وقال المصدر ان جنودا من جيش التحرير الشعبي الصيني دخلوا قسما من اراض تطالب بها الهند واقاموا عليها معسكرا ليل 15 نيسان/ابريل، مشددا على ان الحكومة الهندية على يقين من انه بالامكان حل هذا الخلاف الحدودي بطريقة "سلمية" عبر الوسائل الدبلوماسية.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الهندية لوكالة فرانس برس ان مثل هذه "الحوادث تقع وتحل سلميا على قاعدة الاتفاقات الثنائية القائمة وبفضل اليات مقررة في هذه الاتفاقات".
واضاف ان الحكومة الهندية واثقة من ان "هذا الحادث سيحل ايضا سلميا على هذا الاساس" خصوصا وان الجنود الصينيين موجودون "في منطقة مراقبة فعلية" التي تعتمد كحدود بين البلدين.
لكن الصين وصفت الاثنين هذه التصريحات "بالتكهنات".
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شوننينغ في لقاء مع صحافيين ان "قواتنا تقوم بدوريات على الجانب الصيني من خط المراقبة الحالي ولم يخترقوا هذا الخط يوما".
ووقعت اتفاقات في 1993 و1996 بين الدولتين الآسيويتين العملاقتين لحماية السلام على طول خط الحدود هذا. وفي محاولة لتهدئة مخاوف نيودلهي، قالت الناطقة الصينية "انها مجرد تكهنات اطلقها بعض الهنود".
لكن مسؤولين هنودا اكدوا الثلاثاء ان القوات الصينية لم تنسحب منذ السبت وتبقي على مواقعها في ديباسانغ على بعد نحو 250 كلم شرق عاصمة الاقليم ليه. وتسمم المشاكل الحدودية منذ سنوات العلاقات بين البلدين.
ففي تشرين الاول/اكتوبر 1962، هزم الجيش الهندي الذي كان يفتقر الى التجهيزات، بعد معارك استمرت اربعة اسابيع على طول الحدود في الهيمالايا واضطر للانكفاء امام تقدم القوات الصينية حتى سهول اسام.
وانسحبت الصين بعد ذلك الى الحدود الحالية لكنها ما زالت تطالب بجزء كبير من ولاية اورناشال براديشي الهندية.
وشهدت الهند والصين في السنوات العشرين الماضية تنمية سريعة. لكن النمو القوي في الصين ووضعها الجديد كقوة عالمية ادتا الى تعزيز مخاوف الهند المرتبطة بهذه الحرب الخاطفة.
ومنذ ربع قرن، شكلت مسألة الحدود محور 14 جولة مفاوضات بلا جدوى. وذكرت صحيفة ذي هيندو ان رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ سيتوجه الى الهند الشهر المقبل لتعزيز العلاقات بين بكين ونيودلهي.
أرسل تعليقك