توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين يدرس الطغاة في أوروبا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حين يدرس الطغاة في أوروبا

برلين ـ وكالات

رس العديد من الحكام الطغاة في بلدان غربية، غير أن احتكاكهم بالغرب لم يظهر جليا في أسلوب حكمهم ولا في تدابيرهم السياسية. فلماذا يحرص الطغاة على تدريس أبنائهم في الجامعات الغربية؟ ولماذا لا يتأثر الأبناء بالنموذج الغربي؟ تبدأ القصة من إحدى المدارس السويسرية، حيث درس شاب هادئ لا يلفت النظر من كوريا الشمالية. اللغة الألمانية لم تكن مادته المفضلة، وكان غالبا ما يرتدي ملابس رياضية من ماركة "نايك". باقي التلاميذ كانوا يجدونه غريبا. اسم هذا التلميذ هو: أون باك، ومن المفترض أنه كان ابن أحد الدبلوماسيين الكوريين الشماليين. في سنة 1997 جاء هذا التلميذ إلى مدرسة "ليبفيلد شتاينهولتسي" السويسرية القريبة من برن، وذلك ليلتحق بالصف السادس الابتدائي. جاو ميكائيلو كان زميلا لهذا التلميذ الغريب وواحد من أصدقائه القلائل. يقول ميكائيلو إن التلميذ الكوري الشمالي اسره في يوم من الأيام بالقول:"أنا لست ابنا لأحد الدبلوماسيين وإنما أنا ابن رئيس كوريا الشمالية." بعد هذا الاعتراف ، قام التلميذ الكوري الشمالي بإظهار صورة له مع الرئيس الكوري الشمالي آنذاك كيم جونغ إل. و اعتقد ميكائيلو ساعتها أن ادعاءه كاذب مفضوح، غير أنه بعد حين من الزمن أيقن أن زميل دراسته الغريب، ما هو إلا كيم جونغ ديكتاتور كوريا الشمالية. لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي لهذه المعلومة من الجانب الكوري الشمالي. ي سنة 2012 قامت صحيفة " زونتاغ تسايتونغ" السويسرية بانتداب أحد الخبراء الانثروبولوجيين، وهو مختص في تحليل معالم الوجه. قام الخبير "راوول بيرو" بإجراء مقارنة بين صورة التلميذ الكوري الشمالي وصورة ديكتاتور كوريا الشمالية الحالي. النتيجة كانت تطابقا بنسبة 95 %. " بالنسبة لي " يقول الخبير:" إنها حقيقة واضحة: التلميذ أون باك هو كيم جونغ أون."حتى  سنة 2011 ظل التلميذ الكوري الشمالي في المدرسة السويسرية، ثم اختفى بعد هذا التاريخ. بعد ظهور الشائعات الأولى حول التلميذ الكوري الشمالي الذي درس في مدرسة سويسرية، تمنى كثير من المراقبين أن يكون لدراسة كيم في الغرب تأثيرا على طريقة حكمه، غير أنه لم تظهر حتى الآن إشارات توحي بذلك. صحيح أن كيم يحب بعض الأشياء المنحدرة من الغرب، غير أن الأهم بالنسبة له هو التمسك بالسلطة وبأي ثمن كان. "أولاد الحكام الطغاة لا يأتون إلى الغرب لتعلم الديمقراطية" حسب ما يقول العالم السياسي غونتر ماير. عوض ذلك يتعرفون على ظروف المعيشة في الغرب، ويتلقون تكوينا تعليميا جيدا. وبعد الحصول على الشهادة الدراسية يعودون أدراجهم بنفس العقلية وبنفس التصورات القديمة. ويقول الخبير السياسي:"إنهم منغمسون في بنية سلطوية، من الصعب عليهم الانعتاق منها." لأنهم  إذا أرادوا اعتماد بنية ديمقراطية، سيعرضون بذلك سلطتهم وسلطة حاشيتهم للخطر. مثال آخر على أبناء الحكام الطغاة هو بشار الأسد، الذي قضى أيضا جزءا من شبابه في الخارج، حيث درس الطب في لندن لمدة قاربت 18 شهرا. عندما تولى الأسد الحكم أمِل عديد من المراقبين أن يقوم الطبيب الشاب بإجراء إصلاحات ديمقراطية. "لقد كان يُنظر إليه حينها كحاكم ليبرالي سيجلب الديمقراطية إلى سوريا" ، كما يتذكر الخبير في شؤون الشرق الأوسط غونتر ماير، الذي يضيف:"سرعان ما تعرض الأسد لضغوط مرتبطة بالظروف السياسية التي تضمن بقائه في السلطة و بضغط من حاشيته ومن الأجهزة الأمنية، فلم تعد له أي إمكانية للخروج من ذلك الوضع، فهو أمام خيارين: أما البقاء في السلطة أو أن يعرّض نفسه و حاشيته للخطر." وبذلك أكمل بشار الأسد مسيرة والده المتسمة بالاستبداد.الأمل في تصدير الديمقراطية لأبناء الحكام الطغاة عن طريق الدراسة أمر مضلل جدا، فسيف الإسلام القذافي، نجل الديكتاتور الليبي القذافي، كتب أطروحة واعدة في كلية لندن للاقتصاد بعنوان: "دور المجتمع المدني في دمقرطة مؤسسات الحكم العالمية." يبدو العنوان جيدا. لكن في الصراع حول السلطة الذي شهدته ليبيا في أيام الثورة، ظهرت شخصية القذافي الابن الحقيقية، الذي نسي أو تناسى كل ما تعلمه في الغرب، وحمل السلاح ضد الشعب الليبي، بل وكان أول من ظهر على التلفزيون الليبي مع انطلاق شرارة الثورة مهددا ومتوعدا الثوار.مسألة أن لا يتعلم الطغاة الديمقراطية والمبادئ الإنسانية من أوروبا، ليست بالمسألة الجديدة، فقبل عقود أظهر الديكتاتور الكمبودي بول بوت ذلك، حينما تحول إلى قاتل جماعي، بالرغم من دراسته في إحدى أرقى الجامعات الفرنسية ألا وهي جامعة السوربون. ولكن لا يصح القول إن كل الطلاب الأجانب الذين درسوا في أوروبا لم يستفيدوا من مبادئ الديمقراطية والترويج لها. يقول ماير:"هناك أمثلة لا تحصى من الطلاب المنتمين إلى الدول العربية، الذين ساهموا بشكل كبير في تدابير ليبرالية وعَلْمَنة بُلدانهم." وربما كان الاقتصاد هو المستفيد الوحيد من دراسة أبناء الحكام الطغاة في الغرب، حسب ما يعتقد غونتر ماير:" لأن العلاقات تُبنى، والاقتصاد الألماني يستفيد من ذلك بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بمنح العقود."

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يدرس الطغاة في أوروبا حين يدرس الطغاة في أوروبا



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يدرس الطغاة في أوروبا حين يدرس الطغاة في أوروبا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon