توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شح الموارد والخلفيات التاريخية يخيمان على أزمة اللاجئين السوريين في لبنان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شح الموارد والخلفيات التاريخية يخيمان على أزمة اللاجئين السوريين في لبنان

بيروت ـ وكالات

زيد صعوبة عثور اللاجئين السوريين في لبنان على مسكن بسعر مناسب. لذا قام عمدة إحدى القرى بإقامة مخيم للاجئين السوريين. لكن الخلفيات التاريخية تمنع إطلاق اسم "معسكر لاجئين" على المخيم.لا يستطيع السوري رياض بارودي أن يقدم لضيوفه أكثر من جلسة بسيطة داخل خيمته في مخيم المرج في البقاع اللبناني.  يعيش رياض هنا مع زوجته وابنيه في خيمة صغيرة لا تحتوي على أكثر من مراتب مطاطية رفيعة للنوم وموقد. لا يتمتع سكان المخيم بالخصوصية إذ أن الخيام ملتصقة ببعضها.يجلس رياض داخل خيمته ويتحدث عن حياته اليومية ويقول:"الحياة هنا بسيطة للغاية. نتناول الفطور ونصلي ثم نتحدث مع بناتنا اللاتي يعشن في سوريا والولايات المتحدة. كل شيء في هذا المخيم يسير وفقا لقواعد محددة". تم نصب 35 خيمة في ثلاث صفوف ويستخدم السكان أحبال تثبيت الخيام كمناشر يعلقون عليها ملابسهم. ورغم بساطة الحياة هنا إلا أن مظاهر الحياة اليومية الطبيعية لم تختف من المكان فالأطفال يلعبون أمام الخيام كما تنبعث أصوات الموسيقى من بعضها. ويستكمل رياض تفاصيل الحياة اليومية في المخيم ويقول:"هناك رجلان يقومان بأي إصلاحات لازمة في الخيام ويجلسان باقي الوقت عند مدخل المخيم للمراقبة". تقع قرية المرج التي يقدر عدد سكانها بحوالي 20 ألف نسمة، في منطقة البقاع شرقي لبنان وعلى بعد 20 كيلومترا تقريبا من الحدود السورية وبالتالي فإن أصوات التفجيرات الآتية من بعد صارت مألوفة هنا لدرجة أن رياض لا يستطيع النوم أحيانا بسببها. وأصوات التفجيرات ليست السبب الوحيد الذي يؤرق رياض ويحرمه من النوم ، لكن قلقه على مصير بناته الثلاثة اللاتي يعشن مع أزواجهن في سوريا يحرمه من النوم. لكن رياض يشعر بالسعادة لنجاحه في الهروب من سوريا مطلع شباط/فبراير الماضي وحصوله مع أسرته على مكان في المخيم هنا. أما بالنسبة لسلوى زوجة رياض فهذه هي المرة الأولى لها في لبنان وتقول:"حالنا هنا أفضل من حال اللاجئين في أماكن أخرى فلدينا هنا الماء الجاري والكهرباء والغاز اللازم للطبخ لكن هذا لا يمنع أني أشتاق لوطني". عندما جاء رياض مع أسرته إلى لبنان كان يخطط لاستئجار غرفة لا يتجاوز إيجارها 150 دولارا لكنه فشل في العثور على مكان يناسب ميزانيته الصغيرة. وتعتبر منطقة البقاع من أكثر المناطق استقبالا للاجئين السوريين الذين بلغ عددهم وفقا لبيانات مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين بالإضافة إلى آلاف اللاجئين غير المسجلين الأمر الذي يزيد من صعوبة العثور على مساكن. ومن الصعب للغاية حاليا العثور على مسكن مكون من غرفة واحدة بإيجار يقل عن 300 دولار. يضطر الكثير من اللاجئين لترتيب أمورهم بأنفسهم فمنهم من يسكن في أكواخ قاموا بتصنيعها بأنفسهم باستخدام بقايا الأقمشة وأكياس البلاستيك. ولا يمكن مقارنة هذه الأكواخ بخيام مخيم المرج الذي يعيش فيه أكثر من 20 أسرة معظمهم جاءوا من حلب وحماة ودمشق. وسمع رياض عن الأحوال في مخيم المرج قبل أن يقرر الفرار من سوريا ويقول:"سمعنا بوجود عمدة هنا يهتم بمصيرنا". والحديث هنا عن عماد شموري رئيس بلدية المرج الذي أكد أنه لا يستطيع تحمل منظر الناس وهم في الشوارع. ومع زيادة عدد اللاجئين بحث شموري عن أفكار بديلة وقرر نصب الخيام على قطعة أرض ملك البلدية وتحول الأمر مع الوقت إلى "قرية داخل قرية" حسب قوله. وفي مدخل المخيم تحمل لوحة بيضاء كبيرة اسمه الرسمي كمركز استقبال اللاجئين السوريين مع صور لعلم السعودية ولبنان كدولتين داعمتين للمخيم. ويحظى المخيم أيضا بدعم من منظمات مصرية غير حكومية. وتم اختيار الاسم الرسمي للمخيم بعناية فكلمة "معسكر للاجئين" تعد من العبارات المكروهة من لبنان إذ يقول عماد شموري:"ثمة قرار واضح من الدولة اللبنانية بعدم بناء معسكرات لذلك أطلقنا على المخيم اسم معسكر". وارتبط لفظ "معسكر اللاجئين" في لبنان بمعسكرات اللاجئين الفلسطينيين ومشكلتهم التي تبحث عن حل منذ عدة عقود. استنفدت منطقة البقاع كما هو الحال في مناطق لبنانية أخرى ، طاقتها الاستيعابية للاجئين ولذلك ترى نيتا كيلي ، ممثلة المفوضية العليا للاجئين ، أنه من الضروري إقامة ما تسميه "مراكز ترانزيت" على غرار مخيم المرج. وتقول كيلي:"يمكن توفير إقامة للاجئين في هذه المراكز المؤقتة لحين توفير أماكن إقامة مناسبة لهم..نحن بحاجة لمركز في البقاع ومركز آخر في شمال لبنان. الأمر بحاجة الآن لقرار سياسي من الجانب اللبناني يعطي إطارا لتنفيذ هذه الفكرة". لكن التطورات السياسية الأخيرة في لبنان واستقالة الحكومة في آذار/مارس الماضي، تزيد من صعوبة العثور على حل على الأقل في الفترة القريبة، لكن خلال هذه الفترة تستطيع عائلة رياض وغيرها من العائلات السورية، البقاء في مخيم المرج الذي لا تربطه صلة بالحكومة اللبنانية.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شح الموارد والخلفيات التاريخية يخيمان على أزمة اللاجئين السوريين في لبنان شح الموارد والخلفيات التاريخية يخيمان على أزمة اللاجئين السوريين في لبنان



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شح الموارد والخلفيات التاريخية يخيمان على أزمة اللاجئين السوريين في لبنان شح الموارد والخلفيات التاريخية يخيمان على أزمة اللاجئين السوريين في لبنان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon