توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دستور "الإخوان" يؤسس لدولة دينية وولاية فقيه سنية"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - دستور الإخوان يؤسس لدولة دينية وولاية فقيه سنية

القاهرة ـ وكالات

تثير الإعلانات الدستورية كما إصرار جماعة الإخوان في مصر على إجراء الاستفتاء على مسودة دستور غير توافقية، تساؤلات جدية حول أجندة الجماعة ومدى قبولها بدولة مدينة ديمقراطية تستوعب تنوع المجتمع المصري بكل مكوناته. أشعل الإعلان الدستوري الذي وسع به الرئيس محمد مرسي سلطاته فتيل أكبر أزمة سياسية تعرفها مصر منذ سقوط نظام حسني مبارك. ومما زاد من تعميق هذه الأزمة إصرار الرئاسة المصرية التي تدعمها جماعة "الإخوان المسلمين" على إجراء الاستفتاء على مسودة دستور مثيرة للجدل لم تحظ بدعم الكنيسة القبطية ولا المعارضة الليبرالية. قرارات الرئيس مرسي المفاجئة سلطت الضوء على مدى هيمنة جماعة الإخوان على آلية صنع القرار السياسي في البلاد، وسط مخاوف المعارضة من أن تتغير هوية مصر التعددية وتصبح دولة دينية تخفي "ولاية المرشد" على شكل "ولاية الفقيه" في النموذج الشيعي الإيراني، على حد تعبير الدكتور مصطفى اللباد مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإقليمية والإستراتيجية في القاهرة .  ظلت جماعة الإخوان المسلمين لعقود طويلة تنظيما غير معترف به، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تكون اكبر قوة سياسية في البلاد تملك شبكة من مئات آلاف الأنصار. وتمكنت بفضل تنظيمها الحديدي وعملها الخيري من التغلغل والتجذر في المجتمع المصري. ويوضح الدكتور مصطفى اللباد أن جماعة الإخوان تنظيم كبير يمتد في معظم الدول العربية والإسلامية مع استثناءات قليلة. ويرى أن هناك حاليا "كتلة قطبية تسيطر على سياسات الجماعة أفلحت منذ منتصف الثمانينات على إقصاء المنافسين الإصلاحيين". ومن أبرز أسماء هذه الكتلة القطبية (نسبة إلى المفكر الإسلامي سيد قطب) محمد مرسي، خيرات الشاطر، المرشد محمد بديع، محمود غزلان، محمود عزت. وبالتالي فإن الكتلة القطبية هذه تسيطر بالفعل على الجماعة في سياستها الداخلية والخارجية. ويرى كثير من المراقبين أن "الكتلة القطبية" في الجماعة حيدت التيار الإصلاحي ممثلا في الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعبد الستار المليجي وهيثم أبوخليل وغيرهم. إلا أن الدكتور اللباد يستطرد ويوضح أن "الكتلة القطبية ليست بالضرورة سلفية ولكنها أكثر تشددا من غيرها". فهي تتبنى من الناحية الإيديولوجية تصورات المفكر الإسلامي سيد قطب وتعتقد بأولوية التنظيم الحديدي للجماعة على ما سواه. "وهذا التيار ليس إصلاحيا، ويتبع نهجا راديكاليا، ويعتمد على سرية التنظيم، بمعنى أن هناك تنظيما سريا داخل الجماعة أنشأته هذه "الكتلة القطبية" وتتبنى أفكارا ربما لا يعلم بها الأعضاء العاديون داخل الجماعة". ي حديث لموقع "شبيغل أونلاين" الألماني اعتبر القيادي المنشق عن الإخوان ثروت الخرباوي أن "محمد مرسي لا يتخد قراراته لوحده، وإنما له مستشارين. كما هو ملزم بالطاعة الكاملة لمرشد الجماعة محمد بديع". ويضيف القيادي المنشق أن الهدف النهائي لجماعة الإخوان المسلمين هو "تأسيس دولة دينية تقوم على الشريعة الإسلامية". ويذهب الدكتور مصطفى اللباد في نفس الاتجاه ويرى أن الدفع قدما بعملية الاستفتاء رغم معارضة قطاعات واسعة من الشعب المصري، هدفه تثبيت مكاسب للتيار الإسلامي، وتغير من هوية مصر وملامحها، ولو كان ثمن تحقيق ذلك إحداث شرخ واستقطاب في الشارع المصري. كل هذا خلق أجواء من عدم الثقة بين الفاعلين السياسيين. وباتت المعارضة غير الإسلامية ترى في مسودة الدستور محاولة لـ"أسلمة المنظومة القانونية المصرية" والتضييق على الحريات وخصوصا حرية التعبير والمعتقد.  في سياق متصل نقلت رويترز عن الدكتور نبيل عبد الفتاح، خبير العلوم السياسية في مركز الأهرام الدراسات الإستراتجية، قوله "هناك غموض كبير مرتبط بكيفية اتخاذ القرار في الرئاسة...هناك طرف ما يتخذ القرار...والرد الأكثر ترجيحا هو أنها جماعة الإخوان المسلمين." وأى مصطفى اللباد أن "مسودة الدستور تؤسس فعلا لدولة دينية في مصر"، وأوضح المادة الثانية والتي تقول إن مبادئ الشريعة الإسلامية هي الأساس ليست هي المشكل، باعتبار أنها تلقى ترحيبا من قطاعات كبيرة في المجتمع المصري. ولكن المشكل هو في المادة 219 التي تفسر المادة الثانية والتي تشدد على "المنابع الأصلية للشريعة والاجتهادات والأصول الفقهية". وهو ما يفتح الباب أمام تأويلات متشددة لمفهوم الشريعة. "لأن الشريعة شيء وفهمها شيء آخر". وهناك أيضا المادة الرابعة، التي تعطي دورا متزايدا لعلماء الدين ومؤسسة الأزهر (وهي مؤسسات غير منتخبة) في مناقشة القوانين. ويرى الدكتور اللباد أنها "تشبه كثيرا تلك المواد المنصوص عليها في الدستور الإيراني، بمعنى أن هناك ولاية فقيه سنية مستترة".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دستور الإخوان يؤسس لدولة دينية وولاية فقيه سنية دستور الإخوان يؤسس لدولة دينية وولاية فقيه سنية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دستور الإخوان يؤسس لدولة دينية وولاية فقيه سنية دستور الإخوان يؤسس لدولة دينية وولاية فقيه سنية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon