أسدلت محكمة جنايات كفر الشيخ برئاسة المستشار بهاء المري رئيس المحكمة الستار فى قضية مقتل الطبيبة منى السجينى وأطفالها على يد زوجها الدكتور أحمد عبدالله زكي باحالة أوراقه الى المفتى لأخذ رأيه الشرعي لإصدار الحكم على المتهم بالإعدام شنقًا وحددت المحكمة جلسة اليوم الأول من شهر مارس المقبل للنطق بالحكم في هذه القضية.
وقال المستشار بهاء المري رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ، في مستهل الجلسة موجها حديثه "يا أحمد .. لقد جئت شيئًا إدًا أصبت الإنسانية في أعز مقدساتها، وقتلت المودة والرحمة غدرًا، فلا فضل بينك وبين زوجك تذكرت، ولا الرحمة التي تتراحم بها الخلائق عرفت طريقها إليك".
وأضاف موجهًا حديثه للطبيب قاتل زوجته وأطفاله "إن المحكمة وهي بصدد مُداولتها للقضية لم تجد سبيلًا للرأفة ولا متسعًا للرحمة، وإنما اتفقت آراء أعضائها على وجوب القصاص".
وواصل حديثه للمتهم، قائلًا "ثم قسى قلبك بعد ذلك فلقد قتل نفسًا ثم ثانية ثم ثالثة ثم رابعة في آن واحد وفي مكان واحد ومن هم، هم زوجك وأبناؤك، إن الدابة ترفع حافرها عن صغيرها خشية أنت تصبه، أما أنت فقد رفعت السكين فكانت أرحم عليهم منك".
هتفت وفاء شهاب الدين، والدة المجني عليها منى السجيني، عقب قرار محكمة جنايات كفر الشيخ بإحالة أوراق القضية إلى فضيلة المفتي، "يحيا العدل.. يحيا العدل"، مضيفة "الحكم لله.. حق بنتي وحق أحفادي لن يضيع".
واعترف المتهم فى تحقيقات النيابة التى جرت معه فى وقت سابق أنه خطط لقتل زوجته وأبنائه قبل الجريمة بـ 6 أشهر بعد شك فى سلوك زوجته ويوم الحادث جلس مع أسرته وقام بخنق زوجته بحبل ستارة البلكونة واستل سكينا كانت بحوزته وبعد ان تأكد من قتل زوجته توجه إلى غرفة نوم الاطفال وأنهى حياة أبنائه بذبحهم جميعا وقام بنقلهم جميعا إلى صالة الشقة وأفادت تحقيقات النيابة أن المتهم أعد خطة لارتكاب جريمته منذ 6 أشهر، وأنه اشترى قفازًا قبل الواقعة بـ4 أيام، وعقد النية على قتل أسرته، على الرغم من وقوف زوجته إلى جواره أثناء فترة عمله في السعودية.
وأشارت النيابة إلى شهادة الجميع بحسن خُلق القتيلة، على خلاف ما جاء فى أقوال المتهم أثناء التحقيقات عن ارتباطها بعلاقة عاطفية مع شخص مجهول.
وتبين من التحقيقات ان المتهم حاول تضليل العدالة باصطحاب نجار في يوم تنفيذ الجريمة لشقة شقيق زوجته وذلك للتضليل وإيهام الجميع أنه كان مع النجار وأنه قام بشراء قفاز قبل الواقعة بـ4 أيام لارتكاب الجريمة وأحضر حبلا ولاصقا بلاستيكيا.
وكانت والدة الطبيبة القتيلة سردت فى وقت سابق تفاصيل الجريمة وقالت "قلبي بيتقطع عليهم منه لله ربنا يحرق قلبه ولا حد يشوف اللى أنا فيه ربنا يجزيه فى الدنيا والآخرة على الجريمة اللى عملها فى حقنا وحق بنتى وعيالها الله يرحمها"، بهذه الكلمات بدأت وفاء أحمد شهاب الدين، مدير عام بديوان محافظة كفر الشيخ والدة منى السجينى أخصائية التحاليل المذبوحة هي وأطفالها الثلاثة داخل شقتهم بمنطقة سخا بكفر الشيخ، على يد زوجها المتهم الطبيب أحمد عبدالله زكي السيد.
وقالت الحاجة وفاء وسط حالة من الحزن بعد معرفة إحالة زوج ابنتها إلى محكمة الجنايات "ربنا ينتقم منه ليه يعمل كده والله ما كان فى بينهم حاجة أبدا قبل الواقعة، وحتى لو فيه مشاكل، فهي بسيطة زيهم زي أي أسرة مصرية".
أقرأ أيضاً : وفاة شاب بعد ساعات من عقد قرانه في كفر الشيخ
وسردت تفاصيل الحادث وقالت "قبل الجريمة بيومين كان أحمد ومنى عندى فى البيت اتغدوا وكانوا مبسوطين ومفيش أي حاجة بينهم، لكن كان بعض أفراد أسرة زوج بنتى المتهم كانوا دائما ما يفتعلون بعض المشاكل، وفوجئت باتصال من الدكتور أحمد "المتهم" بيصرخ فى التليفون وبيقولى الحقينى يا ماما منى اتقتلت هى والأولاد".
وأضافت "أنا في اللحظة دى مخي طار مني، ومكنتش عارفة أعمل إيه، بقيت بصرخ فى الشغل وسط زملائي، وقاموا بتوفير سيارة لى ورحت على بيتها، وأول ما وصلت لقيت ناس كتيرة أسفل العقار، وطلعت لقيت المباحث والمتهم معاهم، لكن مجاش في بالي أنه ممكن يكون هو المتهم".
وتابعت "لقيته طالع نازل على سلم العقار، عايز يتهم البواب بارتكاب الجريمة، وفى نفس الوقت لم يذهب يوم الجريمة لعمله، وعلمت بعدها أنه بعد ارتكاب الجريمة توجه لبواب العمارة، وصرخ وقاله الحقني يا حسن بفتح باب الشقة لقيت العيال مقتولين، وطلب منه فتح الباب، فرفض البواب وقاله "افتح أنت أنا مش فاتح"، فقام بأخذ جاكيت البواب وألقاه فى منور العمارة، حضرت بعدها الأجهزة الامنية وتبين أن المتهم قتلهم من الحبل الوريدى الموصل للمخ والقلب.
وتسكت الأم المكلومة وتصرخ بدموعها وتقول "والله يا ابنى كانوا عايشين فى سعادة ولا فى خلافات ولا مشاكل، منه لله" وتعود الأم لتفاصيل الجريمة وتقول : "أول ما رئيس المباحث شاف الجريمة وأفعال المتهم شك فيه، لأنه كان عايز يخلى البواب هو اللى يفتح باب الشقة علشان البصمات تبقى بتاعته وحاول يلفق ليه الجريمة".
تستكمل الحاجة وفاء والدة الطبيبة منى السجينى حديثها عن رحلة كفاح ابنتها مع زوجها المتهم فى الغربة وتقول: بنتى منى الله يرحمها كانت مجتهدة ومتفوقة دراسيا، وهى حاصلة على بكالوريوس علوم جامعة القاهرة، وحصلت على دبلومة فى التحاليل، وكانت من المتفوقين، وتقدم لها المتهم وتزوجته وكانت بتحبه جدا فوق الخيال وبعدها سافرت معاه إلى السعودية لمدة 10 سنوات وسارت الحياة بحلوها ومرها ووقفت جنبه كتير حتى قبل ما يقتلها بأيام كانت تعطي دروس فيزياء وكيمياء باللغة الانجليزية.
وتستطرد "حصلت منى بنتى على دبلومة فى التحاليل لتأهيلها أخصائى، وكانت طوال فترة تواجدها فى السعودية تعطي دروسا للطلاب، وجمعت مبالغ مالية كبيرة، كان يأخذها منها فى مصاريف البيت والفسح، وهناك فى السعودية حاول ياخد الدكتوراه من الهند، وطبعا صرف فلوس كتيرة، لكن هى كانت دائما فى ظهر زوجها عمرها ما قصرت معاه فى حاجة".
عادت منى وزوجها منذ فترة لترتيب دخول أبنائها المدارس والاستقرار فى كفر الشيخ، وعاد هو بعدها بعدة أشهر، وفى تلك الفترة استقرت وبدأت تبحث عن عمل لسد احتياجات المنزل، خاصة أن راتب زوجها فى السعودية كان قليلا، والتحقت بالعمل فى معمل تحاليل كبير بكفر الشيخ، وتقلدت مدير الفرع وعقب عودته طلب منها الاستقالة من العمل بحجة أنه يمكث بمفرده فى المنزل، خاصة أنه لم يذهب إلى المستشفى المكلف بالعمل بها، ورضخت منى لطلبه ومكثت فى المنزل تعطى دروس لبعض الطلاب فى مواد الفيزياء والكيمياء والإنجليزى لتحسين دخلها، وطلب منها عدم إعطاء الدروس أيضا، وللعلم أنها كانت تنفق كل مالها فى المنزل".
وتستكمل الأم "منى كانت دائما ما تود والدة زوجها بالهدايا والكلمة الطيبة، لكن حماتها كانت غير ذلك، فكانت دائما ما تحرض ابنها المتهم على زوجته بدون أي أسباب معلنة، لدرجة أنها في إحدى المرات طلبت من ابنها أن يحضر أحفادها بدون زوجته، وبالرغم من ذلك كانت بنتي الله يرحمها تودها".
"نفس عميق صحبته تنهيدة تأخذها الحاجة وفاء"، وتقول "لما عرفت من الأجهزة الأمنية أنه هو المتهم ومرتكب الجريمة، قولت لا مش ممكن يعمل كده ده لسه كان عندى، أحمد مش ممكن يعمل كده، لكن بعدها كل الأدلة كانت ضده، وعدم ذهابه للعمل، ومحاولة اتهام البواب، والارتباك الذى ظهر عليه وقطع الحبل الوريدي، كل ده أثبت أنه المتهم الجاني وربنا ينتقم منه"، واختتمت حديثها قائلة "اشوف فيه يوم زى ما حرق قلبى على بنتى وعيالها".
وأمر المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام بإحالة الطبيب قاتل زوجته وأولاده بمدينة كفر الشيخ إلى المحاكمة الجنائية العاجلة.
وكانت النيابة العامة قد تلقت إخطارا بتاريخ 31 /12 /2018 بوجود سيدة وأطفالها الثلاثة مقتولين داخل السكن الخاص بهم، وبإجراء التحريات بشأن واقعة القتل فقد توصلت إلى أن زوج المجني عليها ووالد الأطفال ويدعى أحمد عبدالله زكى السيد وراء ارتكاب الواقعة، فأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره وتمكنت الشرطة من ضبطه بتاريخ 1 /1 /2019.
واعترف المتهم سالف الذكر في التحقيقات بارتكاب جريمة القتل لخلافات زوجية سابقة، وقد عقد العزم وبيت النية على قتل زوجته المجني عليها الأولى وتدبر أمره في هدوء وروية طيلة 6 أشهر قبل ارتكاب الجريمة، وانتهز الفرصة المناسبة وأعد العدة اللازمة لتنفيذ مخططه حبل قفاز لاصق شفاف سكين، وما إن واتته الفرصة حتى قام بتكبيل يد وقدم المجني عليها سالفة الذكر يلتصق للأسف وطرق عنقها بالحبل وطرحها أرضا.
واستل السكين وأجهز عليها بأن قام بنحرها حتى تأكد من مفارقتها للحياة، وأعقب ذلك بحجرة نوم صغاره المجني عليهم الثلاثة، وقد بيت النية وعقد العزم بعد هذا وتدبر وتروي على إزهاق أرواحهم، معللا ذلك بعدم وجود عائل لهم عقب وفاة والدتهم، وقام بذبحهم بذات السكين قاصدا من ذلك قتلهم جميعا، فأحدث بهم الإصابات التي أودت بحياتهم.
كما كشفت التحقيقات قيام المتهم ببعثرة محتويات السكن بعد استيلائه على بعض المشغولات الذهبية الخاصة بزوجته المجني عليها، ليضفي على الواقع طابع السرقة ومغادرته المسكن لإنهاء بعض الأعمال الخاصة به، وقام بإخفاء أدوات الجريمة وما استولى عليه من مشغولات ذهبية وسط بعض الحشائش على الطريق وعاد مرة أخرى إلى مسكنه وحاول إيهام حارس العقار والجيران بالأمور على جثة المجني عليهم قتلى وقد ثبتت من تقرير الصفة التشريحية إن إصابة زوجة المتهم بالعمق هي إصابة قطعية ذبيحة حدثت من اداة ذات نصل حاد والتي أودت بحياتها وأن إصابة المجني عليهم الأطفال بالعنق عبارة عن جروح قطعية ذبيحة حدثت من اداة ذات نصل حاد والتي أودت بحياتهم.
وقد أرشد المتهم عن الأدوات التي استخدمها في ارتكاب جريمته وقامت النيابة العامة رفقة المتهم بإجراء معاينة تصويرية بمكان الحادث عن كيفية وقوع الجريمة والتي تطابقت مع اعترافاته بتحقيقات النيابة العامة وقد وجهت النيابة العامة المصرية للمتهم تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة سلاح أبيض وأمر النائب العام المصري بإحالته إلى محكمة جنايات كفر الشيخ مع استمرار حبسه.
قد يهمك أيضاً :
كلب مسعور يعقر موظف أثناء أداء عمله في كفر الشيخ
اشتباكات بين الأمن وأهالي كفرالشيخ احتجاجًا على وفاة طفل في حادث سير
أرسل تعليقك