توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيّن لـ"مصر اليوم" أنّ الطفل الطبيعي يلتفت نحو الأصوات

سرحان يكشف أنّ اضطرابات التوحّد تظهر عند 3 أعوام

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - سرحان يكشف أنّ اضطرابات التوحّد تظهر عند 3 أعوام

الدكتور وليد سرحان
عمان : ايمان يوسف

 كشف استشاري الطب النفسي الدكتور وليد سرحان، أنّ اضطرابات طيف التوحّد يمكن اكتشافها عند عمر الثلاث سنوات، وفي بعض الأحيان بعمر 12 عامًا أو 18 شهرًا، وعادة ما يلاحظ الوالدان بعض المظاهر التي يتوجب تقييمها من قبل المختصين، مشيرًا إلى أنّ المولود يبدو مختلفًا منذ الشهور الأولى بعدم تجاوبه مع الكبار وتركيز نظره على شيء معين، وقد تكون المؤشرات هي تغيّراً في طفل طبيعي، يتوقف عن محاولة الكلام وينسحب، وعادة ما تكون ملاحظة الوالدين صحيحة بأن هناك مشكلة في تطور الطفل.

ولفت سرحان إلى أن شدة الحالة تختلف من طفل توحد إلى متلازمة أسبيرجر، كما أن درجة الإعاقة العقلية المصاحبة تلعب دوراً كبيراً في تحديد شدة الحالة، ومن أهم مؤشرات التوحد عدم إصدار أصوات في الشهور الأولى، وعد استعمال اليد في الإشارة أو التلويح، وعدم الكلام حتى عمر 16 شهرًا، وعدم القدرة على استعمال كلمتين معاً على عمر سنتين، وعدم الاستجابة للنداء بالاسم، وتراجع مهارات لغوية واجتماعية بدل تطورها، وعدم النظر عيناً بعين وعدم القدرة على استعمال الألعاب، وعدم الابتسام ويبدو وكأن سمع الطفل غير طبيعي، وقد يلاحظ على الطفل صف الألعاب بدون اللعب بها أو التمسك بلعبه واحده.

والطفل الطبيعي كائن اجتماعي ينظر ويلتفت نحو الأصوات ويمسك بالأصبع ويبتسم، أما في التوحّد أو طيف التوحد فيكون هناك صعوبة في الأخذ والعطاء المعتاد مع الآخرين، فلا ينظر ولا يكترث لأحد ويبدو عليه أنه يفضل أن يكون لوحده وهذا لا يحدث في الطفل الطبيعي، ويبدو على الطفل عدم الرغبة في الحضن والتقبيل وحتى الانتباه له، ولا يسعى الطفل للراحة من قبل الوالدين ولا يتفاعل مع عواطفهم أو عصبيتهم. ومع أن الطفل يرتبط بالوالدين إلا أن طريقته في إظهار هذا الارتباط لا تكون واضحة وسهله. وقد لا يلاحظها الجميع. وقد يشعر الوالدان بالإحباط إذا كان لديهم الرغبة باللعب والحضن وتعليم الطفل الذي لا يتجاوب مع هذه المحاولات، هؤلاء الأطفال بطيؤون بتعلم مشاعر وأفكار الآخرين، وليس لديهم القدرة على تمييز الكشرة و الابتسامة بالتالي عندما تقول للطفل ( تعال هنا) تعني نفس الشيء سواءً كانت نبرة وتعبير غاضب أو مبتسم أو عادي، ولا يشك بأن العالم من حول الطفل الذي لا يحمل معاني و تعابير واضحة هو عالم محير حسب فهم الطفل له.

ويصعب على هؤلاء الأطفال أن يروا الأشياء من زاوية وفهم الآخرين كما هو الحال في الطفل الطبيعي الذي يتقن هذا على عمر 5 سنوات، وهذا يؤدي لصعوبة في فهم وتوقع سلوك الآخرين، ومن الشائع عند هؤلاء الأطفال صعوبة تنظيم مشاعرهم فقد يكون سلوكهم غير ناضج وغير مناسب مثل البكاء في الصف الدراسي أو الصراخ، وقد يكونون عدوانيين في سلوكهم مما يجعل العلاقات الاجتماعية أكثر صعوبة، وقد يفقدون السيطرة عندما يغضبون أو يحبطون أو يكونون في بيئة غريبة، وقد يكسرون الأشياء ويهاجمون الآخرين أو يؤذون أنفسهم مثل ضرب الرأس بالجدار أو شد الشعر أو عض اليدين.

وفي عمر 3 سنوات يكون معظم الأطفال قد أحرزوا خطوات جيدة في تعلم اللغة، فالبداية هي إصدار أصوات (المكاغاة) على عمر السنة الأولى، وبعد السنة الأولى يقول الطفل كلمات ويلتفت لسماع اسمه، ويشير بيده إذا أراد لعبه، وإذا أعطي طعام لا يستسيغه فإنه قادر على توضيح عدم تقبله، أما أطفال طيف التوحد فقد يستمرون بلا كلام طوال حياتهم، وفئة أخرى من أطفال طيف التوحد يبدؤون بإصدار الأصوات منذ الشهور الأولى ولكن سرعان ما يتوقفون، وآخرون قد يتأخرون في تطوّر اللغة حتى عمر الخامسة أو التاسعة، وبعض الأطفال يتعلمون لغة الإشارة أو التفاهم عبر الصور، أما أطفال طيف التوحد الذين يتكلمون فإنهم يستعملون اللغة بطرق غير معتادة، ويبدو عليهم عدم قدرة ربط الكلمات في جمل مفيدة، البعض يقول كلمات منفردة، ويكرر الآخرون نفس الكلام مراراً وتكراراً، أو يعيد الطفل ما يسمعه من الآخرين كالببغاء، وهذا قد يحدث عابراً في الأطفال قبل سن الثالثة في الحالات الطبيعية عند بعض الأطفال، أما المصابون باضطرابات طيف التوحد الخفيف قد يظهر لديهم تأخر بسيط في اللغة، وقد يبدو عليهم قدرات لغوية جيدة مبكرة وكلمات كبيرة ولكن دون القدرة على الحوار، والحديث المتبادل في السمع والرد المعروفة في الأفراد العاديين تعتبر أمراً صعباً لهؤلاء الأطفال، وقد يتحدثون لوحدهم في موضوع معين دون إعطاء الفرصة للآخرين للرد، ولدى هؤلاء الأطفال صعوبة أيضاً في فهم التعابير الجسدية الغير لفظية ونبرة الصوت، ولا يفهمون الصيغ البلاغية مثل القول أن هذا أمر عظيم بسخرية في حالة الفشل، يفهمها الطفل على أن الأمر جيد فعلاً لأنه لا يدرك السخرية الواردة مع الكلام، ومثل الصعوبة الظاهرة في فهم أطفال طيف التوحد، فإن هناك صعوبة أيضاً في فهم تعابير الوجه وحركات الجسد التعبيرية، والحركات والإيماءات، كما أن نبرة الصوت لا تتناسب مع مشاعرهم، وقد يكون صوتهم وكلامهم كالإنسان الآلي، أو ذو نبرة عالية دائماً أو فيها لحن غنائي أو نبرة ثابتة لكل المواقف، وبعض هؤلاء الأطفال يتكلمون مثل كلمات البالغين، دون المرور بفترة كلام الأطفال من عمرهم.

ويتضح من خلال هذا الاستعراض الصعوبة التي يعاني منها الأطفال في هذه الفئة ضمن اضطراب طيف التوحد، فبدون كلام أو إيماءات مناسبة يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة كبيرة في إيصال ما يريدون للآخرين، وليس غريباً أن يصرخوا أو يأخذوا ما يريدون بطريقة غير مناسبة حتى يتم تعليمهم وسائل أخرى لإيصال رغباتهم ويبذل بعض هؤلاء الأطفال جهداً هائلاً في محاولة التفاهم مع الآخرين، والبعض من الأطفال مع تطورهم بالعمر يصبحون مدركين لهذه الصعوبة مما يؤثر عليهم نفسياً وقد يصابون من أثر ذلك بالقلق والاكتئاب، ويظهر أطفال التوحد وطيف التوحد على الأغلب بمظهر جسدي طبيعي، ولديهم قدرات عقلية متفاوتة، فيكون لديهم حركات غريبة متكررة قد تبعدهم عن باقي الأطفال، وقد تكون هذه السلوكيات شديدة وظاهره أو خفية إلى حد ما، مثل تحريك الأيدي والتلويح بها دون هدف، أو المشي على رؤوس أصابع القدمين.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرحان يكشف أنّ اضطرابات التوحّد تظهر عند 3 أعوام سرحان يكشف أنّ اضطرابات التوحّد تظهر عند 3 أعوام



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرحان يكشف أنّ اضطرابات التوحّد تظهر عند 3 أعوام سرحان يكشف أنّ اضطرابات التوحّد تظهر عند 3 أعوام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon