المنيا - جمال علم الدين
"أدى صلاة العشاء، وقرأ بعد الآيات من القرآن الكريم في مكان خدمته".. كان هذا آخر ما فعله خفير مزلقان الكوبري البحري في مدينة سمالوط، شمالي مُحافظة المنيا، قبل أن يدفع حياته ثمنًا لإنقاذ أحد المارة على شريط السكك الحديدية، ليسقط أسفل عجلات قطار، ويتحول جُثمانه إلى أشلاء.
الواقعة شهدها مزلقان الكوبري البحري، شمال مدينة سمالوط، عندما رأى "مختار محمد محمد" 47 سنة، الخفير النظامي، من قوة مركز الشرطة، والمُعين خدمة على المزلقان، أحد المارة يعبر شريط السكك الحديدية، أثناء مرور القطار رقم 988 "القاهرة – أسوان"، فسارع إليه وانتشله من أمام القطار؛ إلّا أنّه سقط تحت عجلاته، وتحوّل إلى أشلاء.
فور وقوع الحادث، أخطر "بلال أحمد محمد" 31 سنة، العامل بالمزلقان، أجهزة الأمن، والتي انتقلت وسيارة الإسعاف، على الفور إلى موقع الحادث، ونقلت الجثة التي تحولت إلى أشلاء إلى مستشفى اليوم الواحد، وبتوقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة مُفتش الصحة، أفاد بأنّ الوفاة نتيجة الاصطدام بجسم صلب، ولا توجد شبهة جنائية، وتم التحفظ على السلاح الناري وعددٍ من الطلقات النارية عهدته، وتحرر محضر بالواقعة، حمل رقم 1149 لسنة 2018، إداري مركز شرطة سمالوط.
وقال "رضوان صابر" خفير نظامي، ابن عم "مختار"، إن آخر ما قام به ابن عمه، أداء صلاة العشاء، وقراءة بعض الآيات من القرآن الكريم، موضحًا أنّه يتناوب الخدمة مع "مختار" على نفس المزلقان الذي شهد الواقعة.
وأضاف "صابر"، أنّ آخر لقاء جمعه بـ"مختار"، عصر يوم الحادث، حينما كان متوجهًا لاستلام خدمته، وكان مقررًا أن استلم الخدمة منه صباح اليوم التالي، "قال لي قبلها متتأخرش وتعالي بدري يا ابن عمي علشان هروح أسقي الغيط"، موضحًا أنّ "مختار" رحل وترك 6 أبناء، 2 ذكور و4 بنات.
أرسل تعليقك