المنيا - جمال علم الدين
انتقد عدد من أهالي محافظة المنيا، الأعمال الدرامية التي تبث على الفضائيات خلال شهر رمضان، والتي وصفوها بأنها شوّهت صورة الصعايدة وتناولت عادات وتقاليد وأسلوب حياة وتفكير انتهت منذ خمسينات القرن الماضي. وقال الدكتور أحمد فاروق الجهمي أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الآداب في جامعة المنيا السابق، إن الثقافة الصعيدية لم تعد مثل السابق لعدة أسباب أهمها التعليم ووسائل الاتصال الحديثة، حتى أن العادات والتقاليد تغيرت فلم يعد الثأر منتشرا مثل السنوات الماضية، وأصبح الأهالي يقبلون الدية والتصالح من خلال جلسات عرفية.
واتهم الجهمي، صناع الدراما بالإساءة للمجتمع الصعيدي من أجل نجاح عملهم وتحقيق أكبر عائد من الأرباح، من خلال إظهاره على إنه لص للآثار، وكذلك الإساءة للمرأة الصعيدية وتقديمها على أنها جاهلة، وتساءل أستاذ الاجتماع، قائلا "لماذا تهتم الدراما بالمجتمع الصعيدي تحديدا دون غيره من أقاليم مصر؟ ولماذا لم يتم إنتاج أعمال درامية تظهر الجانب الإيجابي في المجتمع الصعيدي وتقديمه لكثير من النماذج المشرفة أمثال الأديب العالمي طه حسين، وعباس محمود العقاد، والدكتور مجدي يعقوب؟".
ورجح أستاذ الاجتماع، تقديم الدراما المصرية أعمال سيئة عن المجتمع الصعيدي بسبب عدم وعي وجهل صناع العمل الدرامي، وعدم إدراكهم بالواقع الصعيدي. وقال المهندس عادل مصيلحي عضو بيت العائلة بالمنيا، إن الأعمال الدرامية لم تنقل الواقع الصعيدي برمته، خاصة وأنها ما زالت تصر على لهجته القديمة التي اقتربت على الاندثار، وكذلك تظهر المواطن الصعيدي بأنه أقل ذكاءً في حين أن أكثر أوائل الجمهورية من محافظات الوجه القبلي، مضيفا أن السبب في خروج مثل تلك الأعمال المُسيئة للمجتمع الصعيدي بسبب الغياب التام للرقابة عليها.
وأضاف مصيلحي، أنه وبسبب الأعمال الدرامية رسخ في أذهان المواطنين أن الجلباب هو ملبس المجتمع الصعيدي والحمار هو وسيلة مواصلاته، رغم التقدم الحضاري والتعليمي داخله، مشيرا إلى وجود جامعة أسيوط التي تحتل الترتيب الثالث بعد جامعتي القاهرة وعين شمس.
"ليه منعملش مسلسلات عن المناطق الأثرية في الصعيد ونروج السياحة بدل ما نسيء لبلدنا؟"، بهذا التساؤل اتهم أحمد زهران محامي، القائمين على الدراما المصرية بتعمد الإساءة للمجتمع الصعيدي بإظهار الجوانب السلبية فيه والمتمثلة في الثأر والبحث عن القطع الأثرية وبيعها وحرمان المرأة من الميراث، رغم عدم تواجدهما إلا بصورة قليلة داخل المجتمع المصري بأكلمه ولم يقتصر على الصعيد فحسب.
أرسل تعليقك