السويس -احمد حسن
قبل ثلاثة أيام من انطلاق موسم الصيد في السويس، والذي تأخر 20 يوما، بسبب إجراءات السلامة البحرية، شب حريق ضخم في قزق أولاد حسان لإصلاح مراكب و"لنشات" الصيد والنزهة . وكشف الحريق، الذي أحدثه كوب شاي، رغب خفير القزق في إعداده، عن غياب عوامل الأمان، وافتقاد الامن الصناعي والميداني بالقزق الذي تضم مساحته أكثر من خمسين قطعة بحرية ما بين مراكب ولنشات الصيد، ولنشات النزهة يجري إصلاحها، لا يقل ثمن القطعة الواحدة عن نصف مليون جنية بحسب العاملين في الصيد ومجال السياحة.
وبدأ الحريق بعد السادسة والنصف مساء، وتلقى مدير أمن السويس، اللواء دكتور مصطفى شحاتة اخطارًا من شرطة النجدة يفيد بالحريق، وانتقل على الفور والعميد محمد والى مدير إدارة البحث الجنائي الى موقع الحريق في القزق الكائن بجوار معهد علوم البحار بعتاقة، وعلى الفور دفعت إدارة الدفاع المدني في السويس بعدد 12 سيارة إطفاء لإخماد النيران، بقيادة العميد عبد الله عبد الكريم مدير الحماية المدنية، وساهمت القاعدة البحرية بالأدبية ودفعت بعدد من سيارات الإطفاء وعناصر من القوات المسلحة، لمنع امتداد النيران لباقي اللنشات بالقزق .
عقب ذلك بقليل انتقل للقزق، المهندس عمرو عمارة شيخ الصيادين في السويس، وأوضح أن النيران طالت أربعة لنشات نزهة، فقضت على الأول بالكامل الذي بدأ به الحريق، بعد إشعال الخفير النار بقربه، بينما طالت جانب لنش ثانى، والتهمته حتى مال على أعمدة الرفع "العريش"، أما الثالث فقد وصلت النيران للبريتش أعلى اللنش، وقضت على مقدمة لنش رابع، ما أضطر رجال الإطفاء الى صعود لنش محترق بجواره للسيطرة على النيران بمقدمته قبل ان تقل الى الغرفة وتلتهم باقي اللنش .
وكشف شيخ الصيادين أنه كان في زيارة لمتابعة أعمال الإصلاح بالقزق قبل العيد، ووجد القزق غير منظم، وتشيع فيه العشوائية في وضع اللنشات وتراصها بجوار بعضها، وحذر العمال من ذلك الوضع قد يتسبب في خسائر اكبر في حال نشوب حريق، لافتا الى انه من المتعارف عليه ترك مسافة كافية بين اللنشات وبعضها خلال أعمال الإصلاح، الورشة الكبيرة لإصلاح وصيانة وتجديد ودهان المراكب واللنشات، تشهد اعمال بمعدات مختلفة، اخطرها ماكينات اللحام بالكهرباء، ولمبات "الاوكسي استيلين" والتي تستخدم في اللحام ولكنها تنتج حرارة مرتفعة للغاية، ظن العاملون في الميناء والعمال البحريين في البداية ان سبب الحريق ماس كهربائى، او شرر متطاير من اعمال اللحام، لكن الحقيقة كانت خلف كوب الشاي الذي اشعل النار في القزق، ووفقا لشهود عيان فإن هناك غياب لمعدات الإطفاء، سواء طفايات حريق او خراطيم المياة، كما ان العاملين بالقزق لم يتدربوا على اختبارات الحريق، ولم تجري مناورة حريق في مكان لا يقل قيمة اقتصادية عن المنشأت الصناعية الممتدة على خليج السويس .
وتراوحت الخسائر في حريق اللنشات الثلاثة ما بين 7 الى 8 ملايين جنيه، فاللنش الأول يتجاوز ثمنه 3 ملايين جنيه، كون أصحاب تلك اللنشات يتنافسون في توفير سبل الرفاهية للركاب والأشخاص المنطلقين في رحلات للصيد والتنزه والاستمتاع بخليج السويس، فكلما زادت الرفاهية ارتفعت قيمة الرحلة، والتي تبدأ من 1200 جنيها مقابل 12 ساعة ، وكان اللنش الأول أكثرها رفاهية، وكشفت التحريات الأمنية وسؤال شهود العيان العاملين بقزق أولاد حسان أن الخفير المعين حراسة بالقزق هو السبب الرئيس في نشوب الحريق الذى التهم 3 لنشات نزهة، واحدث تلفيات بالرابع .
وأكد اللواء مصطفى شحاتة، أن الخفير جمع بعض الخشب واشعل فيها النيران لإعداد كوب شاى، فتطاير بعض الحطب المشتعل واشتعلت النيران في القزق الأول الذي تحول الى هيكل حديد ، ثم امتدت النيران بفعل الريح الى 3 لنشات أخرى، فالتهمت اثنين وأحدثت تلفيات بمقدمة ثالث، وألقت مباحث السويس القبض على الخفير بتهمة الإهمال والتسبب في خسائر فادحة بالقزق وتعريض حياة العاملين لخطر، بينما تستمر أعمال التبريد بالقزق لضمان عدم تجدد النيران مرة أخرى، بعد قرابة ساعة ونصف سيطر رجال الدفاع المدنى في السويس وعناصر القوات البحرية على الحريق بلنشات النزهة بالقزق، وخَلف الحريق وراءه خسائر مالية، بينما لم يسفر عن أى إصابات أو خسائر في الأرواح .
أرسل تعليقك