توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية "وافد عين شمس" مع الانتحار بعد انفصال والديه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حكاية وافد عين شمس مع الانتحار بعد انفصال والديه

صورة ارشيفية
القاهرة - مصر اليوم

لجأ الشاب محمد إلى الانتحار شنقًا، بعدما فشل في الوصول إلى حل يؤنس وحدته بعدما طرده والداه من منزلهما، عقب طلاقهما، حيث فرَّ نحو مقهى في عين شمس ليعمل به، ويعتمد على ذاته في جمع قوت يومه، لكن وتيرة حياته سارت نحو منحى مختلف، فرغبة مالك المقهى في الاستغناء عنه خلال أيام جعلته ينتحر شنقًا، ويرحل عن الدنيا.

وجدت قوات الأمن في مكان الواقعة، كراسة مدونًا عليها بخط يد المنتحر عبارات قصيرة، منها: "أمي ظلمتني.. أبويا ظلمني"، "مفيش حد جدع".

ونشأ المتوفى بين أسرة حياتها مليئة بالعقبات، تزوج والداه قبل 18 سنة ورزقا به وشقيقته "هبة"، ونتيجة خلافهما المتكرر، لعدم انصياع الزوجة لتوجيهات زوجها فيما يخص تدابير حياتهما معا، من اقتصاد نفقات وقلة زيارتها لأصدقائها وأقاربها، انفصلا عن بعضهما، يقول "هاني. م"، أحد أقارب المتوفى لمصراوي.

وفي ذلك الحين كان المنتحر عمره 6 سنوات، ظل رفقة والدته "هدى" وشقيقته في منزلهما بمحافظة الشرقية، وتوجه والده إلى القاهرة سعيا لحياة جديدة.

وتعبت الأم بمرور الوقت من رعاية أبنائها بمفردها، فرشح لها أحد أقاربها عريسًا على استعداد للزواج منها، ويسمح لأولادها بالجلوس معهما.

وافقت والدة المنتحر على الزواج من رجل آخر غير والده، انتقلت بعد طلاقها بسنتين لمنزل رجل جديد يساندها في مقاومتها الواهنة مع الحياة بعدما ظلت بمفردها.

ولم يسعَ زوج والدة "محمد" إلى ذله أو إجباره على العمل، ظل يحفزه على مواصلة التعليم حتى وصل به المطاف للصف الرابع الابتدائي، ومن بعدها صمم الطفل- آنذاك- على النزول إلى سوق العمل، بعدما عنفته والدته وطالبته بضرورة مساندة المنزل بأي مال حتى لو كلفه الأمر ترك المدرسة دون أن يعلم زوجها.

وعمل صبيا في ورش لتصنيع الأثاث، ومن بعدها في مطاعم أكلات شعبية، حتى نبغ ذهنه ونضجت أفكاره، شعر حينها بضرورة الإفلات من حياة والدته التي طردته مرات عدة.

ورحل عن منزل أمه، وسافر إلى القاهرة ليجلس رفقة والده الذي تزوج من سيدة أخرى، وأنجب منها ولدا أسماه "حسن"- عمره 8 سنوات- يحكي والد المنتحر لمصراوي.

ورحب السيد بمجيء ابنه الأكبر "محمد" ليعاونه بعمله في بيع الأحذية بعين شمس، واتفقا على تقسيم الورديات بينهما لتحقيق أكبر قدر من الربح، يمكن الأخير من الزواج، وتكوين أسرته الخاصة، إضافة إلى مساعدة شقيقته في تجهيزات زيجتها المستقبلية.كث "محمد"، مع جدته بالقرب من مسكن والده، وظل اتفاق الوالد والابن مستمرا على منوال مستقر لم يتغير، حتى كون الثاني صداقات ببعض شباب المنطقة، وأخذوه لطريق تعاطي مخدر "الإستروكس".

أقرأ أيضاً : التفاصيل الكاملة لذبح "عريس عين شمس" على يد 22 بلطجيًّا

وتبدلت حياة المتوفى من هنا، رأسا على عقب، وأخل بالعهد الذي قطعه مع والده، وبات يتأخر عن العمل ويغيب عن المنزل بالأيام، لذلك طرده أبوه من شغله، مطالبا إياه بالابتعاد عنه بعدما طفح كيله، وترك منزل جدته.

الشاب واجه يأسه بعدما طرده أبوه. وطاف على كل معارفه لتدبير عمل له، فتمكن عمه "حسن" من تشغيله على "عربة" مأكولات شعبية، لكنه لم يفلح كثيرا لضيق خلقه في التعامل مع الزبائن، وقلة الأجر الذي يتقاضاه الذي لا يكفي لشراء المخدرات، وإيجار السكن، ومستلزماته المعيشية الأخرى.

وخلال عمل المتوفى في عين شمس، تعرف على صاحب "مقهى" كان وافدا دائما لديه، فقصّ عليه حكايته وطالبه بالعمل معه، والمَبيت داخل الكافية كونه مطرودا من كل أقاربه، وافق الأخير واتفقا معه على أجر مناسب يمكنه من العيش دون طلب مساعدة من أحد.

وقضى الفتى 7 أشهر داخل "المقهى"، يعمل في الصباح، وينعس ليلًا داخل غرفة صغيرة في آخر الرواق، فرغم كثرة معارفه إلا أنه كان انطوائيًا ليس لديه أصدقاء مقربون.

مع الوقت تغيرت تصرفاته، وزاد افتعاله للمشكلات مع الزوار، والحديث بغلظة مع مالك العمل رغم تحذيره مرات كثيرة بالسيطرة على أعصابه، لذلك أمره الأخير بضرورة ترك "المقهى" خلال يومين ليتمكن من تدبير مسكن آخر يعيش فيه.. يوضح "حسين. م"، مالك المقهى.

الجمعة قبل الماضي كان آخر يوم قضاه صاحب الـ18 ربيعًا في المقهى، قرر التخلص من حياته بعدما غُلقت كل الطرق أمامه وفشل في الوصول لأي مخرج يساعده في أزمته، علاوة على تخلى كل من حوله عنه. استغل الشاب النوم بمفرده داخل المقهى، وربط "كوفية" بإحكام في جنش السقف، وصعد إليه بواسطة كرسي خشبي، طوق عنقه بـ"الكوفية" وترك جسده يتدلى، بعدما أزاح المقعد، فظلت رقبته معلقة حتى قطعت أنفاسه، وفاضت روحه.

وفَتح "حسين" الكافيه، صباح اليوم التالي، وترجل نحو غرفة الشاب ليوقظه من نومه، وجده معلقًا في السقف ووجه ضارب الاصفرار. لم يفكر حينها في شيء سوى الاتصال برقم النجدة التي حضرت خلال 30 دقيقة، ومعها فريق من النيابة المختصة لمعرفة تفاصيل الواقعة.

وعثر رجال البحث، أسفل وسادة سَرير المتوفى على كراسة متهالكة مدون بها عبارات مقتضبة بخط يده، سرد فيها بطريقته الخاصة العوائق التي واجهته في الحياة، جاء أبرزها شكاوى من سوء معاملة الأب والأم وباقي عائلته، وأبرز أيضًا رغبته في ترك الحياة للارتياح نهائيًا.

وأوصلت كراسة المُنتحر لرجال النيابة والمباحث أن الواقعة ليست جنائية، والشاب انتحر بعدما شعر برغبته في الموت، فقيدت القضية "وفاة بسبب انتحار".

ومازالت أصداء الواقعة تدوي في أرجاء المنطقة، ومشاهد من حياة الشاب تمر في خلد والده الذى تلقى خبر انتحاره بدموع لم تنقطع في كل لحظة يتذكره فيها-على حد تعبيره- بينما توفيت جدة "محمد" إثر الصدمة التي ألمت بها بعد علمها بوفاة حفيدها.

قد يهمك أيضاً :

عاطل يمزق جسد جاره بسبب خلافات الجيرة في عين شمس

نيابة عين شمس تأمر بحفظ التحقيق في واقعة انتحار شاب بشنق نفسه

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية وافد عين شمس مع الانتحار بعد انفصال والديه حكاية وافد عين شمس مع الانتحار بعد انفصال والديه



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية وافد عين شمس مع الانتحار بعد انفصال والديه حكاية وافد عين شمس مع الانتحار بعد انفصال والديه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon