القاهرة – مصر اليوم
انتهى المخرج الإيراني مجيد مجيدي من تصوير فيلم «محمد رسول الله»، ومن المقرر عرض الفيلم في دور العرض العربية والأجنبية على حد سواء، بعد أن استمرت مرحلة إعداد وتصوير ومونتاج الفيلم نحو سبع سنوات، ومن المنتظر أن يعرض الفيلم في مهرجان «فجر» السينمائي الإيراني الدولي كعرض أول للفيلم في فبراير المقبل، ويتناول الفيلم بداية بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإسلام، كما يتعرض لنشأة محمد صلى الله عليه وسلم وطفولته كما يعرض الحياة في مكة المكرمة ويتعرض أيضًا لبعض الأحداث المهمة مثل «عام الفيل».
وأكد مخرج الفيلم أنه قام بتحضير الفيلم لمدة عامين بمساعدة علماء سنة وشيعة، وأن الفترة الزمنية التي يرصدها الفيلم لا تشكل اختلافًا بين السنة والشيعة بل اخترنا موضوع الفيلم؛ من فترة زمنية يتفق عليها السنة والشيعة. وأكد أنه تجاهل عددًا من الروايات التي لا سند لها في التاريخ الإسلامي، بل إنه اختار مواقف وأحداثًا لا يختلف فيها السنة والشيعة.
ويظهر في الفيلم مجسم للكعبة بحجم يساوي تقريبًا حجمها الحقيقي ولم يكتفِ مخرج الفيلم بذلك بل أمر ببناء 60 بيتًا بالقرب من المكان في مدينة نور السينمائية، وكما هو متوقع وجه العديد من المسلمين عبر الإنترنت سهام انتقادهم لمخرج العمل، حيث تعرض الفيلم لعدد من الانتقادات سواء من العرب أو الأجانب على حد سواء، فبداية شن علماء الأزهر هجومًا للمطالبة بمنع عرض الفيلم الذى أثار جدلًا كبيرًا وهو لا يزال في مرحلة التصوير، ووقتها أكد مخرج الفيلم أنه لن يجسد النبي شخصية محمد في الفيلم.
وتعرض الفيلم أيضًا لانتقادات من دولة المغرب حيث رفضت وقتها الإدارة المغربية تصوير الفيلم على أراضيها باعتباره سيجسد شخصية النبي محمد.
كما شنت صحيفة «الجارديان» هجومًا على الفيلم، حيث وصفته بالفيلم الأكثر غموضًا في تاريخ السينما الإيرانية، وتعجبت الصحيفة من الميزانية الضخمة التي رُصدت للفيلم في وقت تعاني فيه إيران من أزمات اقتصادية جدية، وبحسب «الجارديان» فإن الميزانية بلغت أكثر من 35 مليون دولار.
وأكدت أنه في بادئ الأمر تولى الإنتاج مؤسسة غير معروفة تسمى «نورتابان» قبل أن يتولى الإنتاج رسميًا محمد حيدريان، أحد رجال النظام في إيران، ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن الميزانية قد ترتفع لتصل إلى 50 مليون دولار بعد أن وافق عدد من كبار صناع السينما العالميين على المشاركة في الفيلم.
وأكدت «الجارديان» أن مخرج الفيلم مجيد مجيدي له صلة قوية بقائد الثورة الإسلامية آية الله على خامنئي، حيث أكدت أن «خامنئي» هو من يقف وراء الفيلم، حيث زار مواقع التصوير في أيام التصوير الأولى للفيلم.
يذكر أن مخرج الفيلم مجيد يعتبر أول مخرج يُرشح لجائزة الأوسكار عن فيلم بلغة أجنبية، وكان ذلك عام 1999 عن فيله المميز «أطفال السماء»، إلا أنه لم يحصل على الجائزة التي حظى بها الإيطالي روبيرتو بينيني، عن فيلمه «الحياة جميلة».
أما عن طاقم العمل فيشمل مجموعة من أهم السينمائيين العالميين، منهم المصور الإيطالي الشهير فيتوريو استورار، الحاصل على ثلاث جوائز أوسكار وخبير المؤثرات الخاصة الشهير «سكوت.آى إندرسون» الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم «باب» وخبير الديكور والإنتاج العالمي الشهير «ميلجن كركا كلجاكوئيج» الحائز على جوائز عالمية من مهرجان سيزار ومعهد الأفلام الأوروبية وجائزة الأوسكار التليفزيونية «إيمي»، وكذلك خبير الماكياج العالمي الإيطالي الأصل «جيانتو دروسى» الذي شارك في أهم الأفلام العالمية منها «رجل بقناع حديدي» و«الجيش الأخير».
أما الموسيقار الهندي الحائز على الأوسكار عن فيلم «المليونير المتشرد»، «آي آر رحمن» فيتولى مهمة تلحين موسيقى الفيلم، وهو الحائز على جوائز عالمية مثل جائزة «غرامي» و«بافتا» و«جولدن جلوب». وكذلك مصمم الأزياء «مايكل أوكانور» البريطاني الحائز على جائزة الأوسكار وبافتا عن فيلم «دوشيس»، ومصمم الإكسسوارات الإيطالي «جيان فرانكو فوماجالى»، كما يشارك لوكا لاتشين في الفيلم كمساعد مخرج للفيلم.
يذكر أن قطر كانت تنوى إنتاج فيلم النبي محمد باسم «النور» عام 2012 بميزانية تتخطى المليار دولار.
أرسل تعليقك