الرياض ـ وكالات
طلب الممثلة إيلودي يونغ انتباه زميليها دواين جونسون وتشانينغ تاتوم، فيتقدمان إلى حيث جلست أمام خمسة كومبيوترات، ولو أن اهتمامها تركز على اثنين منهما: «انظر إلى الرئيس هنا. اسمع الكلمات التي يستخدمها أكثر من سواها في خطابه. ثم انظر إليه هنا. كلماته تغيرت بعد نحو شهر. صار يستخدم كلمات أخرى».عندما تلكأ الممثلان في قبول وجهة نظرها أو لم يفهماها أيضا، انتقلت إلى شاشتين أخريين: «انظر كيف أنه كان معتادا على وضع يده اليسرى فوق اليمنى. الآن أصبح يضع يده اليمنى فوق اليسرى». صاح دواين: «هل تقصدين أن الرئيس ليس هو الرئيس؟». في الصالة صرخ أحد المشاهدين: «نعم يا ذكي.. هذا صحيح».لمشكلة في «جي آي جو: عقاب»، أو بالأحرى واحدة من المشاكل العديدة، هي أن ما يدور يفقد تشويقه لأن المشاهد يعرف كل ما سيحدث قبل حدوثه لأن السيناريو (لبول فرانك) فتح له الصفحات باكرا. لقد شاهدنا الرئيس الأميركي (يقوم به البريطاني جوناثان برايس) وهو يخرج من أحد اجتماعاته في البيت الأبيض ويتقدم إلى أحد حراسه ويمضيان معا إلى غرفة تحت الأرض حيث يتقدم الرئيس من شخص آخر يشبهه تماما (برايس أيضا) ويتحدث إليه. الشخص الآخر هو الرئيس الفعلي. الأول هو نسخة تم صنعها علميا وتختلف من الداخل فقط، فكله شرور ونواياه سيئة ومنها القضاء على فرقة الأمن الخاصة «جي آي جو».ما ينفع في مجلات الكوميكس لشركة «هاسبرو» التي عنها تم نقل هذا الفيلم في جزءيه (الأول خرج سنة 2009) لا ينفع على الشاشة. الثقوب التي في السيناريو بعدد ثقوب مصفاة الطعام، ومع أن بعضها مقبول فقط من حيث أنه من شروط وعناصر الفيلم الخيالي الشره صوب الحالات غير الواقعية، فإن معظمها يبدو مثل ورق التوت كل تحاول تغطية الأخرى.
الحكاية المختارة هنا هي أن رئيس الجمهورية الأميركية المزيف يبعث بقوات عسكرية لإبادة فريق الأمن الذي كان أنقذ الولايات المتحدة من إرهاب جنوب آسيوي في الفيلم السابق. والقوات تنجح في قصف الوحدة وإبادتها باستثناء أبطال الفيلم (صدفة تتكرر دوما) الذين يجدون أنفسهم في قاع البئر طلبا للأمان. كيف يخرجون من قاع البئر حكاية أخرى، لكن ما إن يفعلوا وتكتشف يونغ حقيقة أن الرئيس الموجود في البيت الأبيض ليس سوى إرهابي مزيف حتى تتكامل الحكاية كشريط واحد من الانفجارات والمطاردات وإطلاق النار على كل شيء. هذا اللجوء إلى مشاهد الأكشن بدأ به الفيلم، فالمهمة التمهيدية التي يبدأ بها الفيلم أحداثه (على طريقة مقدمات أفلام جيمس بوند) هي مهاجمة كوريا الشمالية. وهي كلها منفذة بالكومبيوتر غرافيكس، مما يجعل الآدميين يبدون كما لو كانوا دمى.
* الجزء الأول
* خرج الجزء الأول سنة 2009 من إخراج ستيفن سومرز، وخلا من أي من الممثلين الرئيسين الذين يظهرون في الجزء الثاني، باستثناء جوناثان برايس الذي لعب في ذلك الفيلم دور الرئيس الأميركي الفعلي. حقق ذلك الفيلم نجاحا دوليا قدره 300 مليون دولار، بينما وصلت كلفته إلى 175 مليونا.
أرسل تعليقك