توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة

دمشق - وكالات

حملت العدسة وقائع الثورة السورية وهمومها، ووثقتها على شكل صور رقمية حملت اعترافات شهود وضعوا بصمتهم على حوادث وانعطافات خلال سني الثورة ومراحلها، فالمستجدّات والظروف الراهنة فرضت على الفنون ووسائل الإعلام صيغا جديدة للتعاطي معها، بالتقاط اللحظات الفارقة التي تنقل الصورة إلى الآخر. وتبرز الوقائع أن الثورة السورية حملت في طياتها ومراحلها ثورة سينما وثائقية وتسجيلية أيضا وذلك بدخول الإنترنت وكاميرا الهاتف المحمول على صعيد الصورة الموثقة، وقدمت مخرجين من قلب الحدث، خاضوا  تجارب فنية وسينمائية مهمة لتوثيق بعض أحداث من الثورة. يقول المخرج والسيناريست السوري محمد منصور إنه أنجز عن الثورة السورية حوالي ثلاثين فيلما وثائقيا بين عامي (2011-2013)، ويمثل الفيلم الوثائقي بالنسبة له أرقى أنواع العمل التلفزيوني أو البصري، وحالة بحث تاريخي عن الحقيقة، حتى لو كان هذا التاريخ هو مجرد لحظة. وحول مرجعيّة الأفلام التي أنجزها عن الثورة السورية يقول منصور: "مرجعياتها الأساسية مرتبطة بواقع الثورة الإعلامي واللوجستي. فلأول مرة يمنع نظام كل وسائل الإعلام من تغطية أحداث عاصفة تمرّ بها بلاده على هذا النحو". والحصار الإعلامي غير المسبوق -كما يقول منصور- خلق مرجعية أساسية هي استخدام فن الشارع، كاميرا رجل الشارع، وتصوير رجل الشارع، والتعبير عن إحساس رجل الشارع". ويقول منصور "صوّرت بعد عامين من الثورة فيلما بعنوان "الخوف من الثورة" في منطقة سلقين بريف إدلب. أردت أن أقول خلاله إنه حتى في هذه المنطقة التي تسكنها أغلبية سنّية وليس فيها تنوع طائفي، وهي في قلب منطقة محرّرة وتحت سيطرة الجيش الحرّ، هناك من لا يزال يخاف من الثورة، ولم يفهم معنى أن التغيير له ضريبة باهظة الثمن". وفي فيلم "مَن قتل الحسين" يروي منصور العلاقة بين قرية سنية "بنّش" وقرية شيعية "الفوعة"، ويناقش "كيف اتّخذت هذه العلاقة منحى حادّا بعد الثورة دون أن أجمّل الأشياء". أما المخرج والصحفي السوري عامر مطر، وصاحب عدة وثائقيات عن الثورة، فيؤكد أن العجز هو الكلمة الأنسب لوصف السينما في وقت الحرب، ولوصف الحياة أيضا، وكل الصور -بالنسبة له-تبقى مبتورة بفعل الخوف والقلق والموت الذي يعيشه مجتمع كامل. يقول مطر إن "كل ما صنعناه من أفلام لا يرتقي حتى ليوصف بالقزم، أمام غنى الواقع السوري الذي نحاول العمل في دائرته. لا زلنا في السطح الباهت، ولا توجد أفلام حقيقية عن الثورة أو عن سوريا مؤخرا، وكل ما تمّ صنعه مأسور في المقابلة الصحفية والتقرير الصحفيّ الطويل". ومع ضعف الإمكانيات الإنتاجية، ظهرت مؤسّسة "بدايات" لتدعم عددا من الأعمال وتنتجها. ويعلل القائمون على المؤسسة توجهها بضرورة إنتاج صورة تقارب حجم التضحيات وتصور الواقع وتوثق له وللتاريخ، وتدعم البحث عن لغة سينمائية لطرح الأسئلة الصعبة التي تبدأ بالفن ولا تنتهي بالسياسة. وتطمح "المؤسسة إلى أن تكون جزءا من تيار سينمائي سوري يعبّر عن التجارب الجديدة والمخاضات الفنية التي تشهدها الساحة الثقافية في ظل التغيرات الكبرى التي تعيشها المنطقة من خلال لغة سينمائية وثائقية، تُسائل الواقع بقدر ما توثقه، وتنحاز للفن في مواجهة البروباغندا، وللناس في مواجهة الحكام، وللثورة في مواجهة العطالة". ومع ازدياد نتاجات الأفلام الوثائقية قرر عدد من المشتغلين في هذا المجال إطلاق "مهرجان سوريا الحرة السينمائيّ". ويقول حسين مرعي -وهو أحد المشرفين على المهرجان- إن "منع وسائل الإعلام العالمية من دخول سوريا حتّم على الشباب السوري الثائر إيجاد بديل غير رسمي ينقل صوته وصورته إلى خارج الحدود. وأنتج الشباب السوري خلال سنتين ونصف من عمر الثورة العشرات، بل المئات من هذه المواد التي تصلح بمجملها كوثائق على لحظة فارقة في حياة سوريا، تؤسّس فيما بعد لمشروع فنّيّ ثقافيّ مغاير، فيما لو جُمعت هذه الموادّ وحُفظت على اعتبار أنها نتاج فنّي ثقافي إنساني يوثّق حقبة ثورة كرامة عُمدت بالدم. من خلال استعراض بعض التجارب، سواء الإخراجية أو الإنتاجية، يدرك المتابع أن الأفلام الوثائقيّة السورية تظل أمام امتحانين عسيرين، امتحان الواقع والفن معا، وإلى أي درجة يمكن أن تخلص لهما وتمنح متلقّيها المتعة في واقع ينضح بالأسى والإيلام، والإجابة عن ذلك في طور التهيئة والتبلور لأن الامتحان مستمر ومتجدد ولم ينته بعد.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon