برلين ـ أ ف ب
تدور احداث فيلم "روك ذا قصبة"، العمل الاول للمخرج الاسرائيلي آفي هوروفيتز والمشارك في تظاهرة "بانوراما" في مهرجان برلين السينمائي الثالث والستين، في صيف عام 1989 في جزء محتل من غزة، حيث تؤمر مجموعة من الجنود بالاقامة في حي فلسطيني ما يشكل توترا بينها وبين السكان.ويستعير الفيلم كعنوان له عنوان اغنية شائعة لفريق "كلاش" الاميركي استخدمت كلمات بالعربية والعبرية وصورت عربيا ويهوديا يهيمان في الشوارع في تقاطع مع صور الفرقة وهي تغني امام بئر للنفط.تلك الاغنية التي ولدت احتجاجا على فتوى مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الامام الخميني ضد موسيقى الروك صارت المفضلة لدى الجنود الاميركيين في العراق في حرب الخليج الاولى والثانية كما استخدمت في فيلم "غودمورنينغ فيتنام" الاميركي حيث يستمع لها الجندي تيم روبينز.على ايقاع هذه الاغنية وسواها من اغاني الروك في الثمانينات تحاول مجموعة من الجنود الاسرائيلين في غزة اثناء الانتفاضة الاولى التغلب على الملل والعبث الذي يحيط بها وقد احتلت سقف احد البيوت لتبقى هناك تنفيذا لاوامر لا تفهم معناها.تحاول بالموسيقى ايضا التخلص من صوت القرآن الذي تعليه باستمرار مئذنة قريبة ما يستدعي احتجاج السكان ويثير غضبهم.بعد مقتل احد جنودها، حين رمى عليه احدهم من فوق سطح بناء شعبي غسالة، تدخل المجموعة المكان وتظل فيه كل يوم قبل ان تغادره مساء الى المخيم ويكون على المجموعة ممارسة حياة تقشف عسكرية يفقد فيها الجنود الشبان براءتهم.ويصور الشريط المتأثر كما مخرجه بسينما الحرب الاميركية، عالما واقعيا يستند على تجربة المخرج ورفاقه من الشباب الذين انتظموا في الخدمة العسكرية حال انهائهم المدرسة الثانوية.ويقول المخرج المولود في العام 1971 "كنت اعشق الافلام الحربية وانا طفل"، وهو لا يغفل في فيلمه عن تناول الجانب النفسي لجنود مأزومين يواجهون عبثية الموقف وانجرارهم الى ممارسة افعال القتل والاعتقال في ارض محتلة، كل شيء فيها يقاوم وجودهم.والشريط مبني في جزء منه على تجارب شخصية، فالمخرج والممثلون جميعا هم من الجنود السابقين وقد انهى المخرج خدمته العسكرية كمصور فوتوغرافي في غزة عام 1992.يوما بعد يوم يزداد التوتر في ظل الخضوع لارادة المحتل، وفي ظل القتل والاعتقال بسبب او من دون سبب، حيث كل فلسطيني بالنسبة للجنود كبيرا كان ام طفلا "ارهابي".. لذلك يسمي جنود المجموعة الكلب الذي يتبنونه "عرفات" وهو ما يزيد من كره الفلسطينيين لهم.
ويركز الفيلم الذي صور في قريتين فلسطينيتين على الجانب العاطفي والانساني لدى الجنود، وهو ما يدعمه المخرج بقوله ان فيلمه "رسالة الى السياسيين تقول بان الجيش لا يملك حلا وانما على السياسييين ان يجدوا الحل" في النزاع مع الفلسطينيين.وسيخرج الفيلم الذي انتج بشراكة فرنسية اسرائيلية الى الصالات الفرنسية في ايار/مايو المقبل، لكن شريطا آخر اجتماعيا يحمل نفس العنوان من اخراج المغربية ليلى مراكشي وتمثل فيه كل من اللبنانية نادين لبكي والفلسطينية هيام عباس والجزائرية لبنى الزبال سيسبقه في الخروج الى هذه الصالات بعد ايام.
ويشكل شريط "روك ذا قصبة" الاسرائيلي عملا جديدا من الاعمال الجديدة التي تصور تعاطي المخرجين الاسرائيلين مع الحروب الاخيرة مثل فيلم "لبنان" الذي تدور احداثه في دبابة اسرائيلية خلال اجتياح العام 1982 وفيلم "بوفور" حول قلعة الشقيف في لبنان وفيلم "فالس مع بشير" الذي يصور بيروت خلال الاجتياح.لكن "روك ذا قصبة" يعتبر الفيلم الاسرائيلي الاول الذي يتناول موضوع غزة وفي نهايته تبنى المخرج وجهة نظر الجندي الاسرائيلي التي تقول بان على قاتل رفيقهم الجندي ان يقتل.هكذا يتم قتل الشاب الفلسطيني الاعزل باستهدافه مباشرة بعد العثور عليه، دون محاكمة او اعتقال وكانما لتكون رسالة الفيلم الاخرى التي يتبناها المخرج بان الجيش الاسرائيلي لا يترك قتلة جنوده من دون حساب وان كان هذا الجيش محتلا.
أرسل تعليقك