واشنطن ـ وكالات
حقق المخرج الأميركي الشهير ستيفن سبيلبرغ نجاحات مهمة عبر أفلام الخيال العلمي والمغامرات التي جعلته أحد أعظم المخرجين في العالم، وفي جديده يعود صاحب "الحديقة الجوراسية" لاستقراء التاريخ الأميركي عبر فيلم "لنكولن" الذي رشح لاثنتي عشرة جائزة أوسكار.ويطل سبيلبرغ في الفيلم على أحلك فترات التاريخ الأميركي خلال الشهور الأربعة الأخيرة من حياة الرئيس الأميركي أبراهام لنكولن التي شهدت إقرار التعديل 13 للدستور الأميركي الذي يقضي بإلغاء العبودية، كما تخللتها نهاية الحرب الأهلية الأميركية بين شمال البلاد وجنوبها واغتيال لنكولن نفسه في واشنطن عام 1865. كما يتعرض للصعوبات التي واجهها من قبل خصومه السياسيين داخل مجلس النواب.وكان مخرج الفيلم الشهير "أي تي" وصاحب فيلم "قائمة شندلر" الذي حصل به على أوسكار أفضل مخرج عام 1993، أكد منذ أكثر من عشر سنوات أنه يرغب في إخراج فيلم عن شخصية أبراهام لنكولن، الذي يعتبر الرئيس الأكثر تقديرا في التاريخ الأميركي والذي اغتيل في أبريل/نيسان 1865.ويقول سبيلبرغ "إن أسطورة أبراهام لنكولن لطالما استهوتني"، ويعبر عن شعوره بالأسف لتحجيم هذه الشخصية أحيانا وتحويلها إلى مجرد "صورة ثقافية وطنية نمطية".ودون أن يخوض في تحليلات مغالية، يقدم سبيلبرغ الرئيس الأميركي السادس عشر نصيرا للعدالة والحرية قادرا على التعامل مع الظروف السياسية الاستثنائية التي كان يواجهها، مع المحافظة على إدارة الحكم وسير البلاد قدما خلال أصعب فترات تاريخها.ورأى الكثير من النقاد أن "لنكولن" يعد أفضل الأفلام الروائية الطويلة التي قدمها سبيلبرغ والذي جاء كعادة أفلامه متفوقا على صعيد الإخراج والتصوير والديكور والموسيقى والماكياج وأداء الممثلين.ولا يعد التعرض لحياة الرئيس الأميركي الأسبق جديدا في السينما الأميركية، فقد تم تناول شخصية إبراهام لنكولن مرات كثيرة في مواضيع مختلفة، كما أن صاحب "إنقاذ الجندي ريان" -الذي حاز عنه جائزة أوسكار أفضل مخرج عام 1997- سبق أن عالج فترات من التاريخ الاجتماعي الأميركي من خلال فيلمه "اللون القرمزي" عن رواية بالاسم نفسه لأليس ووكر عام 1985 و"أميستاد" عام 1997.وفي الفيلم استطاع سبيلبرغ توظيف قدرات الممثل البريطاني دانيال داي لويس الذي قام بدور لنكولن الحائز على جائزتي أوسكار وجائزة غولدن غلوب، والذي بدا متفاعلاً مع شخصية لنكولن بتلقائية وجسده بعمق كزعيم سياسي هادئ الطبع رغم حجم ما يواجهه من تحديات وظروف عصيبة.
أرسل تعليقك