بغداد ـ وكالات
يوثق المخرج العراقي فيصل الياسري في فيلمه الجديد "بغداد حلم وردي" معاناة العراقيين وهمومهم أثناء الاحتلال الأميركي لبلادهم ومحاولته زرع التفرقة بينهم وما نجم عنها من عنف طائفي ما زالت البلاد تعاني من آثاره.والفيلم مأخوذ من رواية "حلم وردي فاتح اللون" للروائية العراقية ميسلون هادي، ويشارك فيه نخبة كبيرة من الممثلين العراقيين أبرزهم سامي عبد الحميد ويوسف العاني وهند كامل وسمر محمد وخليل فاضل خليل وآلاء نجم وغيرهم.ويقول مخرج الفيلم فيصل الياسري في حديثه للجزيرة نت إن "بغداد حلم وردي" واحد من الأفلام التي أنتجتها وزارة الثقافة بمناسبة احتفالية بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام 2013 واستهدفت من خلاله بث الروح في الإنتاج السينمائي العراقي.ويضيف الياسري أن الفيلم تدور أحداثه في العام 2008 حيث كانت الأوضاع الأمنية مضطربة وتميل تدريجيا إلى الاستقرار النسبي، وتستعرض القصة جهاد نساء عراقيات واجتهادهن في ترتيب حياتهن الأسرية في ظل ظروف استثنائية جعلت كل العراقيين تحت طائلة التهديد.ويعكس الفيلم تشبث المرأة العراقية بوطنها، وهو أنشودة لبغداد بصيغة درامية وبأحداث اجتماعية وصراعات في سبيل الاستمرار في حياة متوازنة، كما يقول الياسري.وتعرض الأحداث ما عاناه المواطن العراقي في فترة الاحتلال من عمليات دهم وتفتيش واعتقال للأبرياء، كما تعكس المآسي داخل السجون التي اختلط فيها المجرم بالبريء، وتتطرق للكيفية التي كان يتعامل بها العسكري الأميركي مع الناس في الشوارع.ويشير مخرج الفيلم إلى أنه واجه مشكلتين في إنجاز الفيلم، الأولى النقص في المعدات اللازمة للتصوير التي استلزم الأمر استجلابها من خارج البلاد، والثانية شح العناصر الفنية المهنية المحترفة بفعل الهجرة أو ترك العمل بسبب توقف إنتاج السينما لعشرين عاما.ويشدد على أن الأفلام السينمائية يجب أن تصل للجمهور عن طريق دور العرض، غير أن دور العرض غائبة في بغداد، وإن وجدت فهي قديمة، ويأمل الياسري أن يدفع هذا الإنتاج السينمائي الكبير الحكومة ورجال الاعمال إلى افتتاح وتأسيس دور عرض حديثة وعصرية كما هو الحال في العديد من دول العالم.من جانبها توضح الممثلة هند كامل التي تؤدي دور أستاذة جامعية مغتربة وقررت العودة إلى الوطن أن الفيلم يوثق لما شهده العراق من قتل واعتقالات عشوائية ومآس وهموم أثناء الاحتلال الأميركي وما صحبها من عنف طائفي.وتشير إلى أن أحداث الفيلم تدعو لنبذ الطائفية وتكاتف القوى العراقية بمبدعيها ومفكريها وعلمائها من أجل الحفاظ على وحدة العراق وعدم التفريط به "لأنه الأب الحنون الذي يحتضن الجميع".وبينت أنها لم تواجه مصاعب في ظل الأوضاع الأمنية المستقرة نسبيا، خصوصا أن العمل تدعمه الحكومة والشارع العراقي كان متعاونا على كل الأصعدة من أجل نجاح الفيلم.من جانبه يؤكد الممثل خليل فاضل خليل أن الفيلم رسالة سلام ومحبة إلى العراقيين ويدعوهم إلى الوحدة والتماسك ونبذ الطائفية من أجل العيش بصورة مستقرة، كما أنه يوثق لمرحلة مهمة مما مرت به بغداد من أحداث دموية. وبين أن تجربته هذه هي الأولى في السينما، وأنه لم يواجه أي مصاعب في العمل.ويجسد فاضل شخصية "عمار" الفلاح الذي يعمل في الحدائق المنزلية "الحدقجي" وهو من الشخصيات الرئيسية في الفيلم، وهو شخص محب للخير للناس ويعمل على مساعدتهم من خلال بساطته ونبذه العنف والطائفية "التي جاءت للعراق من خارج الحدود".
أرسل تعليقك