توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي

برلين ـ وكالات

الأفلام التي تتناول الحقبة النازية لها شعبية في ألمانيا، ففي التلفزيون كما في السينما لا يمر أسبوع دون عرض فيلم يتناول هذه الحقبة الممتدة بين 1933 و1945. وتشكل هذه الأفلام دروسا من الماضي خاصة للأجيال الجديدة. من عايشوا الأحداث التاريخية التي شهدتها السنوات ما بين 1933 و1945 وهم بالغون، انخفض عددهم، بل إنهم في طريقهم إلى الزوال. لكن أطفالهم وأحفادهم لا يزالون على قيد الحياة، شاهدين على مرحلة مهمة من التاريخ الألماني. تجاربهم وقصصهم أصبحت مادة خصبة لكتّاب ومخرجي الدراما الألمانية، خاصة قصص أطفال النازيين وأطفال الضحايا اليهود. يحكي فيلم "لورا" للمخرجة كايت شورتلاند قصة فتاة تبلغ من العمر 15 سنة حاولت أن تنعتق بعد الحرب العالمية الثانية من تصور والدتها التي كانت تابعة للفكر النازي. الفيلم الذي أخرجته المخرجة الاسترالية تم إنتاجه بتعاون فريق دولي، غير أن الدور الرئيسي في الفيلم أدته الممثلة الصاعدة زاسكيا روزندال. أما فيلم " الصديق الألماني" فتتناول المخرجة الألمانية الأرجنتينية جينينا ميرأبفل علاقة صعبة جمعت بين ابنة أسرة يهودية مهاجرة في الأرجنتين وابن أحد النازيين الهاربين في الأرجنتين. هل ستعرف الأفلام التي تتناول المرحلة النازية والهولوكوست نهاية؟ السؤال يمكن الإجابة عنه بـ "لا" واضحة، وهناك سبب لذلك. أولا هناك الكثير من الحكايات التي من الممكن حكيها، وتقول المتخصصة في السينما سونيا.م. شولتس:"صحيح أن الجيل المعني بتلك الأحداث في طريقه إلى الزوال، لكن أطفالهم وأحفادهم لا". وتتابع الباحثة المتخصصة التي اشتغلت طويلا على الموضوع في حديث معDW:" هذه الأفلام تركز على سؤال ما الذي عايشه جدي؟". إضافة إلى ذلك يتزايد جيل جديد من المخرجين المنشغلين بهذا الموضوع ويتناولونه مستخدمين تقنيات جمالية حديثة. حددت شولتس من خلال دراساتها موجات مختلفة تناولت الموضوع. فمباشرة بعد الحرب تناول ضحايا العهد النازي هذه المرحلة في أفلامهم سواء المخرجين اليهود أو الشيوعيين. عشر سنوات بعد ذلك ظهر ما يسمى بJ"السينما النضالية"، حيث حاول مخرجو هذه الأفلام الضغط لإطلاق سراح الجنود ذوي الرتب الصغيرة، باعتبارهم ضحايا أيضا، وذلك تحت شعار" الجيش الألماني بريء". فقط في الستينات والسبعينات من القرن الماضي مع ظهور "السينما الألمانية الجديدة" أصبحت الأفلام تعكس وجهة نظر شخصية عن قضايا المجتمع والسياسة. السلسة الأمريكية "هولوكوست" التي ظهرت سنة 1978 وفيلم "لائحة شيندلر" الذي ظهر سنة 1993 أضفت على الأفلام بعدا عاطفيا، الفظاعات والقسوة التي أظهرها المخرج سبيلبرغ في عمله السينمائي زادت من الجرعة العاطفية كما تشرح شولتس. الأشكال الميلودرامية أصبحت ممكنة حتى في السينما والتلفزيون الألمانيين، فمن قبل لم يكن من المعتاد رؤية هذه الأعمال النقدية في بلد الجناة أنفسهم. بل أصبح من الممكن تناول الموضوع بطريقة كوميدية كما هو الحال مع الفيلم الساخر عن هتلر الذي ظهر سنة 2007 بعنوان "زعيمي" للمخرج داني ليفي. غيرهارد لوديكر الباحث في جامعة بريمن الألمانية يذكر لنا سببا آخر للتناول التجاري والاستعراضي لأفلام عن المرحلة النازية. فمن خلال تجربته داخل الجامعة توصل الباحث إلى أن الطلبة يُظهرون اهتماما أقل بالحقبة النازية. ويقول:"ردود الفعل حول الموضوع أصبحت تثير جزئيا الحساسية" لذلك ينبغي على الأفلام اليوم أن تقدم عرضا مبهرجا لجذب اهتمام الناس للسينما والتلفزيون. ويتابع لوديكر :"هتلر كشخصية مخيفة تبعث على الارتعاش أو شخصية كوميدية." فيما يخص الأفلام التي تناولت الحقبة النازية أسست هوليود تيارا خاصا بها، نستحضر على سبيل المثال أفلام: "إنغلوريوس بييزتيردس" لكوينتين تارانتينو أو "فالكري" لتوم كروز، وهما الفيلمين اللذين شكلا نموذجا لأفلام المدرسة الهوليودية، والتي صورت أغلبها في ألمانيا. كما أن "غيدو كنوب" المحرر التلفزيوني أسس لنفسه تيارا خاصا بفضل أعماله الوثائقية التي تناولت تلك الحقبة التاريخية بأسلوب بسيط وسهل الفهم. أما في ما يخص جانب الخيال فإن شركة المنتج نيكو هوفمان "تيموركس" اهتمت في السنوات الأخيرة بالكتابة التاريخية للتلفزيون. أفلام هذه الشركة يتم وصفها " بالحدث التلفزيوني" وتتميز ببعد درامي مخطط له، وطريقة سرد تقليدية، وبعد عاطفي سطحي. أما من ناحية المضمون فإن هذه الأفلام تؤكد على أن الألمان كانوا أيضا ضحايا، حيث صورت هذه الأفلام معاناة الناس تحت القصف، بلا مأوى، ومتضررين بسبب قيادتهم السياسية. وحسب المتخصصين في هذا المجال لم يعد ممكنا اليوم تناول الحقبة النازية بنفس المنظور الذي كان في السابق، ولا بنفس الشروحات، فصور الفظائع النازية أصبحت محفورة في ذاكرة الناس. فأصبحت هناك طريقة جديدة لتناول ذلك الماضي. ويقول لوديكر:" يتعلق المرء بتهدئة الحاضر. الفكرة التي تقف وراء ذلك: لقد نجحنا في التغلب على فترة حالكة من تاريخنا. لقد تغلبنا على النازيين. هربنا من الروس، وأسسنا ألمانيا جديدة." تلاحظ سونيا شولتس أن العديد من الأفلام التي تناولت الحقبة النازية، وآخرها فيلم "روميل"، كانت ومازالت تدور في المقام الأول حول النخب السياسية النازية. لأنها في الواقع أكثر إثارة بالنسبة للمشاهد، وتجعله يطرح السؤال على نفسه:" كيف كنت سأتصرف لو كنت في مكانه؟". مشاهدة مكائد النخبة السياسية في التلفزيون مريحة. أما الأفلام حول البسطاء من الناس فإنها نادرا ما يتم إنتاجها، لأنها لا تثير الاهتمام كما باقي الأفلام، "غير أنها أكثر إيلاما" كما تقول شولتس.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي الحقبة النازية على الشاشات حكاية لا تنتهي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon