شهدت محافظة الفيوم , خلال السنوات القليلة الماضية، لاسيما أخصب الأراضي الواقعة على زمام الوحدة المحلية في مركز ومدينة سنورس, هوجة تعدي بالبناء على الأراضى الزراعية, و تحولت المساحات الشاسعة من المسطح الأخضر إلى بناء مختلف الأشكال و الألوان مابين تجمعات عشوائية و بناء بالطوب اللبن و أخر بالطوب الأحمر, و عمارات شاهقة و فيلل و قصور على مساحات بلغت بعضها إلى خمسة أفدنة للواحد منها.
على الجانب الأخر، أرتفعت أسعار الخضر و الفاكهة إلى درجة أضرت بالمواطن البسيط و فرغت سلة الغذاء الفيومي من الخُضر التي كانت تصدرها للسوق المحلي في المحافظة وإلى المحافظات المجاورة .
هجر طائر أبو قردان الأراضي الزراعية في الفيوم بعد حالات التعدي الجائرة, وسكن أسطح المنازل و العمارات في مختلف مدن المحافظة بحثًا عن الطعام الذي وجده في المخلفات وأكوام القمامة و أصبح ينافس القطط و الكلاب في التهام بقايا المطاعم وأحشاء الدواجن و الريش المخضب بالدماء، و أصبحت مدينة سنورس من أكثر المدن أحتضانًا له بسبب مخلفات محلات ذبح و تنظيف الدواجن التي تلقي بمخلفاتها في وسط الشارع، دجاج نافق داخل أجولة و ريش و بقايا من لحوم الدواجن يلتهما أبو قردان مما يخشى معه انتشار الأمراض الوبائية، و الغريب أن تلك المحلات تعمل بدون ترخيص و بالمخالفة لاشتراطات الأمن الصناعي في مديرية القوى العاملة و إدارات البيئة في الوحدات المحلية وأقسام الأغذية في إدارة الصحة، في الوقت الذي تدق فيه أجهزة الدولة ناقوس الخطر خشية تسلل فيروس أنفلونزا الطيور إلى مزارع دواجن الفيوم أو إلى عشش التربية المنزلية, بعد أن وصل الفيروس بالفعل إلى المحافظات المجاورة.
أعلن مبرمج أجهزة الحاسب الآلي المهندس صلاح هديب, أن الفيوم من المحافظات التي تحظى بشهرة كبيرة منذ سنوات طويلة في مجال الثروة الداجنة, و أنتجت سلالات ممتازة من الدواجن حازت على ثقة جميع المربين و أصحاب المزارع في مختلف المحافظات, و سيطرت حالة من الخوف بين الأهالى خشية عودة ظهور شبح مرض أنفلونزا الطيور في المحافظة لأن مزارعها سبق و خسرت الملايين خلال السنوات الماضية بسبب هذا المرض اللعين الذي تسبب أيضًا فى بعض الوفيات, مشيرًا أن المشكلة ما يحدث على أرض الواقع يكشف عدم التنسيق بين أجهزة المحافطة المختلفة لمواجهة المرض الذي يصيب الطيور و ينتقل منها إلى البشر، و ذلك بسبب أن هناك محلات تعمل في مجال الدواجن دون أية اشتراطات صحية أو بيطرية و بعض محلات ذبح و تنظيف الدجاج في المراكز لا يوجد لها تراخيص بل و أنها تعمل بدون مياه نقية أو صرف صحي للتخلص من الدماء و تتم أعمال الشطف و الغسيل بكوز و من براميل داخل تلك المحال و الدماء و الريش و بقايا الدواجن التي تلقى في الشارع للقطط و الكلاب.
وحذر رئيس الوحدة البيطرية في أدارة سنورس والقيادي فى حزب "الوفد" الدكتور أحمد برعي, من خطورة تواجد طائر أبو قردان الذي هجر الأراضي الزراعية و أنتشر بطريقة غريبة حول أكوام القمامة في المدينة, وأصبح ينافس القطط و الكلاب الضالة في التهام بقايا المخلفات الملقاة في وسط مدينة سنورس أمام شبكة الكهرباء.
وأضاف أن بعض، أصحاب محال بيع الدواجن وربات المنازل يتخلصون من الطيورالنافقة بسبب مرضها أو سوء التخزين بسبب الحرارة, بالقاءها بنفس الطريقة في الشارع , مما ينتج عنها روائح كريهة تؤذى الجميع و تلتهما الكلاب و القطط و أبو قردان الذي سكن المناطق القريبة من أكوام القمامة و يمر إلى جوارها الأطفال, و يعبث بها نابشي القمامة الباحثين عن الكرتون و الأوراق و البلاستيك و سط أكوام القمامة, و طالب بضرورة التنسيق بين مفتشي الصحة في المركز و المسؤولين عن التراخيص في الوحدة المحلية في مركز و مدينة سنورس , و إدارة الأمن الصناعي في مديرية القوى العاملة لوضع حدًا للمخالفات التي تهدد صحة أبناء المدينة بسبب التأخير في رفع المخالفات.
و أكّد أستاذ في كلية الزراعة في جامعة الفيوم الدكتور سعد عبد الوهاب، الأستاذ، أن من الخطورة القاء مخلفات محلات الدواجن و الطيور النافقة في الشوارع, وإن ظهور طائر أبو قردان في شوارع المدينة بهذا الشكل يدعو للخطورة , مشيرًا إلى أن وزارة الدولة لشؤون البيئة العام الماضي أعلنت حالة الطوارئ بين صفوف فرقها في الفيوم, و أرسلت فرق بيطرية متخصصة للحصول على عينات من طائر مهاجر نفق في فصل الشتاء الماضي و عثر عليه في منطقة قارون السياحية خشية أن يكون قد أصيب بالمرض, و يخشى أن ينتشر المرض بين طيور الفيوم عن طريق التهام أحشاءه من بعض الطيور أو الحيوانات .
و كشف مدرس في التربية والتعليم الأستاذ محمد رزق, عن أن على الوحدة الملحية في سنورس تحمل المسؤولية ومراجعة تراخيص المحلات و توفيق أوضاع المخالف منها, مشيرًا أن سويقة الوحدة المحلية في المدينة مخصصة لبيع الخضر و الفاكهة و البعض لنشاط ذبح و تنظيف الدواجن بمخالفة العقود مع الوحدة و رغم ذلك غضت إدارة التراخيص في الوحدة الطرف عنها عمدًا, بل و تقاعست عن استلام مخلفاتهم من الريش و بقايا الدجاج مما إضطرهم لالقائها في الشارع , و تسائل عن من يحمي الإهمال و يساند المتقاعسين.
دعا وكيل وزارة الصحة في المحافظة الدكتور مدحت شكري, إلى اجتماع عاجل لمراجعة أقسام العزل للأمراض الوبائية للتعرف على القصور, و طالب الأطباء بإعداد تقرير عنها لحل مشاكله, في وقت سابق، وأوصى بالتأكد من توفير كافة مستلزمات مكافحة العدوى في المستشفيات والوحدات وأماكن تقديم الخدمة مع تقديم بيان أسبوعي للمديرية, وإعادة تدريب فرق مكافحة العدوى في المستشفيات والإدارات والوحدات وكذلك التمريض المسؤولة عن حالات اشتباه أنفلونزا الطيور, و تطبيق الاحتياطات والاشتراطات الصحية عند التعامل مع الحالات المشتبه فيها , و رفع درجة الاستعداد في المعامل المركزية في المديرية ومعامل المستشفيات والمعامل الفرعية وضرورة التأكيد على توافر جميع المستلزمات وخاصة توافر الماسحات وإعادة تدريب العاملين و التنبيه على فنيين الأشعة والأطباء بطلب الإشاعات اللازمة لأي حالة مشتبه فيها وإرسال بيان بالحالات المشتبه بها يوميًا مع تحرى الدقة في نوع الاشتباه والتاريخ المرضي للحالة مع إرسال تحديد نوع الاشتباه سواء كان أنفلونزا الطيور مع الالتزام بإرسال العينات إلى المعامل المركزية في القاهرة مع النموذج المخصص لذلك .
أرسل تعليقك