توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يصنعن الجمال لنساء المجتمعات المخملية ونجمات الفن بأياد بائسة

عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة

زيوت الأركان في المغرب
حاحا - سعيد بونوار

تعاني عاملات زيوت الأركان في المغرب من الفقر وسوء أحوال المعيشة، رغم أن أميرات ونساء المجتمعات المخملية ونجمات الفن والتلفزيون وعارضات أزياء وملكات جمال يُسارعن إلى الاستفادة من زيوت الأركان التي باتت من أهم مكونات صناعة الجمال والنضارة. ولا تملك هذه الفئة ذهبًا، ولا تخفي أراضيهن بترولاً، ومع ذلك هن نساء ثريات بمنطق الاستغلال وفقيرات بسلطة الاحتكار، يصنعن بأناملهن عروش الجمال والصحة، ويقدمن على أطباق خشبية أكاليل الثروة لمؤسسات عالمية لا ترى غير رميهن بالقليل من المال نظير ساعات شقاء في أرض جرداء تمنح ثمار الأركان التي باتت أغلى منتج طبيعي للجمال والصحة في العالم.
وتلهث نساء الطبقة الراقية، وراء حلم الصحة والجمال التي توفرها زيوت الأركان، ويدفعن الأموال الطائلة نظير التمتع بصحة طبيعية تنأى عن المكونات الكيميائية، ولا يعرفن أن وراء زيوت الأركان ومستخلصاتها نساء بئيسات يعانين في صمت، وغير مدركات أن ما تنتجه أياديهن يُباع بالملايين.
وفور أن تغادر مدينة آسفي في اتجاه أغادير، وهي المنطقة المسماة بـ"حاحا"، تتراءى أمامك أشجار تبدو كما لو أنها غريبة في الشكل، وإذا كانت ظروف الحياة قد دفعتك إلى أن تتعرف على طبيعة بلدان في القارات الخمس، فإنك لن تجد مثيلاً لهذه الأشجار إلا في أرض المغرب، إنها شجرة الأركان التي شاءت الأقدار الربانية ألا تنبت إلا في المغرب، وهي نبات اسمه العلمي Argania spinosa، وتستعمل زيوته بطريقة خاصة في أغراض التغذية والتجميل وبعض العلاجات الطبية، وتصنف كأغلى الزيوت في العالم.
وقد سارعت كبريات الشركات إلى بناء وحدات صناعية مصغرة لشراء الزيوت المستخلصة وتصديرها إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وإعادة وضعها في قارورات مزينة وطرحها للبيع، حيث تحقق مداخيل خيالية بالنظر إلى غناها، فمنها ما يقدم على أساس زيوت عطرية للنضارة ومحاربة التجاعيد وتقوية الشعر، وأخرى للصحة وامتلاك أوزان، والغريب أن بقايا ثمار النبتة تذهب إلى صناعة الأعلاف للماشية، ذلك أن أكبر المختبرات الطبية في العالم لا تكف عن طرح دراسات موثقة تؤكد غنى هذا المنتج الطبيعي.
ودفعت الأقدار نساء الأركان الأميات إلى دخول هذه الوحدات لإعالة أسرهن، والعمل لساعات على تكسير نوى شجرة الأركان لفصل النواة عن القشور، وقليها بطرق تقليدية، ثم طحنها باعتماد رحى عتيقة لاستخلاص الزيوت، تأتي العملية بعد ساعات أخرى يمضينها في جني ثمار الأركان، فيما تتطلب الدورة العملية قوة بدنية وتركيزًا والجلوس على الأرض لساعات، والنتيجة أجرة يومية لا تتعدى الـ20درهمًا مغربيًا يوميًا ( ما يعادل حوالي دولارين).
وتروي المغربية عائشة، لـ"العرب اليوم" معاناتها قائلة، "لنتمكن من مواجهة أعباء الحياة، نعمل في إطار أسرة، إذ نتولى القيام بكل محطات استخراج الزيوت، فالأم تتولى طحن الرحى لإكتسابها التجربة منذ عقود، وأخواتي الصغيرات يقمن بفصل النواة عن القشرة، وأنا أتولى قلي النواة في الفرن التقليدي، مسار شاق يبدأ من طلوع الفجر وحتى المغرب، وعلينا الانتهاء من الكميات المرصودة لنا في الوقت المحدد".
وتقول فاطنة (متزوجة وأم لأربعة أطفال)، "نحن في منطقة لا زرع فيها، وزوجي عاطل عن العمل، وبالكاد يتولى رعي الماعز الذي نملكه، وأجد نفسي في هذه الظروف المعيشية الصعبة مدعوة إلى التكفل بأمور البيت، وأنا أعمل يوميًا في وحدات إنتاج زيوت الأركان، أعاني من آلام الظهر ومن الروماتيزم بفعل الجلوس لمدة طويلة على الأرض الباردة"، في حين تضيف امباركة، "نحن ممنوعات من العطلات، ومن أي حقوق تشغيل يمكن أن تتصورها، ومحرومات أيضًا من طلب يوم إجازة، فعدم العمل معناه فقدان المهنة".
وتدرك نساء الأركان أنهن يقدمن منتجًا طبيعيًا يزداد الإقبال عليه يومًا بعد يوم، ويجهلن أن غالي الثمن، ومع ذلك فلا يصل إليهن إلا فتات، أشبه بقطعة خبز جاف

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon