توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيما أكد باحثون أن الظاهرة نوع من الاحتفال بانتصار وهمي

أفراح الطلاق المغربية تفوق في الإنفاق ما تشهده أعراس الزفاف العادية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أفراح الطلاق المغربية تفوق في الإنفاق ما تشهده أعراس الزفاف العادية

كعكة للاحتفال بالطلاق
الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

تروي النساء المغربيات قصصًا مثيرة في صالونات الرباط المخملية، وفي "مراكز التجميل" الراقية في الدار البيضاء أو فاس أو طنجة أو مراكش، وحتى في حمامات النساء الشعبية، عن أفراح الطلاق، وعن مآدب الاحتفال بفك رباط الزوجية، بل إن نجوم غناء شعبي كبار فوجئوا بالغناء في حفلات طلاق، وأجمعوا على أن بعضها يفوق في "الإنفاق" ما شاهدوه في أعراس الزفاف العادية.فتلك الحكايات المغربية مع أفراح الطلاق  لا تسمعها غير  أغصان الأشجار الرابضة أمام مبنى محكمة الأسرة، ولا يعايشها عن كثب غير رجال الشرطة المنزوين في زاوية، والمستعدين للتدخل كلما اشتد الخلاف بين زوج وزوجة تهدد زوجها بعرس طلاق "أسطوري" حال إعلان القاضي عن القطيعة..مفارقات يومية يعيشها الزقاق "التاريخي" الحبوس  حيث تنتصب المحكمة والمشهور أيضا ببيع فساتين وملابس الزفاف، إذ تنتصب "حوانيت" شاهدة على بداية حلوة بنهاية مرة عنوانها "الطلاق". هذا و  تُطلق الزوجة "زغرودة" طويلة يسمع صداها خارج قاعة المحكمة، تتعالى أصوات وجلبة، أجواء فرح لا يوقف تداعياتها إلا طرقات  القاضي على الطاولة وهو يحذر:"أنتم في محكمة وليس في عرس"، فتلك الكلمات كافية لتدخل رجلي أمن في المحكمة الاجتماعية  في الدار البيضاء لتفريق جموع المسرورين بحكم القاضي بعد أسابيع من الذهاب والإياب، وبعد سنوات من عذاب عنوانه البارز "صراع الأزواج"، فيما لا يتعلق الأمر بخلاف بشأن إرث أو ثروة أو موقف، وإنما بأبغض ما لا يحب الخالق أن يراه. هذا و كان الطلاق حتى وقت قريب وقبل أن تهب رياح المساواة بين المرأة والرجل بالمنظور الغربي،  أشبه بموت أول للمرأة العربية والمسلمة عمومًا،  كانت أيام المطلقة العائدة على بيت أسرتها أو المستقلة بذاتها، رديفة إقامة في سجن مفتوح على سوق شعبي كبير..كل عابر يقول كلمته "القاتلة" ويمضي، كانت الزوجة تقبل أن تسمع نبأ وفاة والدها على أن تسمع "أنت طالق"..اليوم تغير كل شيء، وبات الطلاق بداية أفراح بـ"زفة" و"زغاريد" و"عزومة" وهدايا وغناء.  فيما أصبح ظاهرة جديدة أمست حديث النساء في المغرب، وتحولت إلى أشبه بعادة غريبة، وغرابتها تبدأ في اللحظة التي تصلك فيها دعوة إلى "فرح الطلاق" في فندق كذا أو قاعة أفراح كذا، والمناسبة الاحتفال بانفصام عرى رباط الزوجية. وتجلس العروس على "كوشة" لوحدها تمد يديها ورجليها لـ"النقاشة" (الحناء)، و بطقوس الزفاف ذاته، وعلى أنغام "هذه ساعة مبروكة يا لالة" التي تطلقها الفرقة، وتوزع ابتسامتها في وجوه الحاضرات، وهي ترد على كل تهنئة بالطلاق بأجمل منها: "العقبى ليك أختي". حتى أن أسر غنية وأخرى فقيرة باتت تصر فيها المرأة في تحد سافر للأعراف والتقاليد على أن تحتفي بطلاقها، وكأنها تعلن ميلاد حياة جديدة ستحررها من ربقة زوج ظل جاثما على صدرها بصراخه أو عنفه أو لا مبالاته أو بخله أو عجزه أو خيانته، نساء مطلقات أخريات قررن الاحتفال بالطلاق في محاولة لمواصلة مسلسل شد الحبل مع الزوج أو أسرته، وكأنها ترسل صواريخ "غيض" لتدمير رفيقها وعائلته بعد أن تكون قد حصلت على حضانة الأبناء والشقة وتقسيم الممتلكات، وضمنت النفقة وما إلى ذلك من الحقوق.. ليبقى الزوج الخاسر الأكبر في "عقد" بدأ بالصداق وانتهى بعدم التصديق بوقائع ما جرى طيلة أشهر أو سنوات. ومن جانبها تقول الباحثة الاجتماعية زكية العماري لـ"مصر اليوم":" الظاهرة واقعية، ويبدو أنها نوع من الاحتفال بانتصار وهمي في معركة الزواج غير القائم على المودة والاحترام والحوار، المطلقة تحاول أن تنتقم من ماض تراه أليما، وتسعى إلى بعث رسائل تعلن فيها أن حياتها ستكون أسعد دون زوج، وهي مفارقة غريبة". وتعتبر ظاهرة الاحتفاء بالمرأة المطلقة  لها جذور تاريخية، لكنها ليست بالصورة "الإنتقامية" الحالية. وتضيف الباحثة العالية ماء العينين:"إن الأسر الصحراوية سواء في المغرب أو موريتانيا أو غيرها المرأة المطلقة بالزغاريد والأفراح، وتصفه بأنه:"تعبير من الأهل عن فرحهم بقدومها، ولتحسيسها بأنها لازالت على الرحب والسعة، هذا تصرف لا يخلو من تحضر لأنه يراعي الحالة النفسية للمطلقة في وقت تكون فيه أحوج من ذي قبل للإحساس بالرغبة فيها، وإظهار المحبة لها وقد يتعدى الأمر الزغاريد إلى الاحتفال ودق الطبول عندما تكمل المرأة عدتها، وتبرز في كامل زينتها، وللإشارة، فإن حظوظها في الزواج لا تقل عن اللواتي لم يتزوجن بعد حتى ولو كانت أما".  يقولون "على قدر حب المرأة يكون انتقامها"، والفرح بالطلاق ما هو إلا شرارة تشعلها المرأة لإضاءة جوانب من حياة تراها لم تنصفها.  

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفراح الطلاق المغربية تفوق في الإنفاق ما تشهده أعراس الزفاف العادية أفراح الطلاق المغربية تفوق في الإنفاق ما تشهده أعراس الزفاف العادية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفراح الطلاق المغربية تفوق في الإنفاق ما تشهده أعراس الزفاف العادية أفراح الطلاق المغربية تفوق في الإنفاق ما تشهده أعراس الزفاف العادية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon