توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

​بعد أن دمَّره الزلزال عام 2015 وحصد أرواح 9 آلاف شخص

المرأة في نيبال تبني بيتها بيدها وتخرج إلى سوق العمل لتُنافس الرجال

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المرأة في نيبال تبني بيتها بيدها وتخرج إلى سوق العمل لتُنافس الرجال

المرأة في نيبال تبني بيتها بيدها
لندن-مصراليوم

تعيش فولساني تامانغ في ملجأ مؤقت على منحدرات شرقي نيبال المُدرَّجة بعد أن دُمِّر منزلها في زلزال عام 2015، الذي حصد أرواح ما يقرب من 9 آلاف شخص، وترك مئات الآلاف مُشرَّدين، وفي قرار ثوري قررت أن تبني بيتها بيدها، فالزوج يعمل في السعودية.

وعندما بدأت، مثل كثيرات العمل في البناء، كان الرجال يسخرون منهن، تحكي فلساني لصحيفة The Guardian البريطانية أن الرجال كانوا يقولون لهنك "أنتنَّ نساء، ولا يمكنكن فعل الأمر، ولا ينبغي".

لكن بعد 12 شهرا، وبعد نجاحها في بناء 8 منازل، تغيَّرت الأمور.. "الآن يسير الرجال في الجوار صامتين حين يروننا نعمل. ولا يجرأون على إلقاء أي تعليقاتٍ سلبية".

هنا بدأت الخطوة الثورية في قرى نيبال

حين وقعت الكارثة، كان زوج فولساني يعمل في السعودية، شأنه في ذلك شأن الكثيرين من أبناء نيبال، بينما كان رجال قريتها مشغولين في إعادة بناء منازلهم، لدرجة يصعب معها أن يساعدوها في إعادة بناء منزلها.
"في ذلك الوقت، كان من الصعب حتى العثور على أحدهم ليبني حظيرة للأبقار، وكان الأمر مُحبِطا للغاية"، لذا قرَّرت فولساني أن تبني منزلاً بنفسها، فالتحقت هي وتسع نساء أخريات في بالو واباتي -وهي قرية تبعد بضع ساعات بالسيارة خارج العاصمة النيبالية كاتماندو- بدورةٍ تدريبية ليتعلمن فنون البناء.. كانت تلك خطوةً ثورية في ريف نيبال التقليدي للغاية، وكان رد فعل الرجال في القرية متوقعا.

أعاقت الاضطرابات السياسية والعوائق البيروقراطية، بجانب نقص البنَّائين المُدرَّبين، جهود نيبال للتعافي من زلزال 2015، الذي دمَّر أكثر من نصف مليون منزل.
وقامت وكالة هيلفيتاس السويسرية للتنمية بتمويلٍ من وزارة التنمية الدولية البريطانية بتدريب 6500 بنَّاء، ثلثهم من النساء.

تقول كريتي بوجو، إحدى مسؤولي البرامج بوكالة هيلفيتاس إن "التدريب مَنَحَ هؤلاء النسوة ثقةً أكبر بكثير. إنَّهن الآن يؤمنَّ بأنَّهنَّ قادرات على ممارسة أي نوع من العمل، وليس فقط بناء المنازل. وأصبح لديهن دخلٌ أكبر، ينفقنه غالباً على تعليم أطفالهن، ولم يعدن معتمداتٍ على أزواجهن".

تَلقِّى نحو 54 ألف شخص في مختلف أنحاء البلاد تدريبا كبنَّائين، عبر برامج حكومية وغير حكومية، كجزءٍ من جهود نيبال للتعافي من الزلزال، تشكل النساء 10% فقط من هؤلاء.
وكشفت دراسة حديثة لمنصة Housing Recovery and Reconstruction، وهي منتدى عام لكل الهيئات المعنية بإعادة الإعمار بعد الزلزال، أنَّ النصف فقط من بين النساء اللاتي تحدَّث القائمون بالدراسة معهن وتدرَّبن كعاملات بناء يعملن في تلك المهنة.

تقول سيوبهان كينيدي، المستشارة بالمنصة: "بعض النساء اللاتي خضعن للتدريب كانت لديهن تجربة إيجابية، لكنَّ كثيرات منهن لا يجدن عملاً. والبعض لا يُمنَحن الثقة للقيام بالعمل، وأخريات يحصلن على أجور أقل من الرجال".

على طول المنحدرات المُدرَّجة شديدة الانحدار في بالو واباتي، تقف بقايا المنازل الحجرية التقليدية المُتصدِّعة إلى جانب ملاجئ الزلزال المؤقتة، التي تم بناؤها من الخيزران والألواح المعدنية. وتوجد بينها منازل جديدة من الطوب مقاوِمة للزلازل؛ بعضها لا يزال في مرحلة التأسيس، والبعض الآخر اكتمل بناؤه.

أحد المباني الجديدة، يحتل المكانة الأبرز، هو مبنى إداري مُؤلَّف من طابقين بُني على يد نساء، من بينهن رانجانا تامانغ.

تقول رانجانا: "شكا بعض الناس من أنَّ هذا المبنى سيستغرق من النساء شهرين لبنائه، لكنَّنا أنجزناه في شهرٍ واحد. يعترف الناس أنَّنا مؤهلاتٌ الآن، حتى لو لم يكيلوا لنا المديح".
تكسب رانجانا دخلاً لأول مرة من عملها في البناء، يصل إلى نحو 8.4 دولارات يوميا، وتقول: "اعتدتُ أن أكون مُعتمِدةً تماماً على أموال زوجي، لكن الآن يمكنني المساهمة في نفقات الأطفال. يمكنني الوقوف على قدميّ".

أما شارميلا تامانغ، وهي مُقاوِلة تُشرِف على بناء 12 منزلاً، وثلاثة منازل أخرى قيد العمل، فتقول: "أتعامل مع العمل الذي تعاقدتُ عليه كما لو أنَّني أبني منزلي الخاص. يرى الناس الآن أننا نعمل بجِد. وأصبحنا نحن النساء الخيار الأول عند بناء المنازل في القرية".

لكن بعض الرجال غير مقتنعين بكفاءة المرأة البنّاءة

ومثل الكثير من القرى في مختلف أنحاء نيبال، تعاني بالو واباتي نقصاً في الرجال. فالعشرات غادروا للعثور على عمل في كاتماندو أو بالخارج، لكنَّ شارميلا تقول إنَّ هذا ليس السبب الرئيسي الذي جعل النساء يتحولن إلى البناء. "الرجال لا يحبون القيام بالعمل الشاق. فبناء المنازل أمرٌ صعب. لذا، لم يرغبوا في خوض ذلك التدريب. الرجال أيضاً قد يشربون الكحوليات ويخلقون المشكلات، لكنَّ النساء يعملن معاً جيداً".

ورغم العمل الشاق في البناء، لكن في أماكن مثل بالو واباتي، لا يزال يُتوقَّع من النساء البنَّاءات أن يواصلن أعمالهن التقليدية؛ كالأعمال المنزلية، والزراعة، ورعاية الأطفال. ولكن شارميلا علقت على ذلك كأي رائدة أعمال: "إن لم يكن لدي وقتٌ للأعمال المنزلية، سأدفع لامرأة أخرى مبلغاً صغيراً كي تقوم بها من أجلي".

لكنَّ بعض الرجال لا يزالون غير مقتنعين. يقول جيان تامانغ، وهو نجارٌ محلي: "لا يزال هؤلاء النسوة يتعلمن. وعملهن ليس على مستوى مهني. لن أستعين إلا بالرجال".

لا تبالي رانجانا تامانغ بهذه التعليقات. وتقول: "نواجه هذه التحديات في كل يومٍ من حياتنا. لذا لا نقلق بشأنها، بل نتجاهلها ونمضي قُدُماً".​

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة في نيبال تبني بيتها بيدها وتخرج إلى سوق العمل لتُنافس الرجال المرأة في نيبال تبني بيتها بيدها وتخرج إلى سوق العمل لتُنافس الرجال



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة في نيبال تبني بيتها بيدها وتخرج إلى سوق العمل لتُنافس الرجال المرأة في نيبال تبني بيتها بيدها وتخرج إلى سوق العمل لتُنافس الرجال



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon