توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على الرغم من العوائق التي تواجهها وأبنائها

المدن السورية تواجه ظاهرة النساء من المقاتلين الأجانب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المدن السورية تواجه ظاهرة النساء من المقاتلين الأجانب

زواج بعض النساء السوريات بأجنبي
دمشق ـ مصر اليوم

غزت ظاهرة جديدة بعض المدن السورية، وهي زواج بعض النساء السوريات بأجنبي، بعد قدومه إلى البلاد من أجل القتال ضد قوات نظام بشار الأسد، في الوقت الذي يمثل فيه هذا الأمر عائقًا كبيرًا لها ولأبنائها؛ بسبب القوانين الموجودة.

وسلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على هذه الظاهرة، والتقت بعض النساء اللاتي خضن هذه التجربة، في تقرير لها الأربعاء 21 مارس/آذار 2018.

وقالت سيدة للصحيفة البريطانية "تزوجتُ مقاتلًا أجنبيًا من جزر المالديف في عام 2016، وقُتل في الاشتباكات ضد قوات النظام في العام نفسه، أصبحتُ حاملًا من هذا الرجل، وأنجبتُ بعد 3 أشهر من وفاته".

وكان شعور هذه المرأة، التي تبلغ من العمر 30 عاماً، وهي من مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب السورية، بعدم الأمان هو الذي دفعها إلى الزواج.

وقالت "قُتل والديّ في غارة جوية من قِبل النظام. ونتيجةً لذلك، استمررت في الانتقال بين منازل إخوتي الخمسة المتزوجين، ولكنَّ معظم الوقت الذي قضيته كان في منزل أخي الأكبر. لم أكن أشعر بالراحة؛ بسبب عدم الاستقرار، وكنتُ أشعر بأنَّني امرأة عالة. فقررتُ أن أتزوج"، وفقًا إلى الصحيفة البريطانية.

وتُعد القصص مثل هذه شائعةً في أجزاءٍ من سوريا؛ ولكن حملةً شعبية تُسمى "من هو زوجك؟"، تهدف إلى ردع النساء السوريات عن إقامة علاقات مع المقاتلين الأجانب، ومحاولة تثقيف العامة من خلال الملصقات والكتابة على الجدران حول التحديات التي تواجهها هؤلاء النساء وأطفالهن.

واستُقطِبَ مقاتلون أجانب إلى سوريا منذ بداية النزاع، على أمل الانضمام إلى الجماعات الجهادية التي أصبحت بارزةً هناك، وبعضها مُنتسب إلى تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش"، وفقًا للصحيفة البريطانية.

أعباء يعانينها

ويتحمل النساء اللاتي يتزوجن هؤلاء المقاتلين العديد من الأعباء؛ إذ لا تستطيع السورية نقل جنسيتها إلى زوجها، في حين أنَّ المرأة الأجنبية يمكن أن تصبح مواطنة سورية إذا تزوجت رجلًا سوريًّا، وفقًا إلى "الغارديان".

وتنتقل الجنسية السورية إلى الأبناء من خلال الأب، فحتى لو كان الطفل مولودًا لأمٍ سورية وأبٍ أجنبي ولم يعش في أي مكان آخر غير سوريا، فلا يحق له التمتع بالحقوق والامتيازات التي تُمنح للمواطنين السوريين، وكانت هناك جهود لتغيير القانون، ولكنَّها في الوقت الحالي لا تزال كما هي.

وهناك أيضًا وصمة العار المرتبطة بزوجات وأرامل الجهاديين غير السوريين؛ إذ يقول عاصم زيدان، مؤسس حملة "من هو زوجك؟"، للصحيفة البريطانية: "هؤلاء المقاتلون الأجانب الذين يُقتلون، أو يختفون، أو يهربون، يتركون وراءهم أطفالهم وزوجاتهم، وهذا يؤثر عليهم بشدة. تتأثر حياتهم الاجتماعية".

وتدعم المرأة من مدينة معرة النعمان -التي طلبت عدم استخدام اسمها؛ خوفًا على سلامتها من العقاب الاجتماعي- هذا الادعاء؛ إذ تقول "اعتادت الفتيات قول "كيف قبلتِ أن تتزوجي من هذا الشخص؟ كنتِ ستجدين شخصاً أفضل منه وأكثر جمالًا".

وتابعت "كان أقاربي أيضاً ضد هذا الزواج؛ لأنَّه -في رأيهم- كان شخصاً غريباً وليس لديهم أي فكرة عن ماضيه، والأهم من ذلك أنَّه كان عضواً في هيئة تحرير الشام".

ويضم ائتلاف هيئة تحرير الشام، عدة تنظيمات، من بينها "جبهة النصرة"، التي كانت في السابق مرتبطة بتنظيم القاعدة.

لماذا تتزوج السوريات بالمقاتلين الأجانب؟

وذكرت صحيفة "الغارديان"، أسباب الزواج بالمقاتلين الأجانب، حيث أكدت أنها  مختلفة ومتنوعة؛ بعض النساء يشعرن بأنَّه ليس لديهن خيارات أخرى، وهناك أخريات مُتحمسات للزواج بشخص يرونه شجاعًا وبطلًا.

وتحاول حملة "من هو زوجك؟" مساعدة النساء السوريات في إدلب ومنطقة حلب في سوريا على فهم المخاطر.

ويقول زيدان للصحيفة البريطانية، إنَّه منذ بدء الحملة في ديسمبر/ كانون الأول 2017، سجَّل فريقهم، المكوَّن من 150 متطوعاً، 1735 امرأةً في إدلب وغرب حلب متزوجات بمُقاتلين أجانب، وكان لدى 1124 امرأةً من هؤلاء النساء من أزواجهم الأجانب 1826 طفلاً.

وقال أحد المتطوعين - طلب عدم الكشف عن اسمه؛ بسبب الخوف من عقاب هيئة تحرير الشام "إنَّ الفريق يأمل وقف هذه الظاهرة، ولكنَّهم واجهوا تهديداتٍ من المجموعة"، وأضاف المتطوع "حاولت هيئة تحرير الشام تتبُّع فريق العمل؛ لمعرفة هويته الحقيقية"، وقام بعض المقاتلين الأجانب بإزالة الملصقات ثم مزقوها في مدينة أريحا.

هدف آخر للحملة

وتهدف الحملة أيضًا إلى مساعدة الأطفال الذين يُولدون من هذه الزيجات، في الحصول على اعتراف المجالس المحلية. ففي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، تُشكل هذه المجالس الوسيلة الوحيدة التي يمكن للأطفال من خلالها الحصول على وثائق رسمية لتلقي اللقاحات والتسجيل في المدرسة.

ويقول عبد الرحيم حمادي، هو رئيس المجلس المحلي بقرية كفرومة في إدلب، إلى الصحيفة البريطانية "إنَّه في حين يشجع معظم الناس في مدينته أقاربهم من النساء على الزواج بالمقاتلين الأجانب، فإنَّ مخاوفهم على الأغلب تتعلق بالمستقبل القريب، مثل خطر وفاة الزوج في أثناء القتال. ويقول عبد الرحيم: "نصائحهم لا تتعلق بالمستقبل، مثل حقوق الأطفال وجنسياتهم".

وتقول فاطمة الأبرش التي تعمل في مركز "مزايا"، وهو مركز للنساء يدير أيضاً ببرامج للأطفال، إنَّ هناك عواقب أخرى أيضاً.

وتوضح فاطمة "العديد من المقاتلين الأجانب لا يسمحون لأطفالهم بالاندماج مع الأطفال الآخرين في المجتمع، حتى إنَّهم يمنعونهم من الذهاب إلى المدارس العامة؛ لأنَّهم يعتبرون أنَّ هذه المدارس علمانية. لذلك، يُرسلون أطفالهم إلى المؤسسات الإسلامية التي أسستها هيئة تحرير الشام، بدلاً من ذلك. وهذا الأمر يخلق صدعاً اجتماعياً ضخماً لدى الأطفال"، بحسب الصحيفة البريطانية.

ويقول زيدان إنَّ امرأتين على الأقل، رفضتا حتى الآن الزواج بمقاتلين أجانب، وأضاف "واجبنا حل هذه المشكلة. وعلينا تحمُّل المسؤولية".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدن السورية تواجه ظاهرة النساء من المقاتلين الأجانب المدن السورية تواجه ظاهرة النساء من المقاتلين الأجانب



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدن السورية تواجه ظاهرة النساء من المقاتلين الأجانب المدن السورية تواجه ظاهرة النساء من المقاتلين الأجانب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon