توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ظاهرة انتقلت إلى الجامعة ولم تعد مقصورة على المدارس

الدروس الخصوصية تلتهم 15 مليار جنيه سنويًا من دخل الأسر المصرية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الدروس الخصوصية تلتهم 15 مليار جنيه سنويًا من دخل الأسر المصرية

جامعة القاهرة
القاهرة – حسن أحمد جمعة

أوضح أستاذ الفلسفة الإسلامية وعلم الأخلاق في جامعة القاهرة الدكتورحامد طاهر، أن ظاهرة الدروس الخصوصية هي مسؤولية ثلاثة عناصر: الأول هو المدرس الذي لم يستطع توصيل المعلومة بصورة واضحة وسهلة للتلاميذ، والثاني هو التلميذ الذي لم يفهم جيدًا، ويطالب ولي أمره بمساعدته بدرس خصوصي، أما العنصر الثالث فهو ولي الأمر الذي يستجيب لرغبة الأبن أو الابنة ويتحمل نفقات الدروس الخصوصية.

وأشار مدرس في المرحلة الإعدادية - رفض ذكر اسمه – إلى أنه يشعر بالخجل هو وزملاؤه لأنهم يعطون دروسًا خصوصية، وبالتالي فهم من بين هؤلاء الذين يبتلعون 15 مليار جنيه سنويًا من دخل الأسرة المصرية، مضيفًا أن المشكلة تكمن في عدم تقدير دور المدرس وعدم مكافأته بشكل يتناسب مع متطلبات الحياة المعاصرة، مشيرًا إلى أن المدرس المصري عندما يسافر للخارج يكون عملة نادرة ويأخذ المقابل المادي الجيد.

وطالب المدرس بالاعتماد على الكفاءة عند ترقية المدرسين واختيار مديري ووكلاء المدارس - لأن عليهم عبء كبير في مسألة الدروس الخصوصية - وعدم التقيد بعدد سنوات الخبرة. وأضاف أنه يصاب الكثير من المدرسين بالإكتئاب الناتج عن إحساسهم بعدم مراعاة الضمير خلال عملهم في المدرسة لدفع الطلاب لأخذ دروس خصوصية؛ فيشعرون بالتقصير في تأدية الأمانة التي حملوها عند تعيينهم.

كما يعاني مدرسو الدروس الخصوصية من حياة أسرية مرتبكة، ذلك لأنهم يغيبون عن منازلهم أغلب ساعات اليوم، ولا يعودون إلا عند النوم؛ ففي الصباح المدرسة، ثم الدروس الخصوصية كل ساعات النهار وأغلب ساعات المساء!

وقالت م .س الطالبة بالصف الثاني الإعدادي " إن تفكير أهلها في دروس الثانوية العامة والإستعداد لها بدأ رغم أنها لم تدخل المرحلة الثانوية بعد، مشيرةً إلى أن والدها اقترض لسد احتياجات مراكز الدروس الخصوصية من أجل شقيقتها التي كانت طالبة في المرحلة الثانوية منذ عامين، فضلًا عن مصروفات أخرى زادت من حجم المعاناة تمثلت في الكتب الخارجية"، وأضافت أنها حاولت الإطلاع على بوابة التعليم الإلكتروني، لكنها اكتشفت أن الموقع لا يفتح في أحيان كثيرة وأن به مشاكل فنية حيث " أنه يهنج"، كما أن الأسئلة سهلة بشكل لا يحدث في الامتحانات.

وأفاد أ.ن طالب بالصف الثالث الثانوي "إن حجز الدروس الخصوصية يبدأ من منتصف إجازة الصيف أو بعد إعلان نتيجة الثانوية مباشرة، نظرًا للزحام الشديد عليها مع بداية شهر أغسطس"، مضيفًا أن بعض المراكز الخاصة تتبع أفكار " نيولوك "، حيث يمكن للطالب الآن اختيار المدرس والمجموعة التي يرغب الحضور معها و الميعاد المناسب له.

وأوضحت ف.ش الطالبة بالمرحلة الثانوية "أنها في حاجة إلى كل درجة، لذلك يجب عدم الاستهانة أو الاستخفاف بالأمر، مشيرةً إلى أن المذاكرة من موقع إلكتروني حكومي غير مأمونة تمامًا لأن بمعظم المواقع الحكومية مشاكل فنية ولا تفتح بسهولة ولا يتم تحديثها بشكل مستمر، لذا لا يمكن الإعتماد عليها، كما أن الدرس الخصوصي يتيح للطالب متابعة مستواه الدراسي بالإختبارات المستمرة وحل الامتحانات مع المدرس والنقاش وإعادة الشرح والسؤال عن الأشياء غير المفهومة، وهذا كله غير متاح في المواقع الإلكترونية "

واشتكى بعض الأولياء أيضًا من تصرفات بعض الأساتذة بالمؤسسات التربوية، الذين يستفزون ويبتزون التلاميذ لحثهم علي تلقي دروس خصوصية عندهم، عقب التحجج لأتفه الأسباب كي لا يقدموا الشروحات في الأقسام، على أن يكون الشرح جيدًا وكاملًا في منازلهم.

ويؤكد أولياء التلاميذ لـ "مصر اليوم "، أنهم مجبورون على الإنصياع لهذا النوع من الأساتذة على الرغم من أنها تقتطع من ميزانية الأسرة حوالي 1000جنيه شهريًا، وذلك خوفًا على مستقبل أولادهم من الضياع لأنه في حال الاحتجاج على الفعل الحاصل، سيكون هناك ما لا يحمد عقباه.

أما أ.ح المقيم بالقاهرة فقد أكد أن ظاهرة الدروس الخصوصية لم تعد مقصورة على المدارس، بل انتقلت إلى الجامعة وأصبحت تكاليفها أعلى، فبمجرد أن حصل نجله على الثانوية العامة التي كانت تستقطع 2000 جنيه للدروس شهريًا ودخل كلية الهندسة فوجئ بظاهرة الدروس تلاحقه أيضًا في الجامعة، فالمحاضرة في أحد المراكز يبلغ سعرها 100 جنيه وأخرى سعرها 200 جنيه وهو ما زاد من معاناة الأسرة مع الدروس الخصوصية.

وأشار أحد خبراء التربية الدكتور محمود الحضري " إلى أن ظاهرة الدروس الخصوصية حطمت مبدأ تكافؤ الفرص، وزرعت التفرقة بين الطلاب في فترة تعتبر أجمل فترات الحياة بينهم "، واتسمت بالتسابق في الدروس الخصوصية التي يتلقاها الطالب أو الطالبة في المراحل التعليمية المختلفة حتى وصلت إلي الجامعة.

وتتوالي الأزمات داخل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية واحدة بعد الأخرى، فلا تكاد تُحل واحدة حتى نجد مشكلة جديدة تلوح في الأفق داخلها، وتبقى أزمة الدروس الخصوصية هي الشغل الشاغل والحمل الثقيل الذي تعاني منه الأسر المصرية طوال العام الدراسي، رغم التصريحات الكثيرة من المسؤولين بشأن برامج بديلة للقضاء عليها، والكثير من القرارات والإجراءات الرسمية للقضاء عليها مثل تجريمها وإطلاق وزارة التربية والتعليم أخيرًا بوابة التعليم الإلكتروني في خطوة حاولت من خلالها تحسين مستوى التعليم ومحاربة الدروس في آن واحد.

وأصبحت الدروس الخصوصية خلال السنوات الأخيرة ظاهرة روتينية، فقد صار من الطبيعي أن يحصل الطالب على درس خصوصي دون رؤية المعلم أو طريقة أدائه، وأصبح المفهوم السائد أن الطريق للمجموع المرتفع هو الدرس الخصوصي.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدروس الخصوصية تلتهم 15 مليار جنيه سنويًا من دخل الأسر المصرية الدروس الخصوصية تلتهم 15 مليار جنيه سنويًا من دخل الأسر المصرية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدروس الخصوصية تلتهم 15 مليار جنيه سنويًا من دخل الأسر المصرية الدروس الخصوصية تلتهم 15 مليار جنيه سنويًا من دخل الأسر المصرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon