واشنطن ـ يوسف مكي
يترك طلاب المدارس الثانوية بالعادة مع زملائهم هدايا تذكارية صغيرة وقصيرة مثل خربشات حول الذكريات الحلوة، ولكن أحد الطلاب قرر ان يترك هدية بتأثير أكبر وأعمق، فقام فيليب سوسو الذي سيتخرج من الثانوية من مدرسة بوسطن اللاتينية المرموقة الأسبوع المقبل برسم كل زملائه على قطعة من الورق بالفحم.
وأمضى فيليب البالع من العمر 18 عاما عدة أشهر وهو يرسم وجوه زملائه سرًا وفاجئهم الأسبوع الماضي، ومن المثير للاستغراب، فان فيليب لا يعتبر نفسه رساما في المقام الأول، بل يعزف الباريتون والبوق، ويخطط لدراسة علوم الكومبيوتر في الكلية، ولكنه في هذا العام التحق بوحدة الفنون البصرية وقرر أن يأخذ مشروع اضافي.
وأخبر الشاب معلمه ستيفن هاريس انه يريد ان يرسم لوحات لكل زملائه البالغ عددهم 411، وأوضح السيد هاريس " قلت له لا اعتقد أن هذا ممكن يا فيليب" ولكن هذا الفتي الطموح حصل على قائمة بأسماء زملائه المسجلين في المدرسة وبدأ العمل في شباط/فبراير وبدأ برسم صورة لنفسه أولا قبل أن يرسم كل زملائه الأخرين.
وأشار الفتي " اردت فقط أن اعطي زملائي هدية تبقى معهم." وأمضى ساعات وكرس الوقت بعد انتهاء اليوم الدراسي وفي الليل لرسم الصور، وتابع " في وقت ما تعبت وأردت أن أتوقف، وفكرت انهم لن يقدروا عملي لاننا منقسمون." ويقصد بالمنقسمين الانقسام العنصري ففي الآونة الاخيرة تعرضت المدرسة الى قضايا عنصرية ادت الى انقسام الطلاب فيها.
وقدر زملائه جهوده كثيرا وفي 2 و 3 حزيران/يونيو أخذ معه ستة من اصدقائه الى المدرسة وبعد أن دق جرس المغادرة علق على الحائط على طول الممرات وفوق الخزانات في الطابق الاول، وشاهدها الجميع في المدرسة يوم الجمعة.
وتفاجئ العديد من الطلاب الرسومات بدهشة، مما رسم الابتسامة على وجوه الجميع، وقال احد زملاء فيليب " انا عاجز عن الكلام فهذا امر مدهش."
أرسل تعليقك