لندن ـ كاتيا حداد
نجحت أربع مهندسات كيميائيات مواطنات في إنتاج حبر الطابعات من الطحالب بجودة عالية وبأقل تكلفة، ويعتبر هذا المشروع المستدام من المشاريع الصديقة للبيئة، لا سيما أنه يبحث إيجاد طرق بديلة للحبر المستعمل حالياً والذي يعتبر ضاراً بالصحة. ويعزز مشروع كل من شيماء القصاب ووردة الكندي وخولة اليماحي وخديجة اليماحي، فكرة الحفاظ على البيئة، وبعد اختبارات طويلة وبعد مشاركتهن في أسبوع الابتكار، وتحديداً في منتزه الجامعة للعلوم والابتكار عام 2016، قررت المهندسات الأربع تأسيس شركتهن الصغيرة "الطحالب، الحياة"، ليبدأن رحلتهن التي يؤكدن عزمهن على توسيع آفاقها، والاستمرار في توسيعها.
حبر طبيعي
ويقوم المشروع على تحويل الطحالب إلى حبر طبيعي100 % لطابعات الليزر، وذلك للحد من آثار أحبار الطابعات السلبية المستخدمة الْيَوْم، حيث إنها مضرة للبيئة لاحتوائها على الكربون والمواد الكيميائية والبترولية المعالجة، كما ويسبب سرطانات الجلد والكبد والرئة، وغيرها من الأمراض ناهيك عن سعرها المبالغ فيه. وطور الفريق الذي أسس شركة ناشئة من حاضنات الأعمال بمنتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار، باسم "ألجأ لايف"، وهي مواد غير مضرة بالبيئة وصحة الإنسان، كما أنه متجدد ومستدام، ويستغرق استخراجه ساعين بأسعار تنافسية، بحيث لا يستغرق الكثير من الوقت أو المال.
إلى ذلك، قالت خولة اليماحي، إحدى المشاركات في المشروع عن آلية العمل واستخراج الحبر، إنه يتم استخدام أجهزة متطورة في مختبرات الفيزياء والكيمياء والأحياء في الجامعة، وذلك لفحص المواد المستخدمة، وتصنيع وتطوير المنتج، وأخيراً اختبار جودته.
طريقة خاصة
وأشارت اليماحي إلى أن الحبر الطبيعي يستخرج من مكون واحد وأساسي وهو الطحالب، وأضافت: "يعود السبب وراء اختيار الطحالب إلى توافرها بكثرة ونموها السريع في الإمارات، حيث إنها لا تتطلب سوى الماء وإن كان عكراً، وأشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون، وكما أن استزراع الطحالب من الأمور المهمة للحفاظ على البيئة، كونها تساهم بشكل كبير في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وتمتص ثاني أكسيد الكربون وتنتج الأوكسجين". وقالت اليماحي عن طريقة تصنيع الحبر من الطحالب وكيفية الحصول على هذه الطحالب المستعملة: "تتم زراعة الطحالب وبالأخص فصيله الكلوريلا في المختبرات وتحضيرها وتهيئتها للاستخدام، وتتم بعدها إضافة الكثير من المواد الطبيعية لها؛ بهدف تحقيق الخصائص المطلوبة للحبر، ونحن نتطلع إلى زراعة الطحالب الحمراء والخضراء المزرقة مستقبلا، لإنتاج الحبر بألوان مختلفة أيضاً"
مرحلة أخيرة
وأضافت اليماحي أن الفريق يعمل على المرحلة الأخيرة في المشروع المتمثلة في اختبار ودراسة المنتج من ناحية الجودة والسعر، كما يتوقع الفريق الحصول على المنتج المثالي قريباً، مشيرة إلى أن الفريق يدرس إمكانية التوسع في في إنتاج مواد كثيرة مستدامة، إلى جانب ما تقوم به حالياً شركة "ألجا لايف"، حسب خطة مستقبلية لتوسيع المنتجات، عبر التوجه أيضاً لإنتاج الأوراق والوقود الحيوي والمنتجات التجميلية والكهرباء، لتهيئة حياة مناسبة وبيئة نظيفة للأجيال المقبلة.
أرسل تعليقك