توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صدرت أحكام على 18 شخصًا تربطهم صلات بها

وفاة "حتف" يفجر قضية مدرسة إندونيسية تُجند الأطفال إلى سورية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - وفاة حتف يفجر قضية مدرسة إندونيسية تُجند الأطفال إلى سورية

عناصر من الشرطة الإندونيسية
جاكرتا - مصر اليوم

لم يكد يتمّ حتف سيف الرسول ربيعه الحادي عشر، عندما قال لوالده المسجون ذي الفكر المتطرف، إنه يريد أن يترك الدراسة ويذهب إلى سورية للقتال في صفوف تنظيم "داعش"، وروى الأب سيف الأنام في مقال من 12 ألف كلمة نشر على الإنترنت أن ذلك حدث خلال زيارة الصبي لوالده في سجن يخضع لحراسة مشددة خلال عطلة من مدرسة ابن مسعود الإسلامية الداخلية.

وكتب الأب: "في البداية لم أرد عليه، واعتبرتها مزحة من طفل، لكن الأمر اختلف عندما أبدى حتف استعداده مرة تلو المرة"، وقال لأبيه إن بعض زملائه ومدرسيه في مدرسة ابن مسعود ذهبوا للقتال في صفوف التنظيم وقضوا هناك، ووافق سيف الأنام على سفر الابن، مشيرًا في مقاله إلى أن المدرسة يديرها "رفاق يشاركوننا عقيدتنا".

- سفر جماعي
سافر حتف إلى سورية مع مجموعة من الأقارب عام 2015، وانضم إلى مجموعة من المقاتلين الفرنسيين، وقد تحدثت وكالة للأنباء مع ثلاثة مسؤولين إندونيسيين يعملون في مجال مكافحة الإرهاب، فأكدوا أن الصبي سافر إلى سورية، ومن خلال وثائق قضائية وأوراق رسمية ومقابلات مع مسؤولين عن مكافحة الإرهاب ومتطرفين سابقين توصلت وكالة الأنباء ذاتها إلى أن حتف كان واحدًا من 12 فردًا على الأقل من مدرسة ابن مسعود سافروا إلى منطقة الشرق الأوسط للقتال في صفوف "داعش"، أو حاولوا السفر بين عامي 2013 و2016، وكان ثمانية منهم من المدرسين وأربعة من التلاميذ.

وأوضحت شرطة مكافحة الإرهاب ووثائق محاكمات لمتطرفين صدرت عليهم أحكام أن 18 شخصًا آخر على الأقل تربطهم صلات بالمدرسة أدينوا أو أُلقِيَ القبض عليهم بتهم تدبير مؤامرات وشن هجمات في إندونيسيا، من بينها ثلاث من أسوأ الهجمات التي وقعت في البلاد في العشرين شهرًا الأخيرة.

ونفى جمادي المتحدث باسم مدرسة ابن مسعود أن المدرسة تؤيد التنظيم أو أيًا من الجماعات المتطرفة الأخرى، أو يتم فيها تدريس أفكار تدعو إلى العنف والتطرف، وتعد ابن مسعود واحدة من نحو 30 ألف مدرسة إسلامية داخلية تنتشر في مختلف أنحاء إندونيسيا، وأغلب هذه المدارس يعلم التلاميذ الدين الإسلامي وموضوعات أخرى، غير أن مسؤولي الشرطة والحكومة في إندونيسيا يقولون إن عددًا قليلًا منها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة لهم صلات بالتطرف ويعمل كمراكز للتجنيد.

- مناهج غامضة
وبدأت مدرسة ابن مسعود نشاطها قبل نحو عشرة أعوام، وعزا عرفان إدريس رئيس برنامج تغيير الأفكار المتطرفة في الوكالة الوطنية المسؤولة عن مكافحة الإرهاب في إندونيسيا، عدم اتخاذ إجراءات ضد هذه المدارس إلى ضعف القوانين والبيروقراطية.، وقال: "هي في الأساس ليست مجال عملنا بل وزارة الشؤون الدينية. وقد قلنا للوزارة عندكم مشكلة في ابن مسعود".

وسئل قمر الدين أمين، المدير العام للتعليم الإسلامي في وزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا، عن الصلات التي تربط المدرسة بالمتطرفين والسبب في عدم إغلاقها، فقال إن ابن مسعود لم تسجل نفسها قط كمدرسة إسلامية داخلية، وأكد جمادي أن المدرسة ليست مسجلة لدى الوزارة، وقال أمين إن الحكومة المحلية "طلبت تفسيرًا لوضع الدراسة بالمدرسة لكنها لم تتلق ردًّا".

وأكد جمادي ما جرى من مناقشات في الآونة الأخيرة مع مسؤولي الحكومة المحلية عما تقوم المدرسة بتدريسه، موضحًا: "ليس لدينا منهج دراسي، نحن نركز على التحفيظ والحديث، ونعلم التلاميذ اللغة العربية والدين وتاريخ الإسلام"، مضيفًا أن حتف درس في مدرسة ابن مسعود لكنه لا يعلم شيئًا عن الظروف التي ترك فيها المدرسة، وأنه لا يعلم شيئًا عن سفر أي من العاملين أو التلاميذ إلى سورية للانضمام إلى "داعش"، باستثناء اعتقال ثلاثة مدرسين وتلميذ في سنغافورة العام الماضي.

- مجمع متداعٍ من الفصول الدراسية
من جانبهما، أخبر اثنان من مسؤولي مكافحة الإرهاب، أن تلميذًا سابقًا تم ترحيله من العراق في أغسطس/آب يدعى مستناه، أبلغ الشرطة أن عددًا من التلاميذ السابقين في مدرسة ابن مسعود سافروا إلى سورية، وتقع المدرسة على سفوح جبل سالاك، وهو بركان خامل، في قرية سوكاجايا على مسافة 90 كيلومترًا إلى الجنوب من العاصمة الإندونيسية جاكرتا، والمدرسة عبارة عن مجمع متداعٍ من الفصول الدراسية وعنابر النوم والمصليات يسع ما يصل إلى 200 تلميذ من المرحلتين الابتدائية والإعدادية.

ودخل فريق من المدرسة في يونيو/حزيران، غير أنه لم يسمح له بالتجول فيها وطلب منه المسؤولون في نهاية الأمر مغادرة المدرسة، وبداخل مسجد يشكل جزءً من المجمع شوهد عدد من الصبية الصغار يرتدون سترات وأغطية رأس عربية جالسين في دائرة ممسكين بالمصاحف، وهم يبتسمون ويتململون في جلستهم في انتظار دروسهم، وفي فناء كانت بنات صغيرات تجرين هنا وهناك، وبدا أن أعمارهن لا تتجاوز الخامسة أو السادسة وهن يرتدين الحجاب.

- مخبأ للهاربين من السلطات
وفي مقطع فيديو شاهده فريق الوكالة، وتم سحبه بعد ذلك من على "يوتيوب" يخاطب مدير المدرسة ماسياهادي الطلاب، ويقول: "تضمن مدرسة ابن مسعود أن ينشغل الأطفال المسلمون بجهود لفهم الدين الفهم الصحيح حتى يصبحوا جيلًا يفهم الدين ويحارب في سبيله"، وسئل جمادي عما إذا كان القتال في سبيل الدين ينطوي على رفع السلاح، فقال: "الأمر يستلزم مزيدًا من المناقشة للرد على هذا السؤال"، ثم رفض مواصلة الحديث.

وتبين وثائق قُدِّمت في المحكمة أن ابن مسعود تأسست عام 2007 في ديبوك إحدى ضواحي جاكرتا على يدي أمان عبدالرحمن رجل الدين المسجون، وهو من كبار الفقهاء في الدين الإسلامي في إندونيسيا، ويذكر سند تأسيس المؤسسة التي تدير مدرسة ابن مسعود أسماء ثلاثة أشخاص بين مديريها دخلوا السجن مع عبدالرحمن بتهمة إقامة قاعدة لتدريب المتطرفين في إقليم أتشيه الإندونيسي عام 2009.

وأوضح سفيان تساوري المتطرف السابق، إنه قدم تبرعات للمدرسة وإن المدرسة "لأولاد الإخوان"، من أجل الدراسة، وإنها تعمل أيضًا كمخبأ للمتشددين الهاربين من السلطات، وبينت الوثائق القضائية المرتبطة بمحاكمات عبدالرحمن والمديرين الثلاثة للمؤسسة في أتشيه أن دولماتين، الذي خصصت السلطات مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار للقبض عليه لدوره في تفجيرات منتجع بالي عام 2002 التي سقط فيها 202 قتيل، كان يصلي في مدرسة ابن مسعود أثناء فترة هروبه، وقد قتلت الشرطة دولماتين عام 2010.

وبعد المحاكمات انتقلت مدرسة ابن مسعود من ديبوك عام 2010، لكنها واجهت مشاكل في موقعها الحالي أيضًا عندما حاول مدرس إشعال النار في حبل من الأعلام، رفعه البعض احتفالًا بيوم الاستقلال في إندونيسيا الذي يوافق 17 أغسطس.

وأكدت الشرطة وأهل القرية ذلك الحادث، وقال وحي الدين سوماردي رئيس القرية إن الناس في المنطقة يتشككون فيما يدور في المدرسة من أنشطة، وذكر في يوليو/ تموز: "في كل مرة يقع فيها حادث إرهابي في مكان آخر تأتي السلطات. أنا غير مستريح للوضع كله".

وبعد شكاوى من القرويين طلبت السلطات المحلية من مدرسة ابن مسعود الانتقال بحلول 17 سبتمبر/أيلول الجاري، غير أن جمادي قال هذا الأسبوع إن المدرسة تتفاوض من أجل البقاء، مضيفًا أن المدرسة قد تبحث عن موقع جديد إذا اضطرت للانتقال.

- أطفال مجندون
للمدارس الدينية الداخلية في إندونيسيا جذور عميقة ترجع إلى عدة قرون مضت عندما كانت وسيلة التعليم الأساسية للفقراء وأهل الريف، وحتى بعد تحديث نظام التعليم واستحداث المدارس التي تديرها الدولة احتفظت المدارس الإسلامية الداخلية والغالبية الساحقة منها مدارس خاصة بأهميتها.

وكف أمين المسؤول في وزارة الشؤون الدينية في يوليو، أن الوزارة تعمل لوضع سياسة جديدة لتوحيد المناهج في المدارس الإسلامية الداخلية وتولي مسؤولية الموافقة عليها، ولم تعلن أي سياسات حتى الآن.

وتابع سيف الأنام والد حتف، في تعليقات مكتوبة ردًا على أسئلة وجهت إليه خلال جلسة محاكمة في جاكرتا في يوليو إنه فخور بابنه، وشاهدت الوكالة صورًا، قال سيف الأنام إنها التُقِطَت في سورية ونشرها حتف على وسائل التواصل الاجتماعي، وفيها ظهر الصبي وهو يتناول الطعام مع رجال أكبر منه سنًّا وفي إحداها ظهر الصبي وهو يحمل بندقية كلاشنيكوف هجومية تكاد تعادل طوله.

وكتب سيف الأنام يقول إن حتف أصبح يستطيع فك جميع أجزاء البندقية في 32 ثانية فقط، حيث تم تسليم حتف "مسدسًا عيار 9 ملليمترات وقنبلتين يدويتين وسكينًا خاصًّا بالقوات الخاصة وبوصلة"، وحسب رواية الوالد نقلًا عن رسائل من الابن نجا حتف من غارة جوية طار فيها في الهواء من شدة الانفجار، ولم يُصَب سوى بجرح في الأذن وفقدان السمع.

وفي الأول من سبتمبر 2016 وقبل شهرين من بلوغه الثالثة عشرة، أصيب حتف في غارة جوية ثانية، وفي أعقاب الغارة أعلن تنظيم "داعش" مقتل ثلاثة إندونيسيين بالقرب من مدينة جرابلس السورية، وكتب سيف الأنام يقول في مقاله إن "المجاهد الصغير البشوش"، بحسب وصفه، قضى نحبه، وإن جسده النحيل انسحق من جراء انفجار القنبلة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفاة حتف يفجر قضية مدرسة إندونيسية تُجند الأطفال إلى سورية وفاة حتف يفجر قضية مدرسة إندونيسية تُجند الأطفال إلى سورية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفاة حتف يفجر قضية مدرسة إندونيسية تُجند الأطفال إلى سورية وفاة حتف يفجر قضية مدرسة إندونيسية تُجند الأطفال إلى سورية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon