توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعضهم مسجّل لدى مفوضية الأمم المتحدة والأغلبية يقيمون بصفة غير رسمية

شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة لاجئي بلادهم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة لاجئي بلادهم

علي جوهر وطلاب من الروهينغا في برنامجه لمحو الأمية
نيودلهي ـ مصر اليوم

صنع اللاجئون قصص نجاح باتت مصدر إلهام للكثيرين، في الوقت الذي احتلت مآسي مسلمي الروهينغا عناوين صحف العالم،  فها هو علي جوهر “22 عامًا”، أصبح أول لاجئ من الروهينغا في الهند يسعى للحصول على درجة البكالوريوس في جامعة دلهي، وكذلك فعلت شقيقته تساميدا “19 عامًا” التي باتت أول لاجئة من بلادها تحقق العلامة الكاملة في امتحانات إكمال المرحلة الثانوية، وبكلمات تنمّ عن قناعة واضحة، قال جوهر “أنا أول يمواطن من بلادي يدرس في جامعة بالهند، لو نجحت هنا فسينجح غيري”، وأسّس جوهر ومواطنه موانغ عبد الله خان “29 عامًا” الذي فرّ من ميانمار عام 2013، وحصل على حق اللجوء في الهند “بعثة الروهينغا الثقافية” لمساعدة لاجئي بلادهم المنتشرين في مختلف أنحاء العاصمة دلهي وإدارة شؤونهم التعليمية.

وسرد خان قصة إكمال دراسته الجامعية في الإحصاء في جامعة سيتي في ميانمار بصعوبة بالغة، قائلاً: “تبنت حكومة ميانمار سياسة عنصرية وطبقت سياسات صارمة على مسلمي الروهينغا، وعلى الرّغم من ذلك تمكنت من إكمال دراستي”، مضيفًا أنّه “من ضمن أهداف بعثتنا التعليمية المساعدة في تعليم فتيات جاليتنا هنا، نريد أن تذهب الفتيات إلى المدرسة لكي لا يكون هناك فتاة واحدة أمّية في الجيل المقبل، فالبعثة تحاول من خلال المبادرات التي تقدمها أن تساعد النساء اللاتي لم ينلن قسطا من التعليم”، موضحاً: “من أهم المشكلات التي تواجهنا هي أنّ العائلات لا ترحّب بتعليم بناتها بمجرد أن يكبرن، لكنّني أشعر أنّ تعليم فتياتنا سيكون سبباً في تحرير جالية الروهينغا بأكملها، ولذلك أحاول أن أدمج العلم والدين في الدروس التي ألقيها، نحاول أيضاً أن نوفّر فرصاً للتعليم المهني للنساء لتعلّم الحرف، ومنها حياكة الملابس ليحسّن من وضع أسرهن الاقتصادي”.

وفرت عائلتي تساميدا وجوهر من ميانمار إلى بنغلاديش عام 2002، وبعد الحياة في معسكرات “كوكس بازار” للاجئين لثماني سنوات، رحلت العائلتان إلى دلهي، وعندما وصل جوهر إلى الهند، عمل في مواقع البناء لستة شهور ثم تمكن من إكمال المرحلة الثانوية في دلهي بمساعدة المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين، وينوي أن يصبح محامياً للدفاع عن حقوق أبناء شعبه، وعاشت العائلتان في مخيمات وسط 50 عائلة أخرى في حي تسكنه الأقليات بمدينة “كليندي كونجي”، جنوب شرقي العاصمة دلهي، قالت تساميدا “أريد أن أصبح طبيبة لأنه ليس هناك طبيب يرعى أبناء الروهينغا في بلادي، ولا أنوي الزواج قبل أن أصبح طبيبة”، فيما تدرس ميزان “14 عامًا”، شأن تساميدا وثلاث فتيات أخريات في المعسكر، بمدرسة خيرية تبعد بضع أمتار عن المكان الذي يضم 36 طفلاً من أبناء الروهينغا يحضرون بانتظام، وتدرس الفتيات والسيدات على يد مدرسين هنود، ثلاث مرات أسبوعياً تحت إشراف مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، وذلك بسبب ضعف التواصل مع المدينة، على عكس الرجال الذين يتجهون إلى المدينة للعمل والأطفال الذين يتجهون إلى المدارس.

السعادة ظاهرة على وجوه الأطفال، على الأقل لعدة ساعات كل يوم، حيث يلعبون ويندمجون مع أقرانهم، لكن هؤلاء الأطفال ليسوا سوى القلة المحظوظة التي حظيت بتمويل من “مؤسسة الزكاة” في الهند، على عكس الحال بالنسبة للغالبية العظمى التي ترى الدراسة نوعاً من الرفاهية التي لا يتحملون نفقاتها، فالمدرسة توفر لطلابها الملابس وثلاث وجبات يومياً، وتعتبر تجربة الذهاب إلى المدرسة، الأولى لكثير من تلاميذ الروهينغا، وكان رئيس جالية الروهينغا عبد الحق قد صرّح بأن الدراسة جاءت نعمة كبيرة لأن غالبية أطفال الجالية لا يجدون من يرعاهم في المنزل بعد أن يغادر الأبوان للعمل في أعمال متدنية مثل جمع القمامة وأعمال النظافة، ويضيف: “على الأقل بات بمقدورهم الآن الحصول على وجبات غذائية كل يوم ومستقبل يفكرون فيه”.

ويأتي محمد حسين “13 عاماً” إلى زيارة والديه مرة واحدة كل أسبوع، وعلى الرغم من ذلك فهو محظوظ، لأنه حصل على فرصة دراسية من مفوضية الأمم المتحدة بمدرسة خاصة في مدينة فيكاسبوري التي تقع في الطرف الآخر من المدينة، وفي منطقة كوشان كونج مدرسة أخرى لمسلمي الروهينغا تأسست عام 2012، يدرس فيها نحو 70 طالباً من المعسكر، وفي الحقيقة، جاءت الحياة في مدينة دلهي لتصنع فارقاً كبيراً في حياة كثيرين من أبناء عائلات الروهينغا المسلمة؛ فمثلاً محمد إسماعيل “27 عامًا”، وصل إلى الهند منذ عامين ونصف تقريباً، وكان على عائلته التي تتكون من ستة أفراد “أخوين وزوجة وشقيقه، وأختين” تَرْك أبويهما في ميانمار، والآن وجد إسماعيل بيتاً في دلهي.

وأفاد إسماعيل بأنّه  “أخيراً قُبلنا هنا، ونستطيع أداء شعائر ديننا من دون خوف من التعرض للقتل بسببها، فالمهم أنّ الهند قبلتنا، ورغم القذارة والرائحة الكريهة التي نعيش فيها، فإننا لا نريد العودة مطلقاً”، ويفضي ممر ضيق ببلدة “مدنابور خادار” إلى أرض فضاء بها لافتة تقول: “بيت اللاجئين”، الذي يضم نحو 70 عائلة من مسلمي الروهينغا المنفيين، وفي أرض منحتها مؤسسة الزكاة الإسلامية الهندية، بنت المؤسسة بيوتاً مؤقتة من ألواح الخشب والكرتون والشمع، وحصل اللاجئون بالمعسكر على تأشيرات بالإقامة لفترات طويلة ويحملون بطاقات صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تحمل أسماءهم وصورهم، وفي المنطقة نحو 50 طفلاً يدرسون بمدرسة غانديب فيدا ماندير القريبة.

مر نحو خمس سنوات على وصول غالبية اللاجئين إلى معسكر اللاجئين في الهند، جميعهم مر بالرحلة ذاتها تقريبا، فقد هربوا عن طريق البحر إلى بنغلاديش ثمّ استقلوا قارباً آخر أو قطاراً إلى الهند، وقال أنور شاه، الذي يدفع 500 روبية شهريّاً كرسوم دراسية لحفيدته: “هي ليست قصتي وحدي، بل قصة جميع أبناء الروهينغا، أريد لحفيدتي أن تصبح مدرسة، فهي تدرس بمدرسة تابعة للأمم لمفوضية المتحدة للاجئين، جميع أفراد العائلة يُسهِمون بقدر في مصروفاتها الدراسية الخاصة”، وأفاد تلميذ يبلغ من العمر 19 عامًا، بأن عدد الطلاب الذين يحضرون للدراسة هنا كل مساء يتراوح بين 30 و40 طالبا، مضيفاً: “لقد حرمتنا حكومة بورما من التعليم الأساسي”.

ويعيش أكثر من 40 ألفًا من لاجئي الروهينغا بمختلف مناطق الهند، مثل دلهي وجامو، وكشمير وأوتر براديش، وحيدر آباد، وقليل منهم فقط مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في الهند، فيما يقيم آخرون بصفة غير رسمية، وبيّنت منسقة السياسيات في مفوضية الأمم المتحدة في الهند، أبيشتا سينغبوتس، أنّ “نحو 15 ألفاً من لاجئي الروهينغا تسلموا بطاقات من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين”، مضيفة أنّ “البطاقة تعد اعترافاً بوضعهم كلاجئين في الهند، ولذلك فهي تحميهم من الاعتقال والترحيل، كذلك فإنهم يتمتعون بخدمات صحية وتعليمية بفضل الوثائق الممنوحة من المفوضية، وبمقدورهم التقدم بطلب للحصول على إقامة لفترات طويلة استناداً إلى بطاقة المفوضية”، ومن الجدير ذكره، أنّ غالبية نساء الروهينغا في الهند تعملن كجامعات قمامة، فيما يعمل غالبية الرجال كعمال بناء.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة لاجئي بلادهم شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة لاجئي بلادهم



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة لاجئي بلادهم شابان من ميانمار يدشّنان بعثة الروهينغا الثقافية لمساعدة لاجئي بلادهم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon