توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حضور ساهم في تغيير الصورة النمطيّة للمرأة وتبديل الثقافة المجتمعيّة الشائعة

الإعلاميّة الموريتانيّة تُمثِّل طموحًا يواجه قيود المجتمع في مجال العمل الصحافيّ

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الإعلاميّة الموريتانيّة تُمثِّل طموحًا يواجه قيود المجتمع في مجال العمل الصحافيّ

الإعلاميّة الموريتانيّة تُمثِّل طموحًا يواجه قيود المجتمع
نواكشوط ـ مصر اليوم

ما زالت المرأة الإعلامية الموريتانية تتلمس طريقها لتحجز لنفسها مكانًا يلائم الحرية التي أحرزتها في مجال الصحافة بعيدًا عن القيود الاجتماعية، رغم انفتاح موريتانيا إعلاميًا في السنوات الأخيرة، وتصدرها للمرة الثانية على التوالي قائمة الدول العربية لحرية الصحافة، وشهدت الساحة الإعلامية الموريتانية خلال السنوات الخمس الأخيرة دخولاً قويًا للمرأة الإعلامية، سواء تعلق الأمر بدورها كصحافية مذيعة لنشرات الأخبار أو منتجة ومعدة للبرامج الإخبارية أو محررة في الصحف الورقية أو المواقع الإلكترونية.
وساهم هذا الحضور النسوي في تغيير الصورة النمطية للمرأة في المشهد الإعلامي الموريتاني، تلك الصورة التي ارتبطت في أذهان الكثيرين بعدم قابلية المرأة لأن تكون مصدرًا للمعلومة الدقيقة، وبارتباطها عادةً في المخيّلة الاجتماعية بالثقافة الشائعة، وبعدم التحري في الوصول إلى المصادر الموثوق فيها.
ولكن الحضور الجديد للمرأة الإعلامية في موريتانيا بدأ يتجاوز مجرد شَغلها للأدوار الثانوية في المؤسسات الإعلامية إلى الإسهام في صناعة المادة الإعلامية، وذلك من خلال المشاركة في التأثير في صنع القرار وتوجيه الرأي العام، ومن هنا جاءت مبادرات إعلامية نسائية مثل: موقع "حذام"، "موريتانينا"، "الريم" ... وغيرها.
وبرّر هذا الحضور مدير إدارة الصحافة الإلكترونية في موريتانيا الإعلامي عبد الله ولد حرمة الله، حين أعلن: "رغم أنه ليست لديّ إحصاءات دقيقة لعدد المؤسسات الإعلامية التي تديرها نساء إلا أنني أستشعر مناخ الحرية الذي باتت فيه المرأة تنعم بسهولة الدخول إلى عالم ظَلّ إلى عهد قريب حكرًا على الرجل، وفي تصوري أن الإجراءات التي قام بها النظام الحالي من إلغاء لعقوبة حبس الصحافيين ومنع المصادرة وتحسين أوضاع المؤسسات الصحافية دفع الكثيرات إلى فتح مؤسسات إعلامية خاصة، في مختلف مجالات الإعلام، بغضِّ النظر عن عددها".
وأوضح ولد حرمة الله أن "هؤلاء النساء استطعن تجاوز المحاذير التي ظل يضعها المجتمع في طريقهن، بل إن المرأة صاحبة المبادرة أو المديرة أو الإعلامية أثبتت لدى المجتمع الموريتاني أنها أكثر قبولاً من الرجل نظرًا إلى تحملها للمسؤولية الأخلاقية، ولعدم تورطها في اختلاس المال العام".
وإذا كان عبد الله انطلق في رؤيته تلك من موقعه كرجل متابع للساحة الإعلامية، فما هو رأي الإعلامية الموريتانية نفسها؟
لخَّصَت إحدى مؤسسات موقع "حذام" الإلكتروني الذي يهتم بقضايا المرأة العربية،  الصحافية الموريتانية الشابّة السالمة منت الشيخ الولي، أبرز التحديات التي تواجهها في "الاضطراب والهشاشة التي تطبع المؤسسات الإعلامية في موريتانيا بشكل عام، من حيث نقص التمويل وقلة الخبرة، فضلاً عن كون الساحة الإعلامية الموريتانية لم تتمكن لحد الآن من غربلة الإعلاميات الحقيقيات القادرات على البقاء في الساحة، وذلك بسبب كثرة الوافدات على الحقل الإعلامي ممن لا تربطهن أية صلة بالإعلام، ونحن نُعلِّق الآمال على السنوات المقبلة كي تتحقق قاعدة البقاء للأصلح".
وأكّدت منت الشيخ الولي على أن ذلك يتطلب المزيد من الصبر "ما دمنا تمكنّا من تجاوز القيود الاجتماعية التي كانت تمنع المرأة من الدخول إلى الإعلام، حيث غيّرنا الصورة الذهنية للمرأة لدى المتلقِّي، الذي أصبح يتعاطى معنا بشكل إيجابي، باعتبارنا مرجعًا للخبر المتعلق بالمرأة الموريتانية والعربية".
وأعلنت منت الشيخ الولي أنها وزميلاتها الصحافيات يسعَين إلى تجاوز النمط التقليدي لتغطية قضايا المرأة، كما تقول، ويؤصلن لنمط جديد يقوم على تقديم المرأة العربية بعيدًا عن قضايا الزينة والحميّة وغيرها.
وأوضحت قائلة: "تعوّد المجتمع الموريتاني والعربي عمومًا على متابعة إعلام نسائي غير منتج ولا يقدم وجهة نظر، بينما نحن نسعى إلى تغيير ذلك بتركيزنا على المرأة الوزيرة والسياسية والشاعرة والكاتبة وبائعة الكسكس، ولهذا استطعنا تقديم صورة مغايرة لسيدات صنعن مكانًا لهن في دول مثل الصومال وجيبوتي وجزر القمر".
والسبب، بحسب منت إسباعي، يُعزَى إلى "تأثير العادات الاجتماعية التي لا يرى أصحابها في المرأة الإعلامية سوى مذيعة جميلة الشكل، بالإضافة الى عدم رغبة صناع القرار في دعمها حتى تكون فاعلة وموجهة، ولهذا من الصعب أن يتم الاعتماد عليها في تقديم البرامج السياسية التى تؤثر على الرأي العام، كما لا يتم تعيينها في المناصب التي تسمح لها بالتأثير في سياسات المؤسسات الإعلامية".
وعلى الرغم من كل ذلك تحاول منت اسباعي من خلال إدارة مؤسستها الإعلامية الخاصة "موريتانينا" أن تركز على التحقيقات الاجتماعية الجريئة، محاولة قدر الإمكان مواجهة التحديات الكثيرة التي تعترضها، كعدم رغبة الكثيرين في الكشف عن هوياتهم أو ذكر أسمائهم أو نشر صورهم في قضايا مثيرة كالتحرش مثلاً.
وترفض المذيعة الشابة الغالية منت أعمر شين أن يكون السبب في منع المرأة من تبوّؤ مراكز التأثير في المؤسسات الإعلامية عائدًا إلى ضعف المستوى، وإنما يعود الأمر إلى رواسب نظرة المجتمع أصلاً لعمل المرأة.
وأعلنت "من خلال عملي في مجال الإعلام منذ عشر سنوات أحس دائمًا بأن هنالك تهميشًا للمرأة الصحافية، إذ لا تُسند إليها المهام الثقيلة كالبرامج السياسية أو مرافقة المسؤولين أو مرافقة الرئيس في أسفاره خارج البلاد أو داخلها".
 وطالبت منت أعمر شين بأن يكون لدى المرأة الصحافية الإرادة القوية لتحدِّي تلك النظرة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلاميّة الموريتانيّة تُمثِّل طموحًا يواجه قيود المجتمع في مجال العمل الصحافيّ الإعلاميّة الموريتانيّة تُمثِّل طموحًا يواجه قيود المجتمع في مجال العمل الصحافيّ



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلاميّة الموريتانيّة تُمثِّل طموحًا يواجه قيود المجتمع في مجال العمل الصحافيّ الإعلاميّة الموريتانيّة تُمثِّل طموحًا يواجه قيود المجتمع في مجال العمل الصحافيّ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon