توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نزاعات حول التبرعات التي تدفقت من جميع أنحاء العالم

"تشارلي إيبدو" تعاني من خلافات لتقاسم الأرباح وصدمات نفسية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تشارلي إيبدو تعاني من خلافات لتقاسم الأرباح وصدمات نفسية

رئيس تحرير مجلة "تشارلي إيبدو" لوران سوريسو
لندن ـ كاتيا حداد

يعاني المحررون الناجون من هجمات "تشارلي إيبدو"، من أزمات كثيرة بما في ذلك الصدمات النفسية، وخلافات بشأن التبرعات التي تدفقت من جميع أنحاء العالم وتقاسم الأرباح، على الرغم من مرور أربعة أشهر على الهجوم الذي استهدف المجلة الفرنسية الساخرة، في باريس في كانون الثاني/ يناير من العام الجاري.

ويؤكد رئيس تحرير المجلة، لوران سوريسو، والمعروف باسم "ريس" أنه في قلب أزمات نفسية شديدة تعصف بالموظفين والإدارة على خلفية نزاعات بشأن كيفية التعامل مع التبرعات التي تدفقت من مختلف أنحاء العالم، والأرباح التي بلغت 12 مليون يورو والتي أنقذت المجلة من شفا الإفلاس.

ويشتهر "ريس" البالغ من العمر 48عامًا، برسومه الكاريكاتورية عن نيكولا ساركوزي، وتولى منصب رئيس تحرير المجلة، بعد أن نجا من الهجمات المسلحة على المجلة التي أسفرت عن مقتل 12 شخصًا.

وتحولت "إيبدو" بشكل مفاجئ إلى بطل قومي وكنز وطني فرنسي بعد الهجمات، ويبدو أن تجربة المجلة لاستعادة  وجودها وقوامها يشكل عبئًا مؤلمًا خصوصًا بعد وقوع قتلى بين موظفين، بما في ذلك بعض رسامي الكاريكاتير الفرنسية المعروفين، تشارب وكابو وولينيسكي وأونوري و تيجنو.

وأعلن رسام الكاريكاتير المعروف "لوز"، الذي نجا من الهجمات بسبب وصوله متأخرًا إلى اجتماع التحرير لإصابته بصداع من شرب الكحول، أنَّه سيغادر في أيلول/ سبتمبر، قائلًا إنَّه يتعذب عند إصدار أي موضوع للمجلة دون أصدقائه وزملائه القتلى.

وفي الوقت نفسه، يعمل موظفون المجلة بجهد في مقر الصحيفة الفرنسية اليومية "ليبيراسيون" التي استضافتهم بشكل مؤقت وسط الحراسة المشددة، لكنهم يعملون وسط ذكريات الماضي وجلسات العلاج النفسي، وبين زيارة أقارب الضحايا للاطمئنان عليهم، والناجين الثلاثة الذين يخضعون للعلاج في المستشفى للشفاء من إصابات مروعة.

وتسلط وسائل الإعلام الضوء على أقل خلاف يدور بين فريق المجلة الحالي المكون من 20 محررًا، بمن في ذلك مطالب الموظفين لتحويل المجلة إلى مجلة تعاونية، فضلًا عن الانتقادات التي تطال الإدارة بسبب الإجراءات العلاجية لأولئك الذين يعانون من تداعيات التهديدات بالقتل والحزن.

وصرّح أحد الصحافيين، قائلًا إنَّ "الجو مروع"؛ ولكن يعترف الجميع بأنهم يتمكنون من حضور الاجتماع التحريري صباح كل أربعاء في ذكرى الهجوم، وطرح الذكريات والأحاسيس السيئة جانبا، لإصدار المجلة بصورة جيدة.

وأضاف "ريس": "الشيء الأكثر أهمية هو أن هناك رغبة حقيقية للحفاظ على إصدار العدد الأسبوعي للمجلة، الذي ينبغي أن يستمر وسيستمر"، وتابع: " نحن في حالة غريبة جدا، ولكن يجب أن لا نفكر في هذه الأحداث كثيرا، فجميع وسائل الإعلام تراقبنا من جميع أنحاء العالم، مما يدفعنا إلى الاستمرار، وتهدئة روعنا".

يُذكر أنَّ "ريس" الذي يعمل لصالح المجلة لمدة عشرين عامًا، على قوائم الاغتيالات، وأفادت التقارير الإعلامية هذا الأسبوع بأنَّ الشرطة استجوبت اثنين من المشتبه بهم لتصوير المبنى الذي يعيش فيه، وفي يوم الهجوم على المجلة في كانون الثاني/ يناير، قال إنه انحنى فيما ظل الآخرون واقفين، وأصيب بطلقة رصاص في كتفه، وكان يشاهد مذهولًا أصدقاءه وهم يُقتلون بالرصاص، وبينما كان يتلقى علاجه في المستشفى، اعتقد أنَّ المسلحين سيعودون للقضاء عليه، مضيفًا: "حالتي الصحية أصبحت أفضل مما كنت عليه".

وتعتبر أموال التبرعات التي تلقتها "إيبدو" والتي يصفها الموظفون بـ"الملايين المسمومة"، هي السبب الرئيسي للتوترات والخلافات الحالية، حيث تلقت المجلة منذ الهجمات، 4.3 مليون يورو من 36 ألف مانح من 84 دولة، وأعطتهم فرنسا وحدها مليون يورو، وشركة "غوغل" 250 ألف يورو، ومجموعة "الغارديان" 100 ألف يورو.

كما عززت زيادة مبيعات أعداد المجلة الأسبوعية من أرباحها، وقبل الهجمات كانت المجلة توزع بين 24 إلى 50 ألف نسخة، وهو الرقم الذي بلغ أضعاف مضاعفة بعد الهجمات وأصبحت توزع 8 مليون نسخة على الأقل، واستقرت المبيعات الأسبوعية عند 100 ألف يورو على الأقل، وأصبح لدى المجلة الآن 200 ألف اشتراك مدفوع سابقا، مقارنة مع 8 ألاف قبل الهجمات، وبلغت أرباح المبيعات منذ كانون الثاني/ يناير 12 مليون يورو قبل الضرائب.

ويتساءل أكثر من نصف الموظفين حول مصير هذه الأموال، بما في ذلك "لوز" الذي نشر أخيرًا مقالة في صحيفة "لوموند" الفرنسية يتساءل عن الشفافية الكاملة في كيفية استخدام الأموال، وطالب بتحويل المجلة إلى مجلة تعاونية للعاملين، وتعهدت الإدارة بأنَّ التبرعات سيتم توزيعها عبر لجنة مستقلة، لأسر الضحايا من جميع هجمات كانون الثاني/ يناير، بما في ذلك الهجوم على سوبرماركت كوشير.

وبموجب اتفاق شراكة المجلة، فإنَّ رئيس تحرير المجلة الفرنسية "ريس" يملك 40% من أسهمها، بينما يملك أبناء رئيس التحرير السابق، تشارب، اللذان ورثا نصيبه 40% أخرى، أما الـ 20% الأخيرة فهي من نصيب مدير التحرير اريك بورثولت.

وواجهت المجلة تجارب مريرة منذ العام 2006، عندما باع العدد الأسبوعي من المجلة الشهير الذي كان يضم الرسوم المسيئة للنبي محمد، حوالي 500 ألف نسخة، حينها تقاسم المساهمون الستة في التحرير الأرباح، ما أثار غضب بقية الموظفين.

وتواجه أخيرًا الكثير من التحديات منها كيفية إعادة تصميم وإعادة إنتاج وإصدار المجلة بنسختها الإلكترونية أو المطبوعة، وتشجيع جيل جديد من رسامي الكاريكاتير على المشاركة في تحرير المجلة، لسد الفجوة الهائلة من رسامي الكاريكاتير الذين قتلوا، ويبدو أنّها ستجد صعوبة في ذلك؛ لأن الفنانين الشباب يفضلون عالم أكثر أمنا وأكثر ربحًا من الروايات الفرنسية المصورة، المرفقة بالرسوم التوضيحية.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشارلي إيبدو تعاني من خلافات لتقاسم الأرباح وصدمات نفسية تشارلي إيبدو تعاني من خلافات لتقاسم الأرباح وصدمات نفسية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشارلي إيبدو تعاني من خلافات لتقاسم الأرباح وصدمات نفسية تشارلي إيبدو تعاني من خلافات لتقاسم الأرباح وصدمات نفسية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon