توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بديلاً عن استخدام نفوذهم في التفاوض للتوصل إلى تسوية سلمية

إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران

إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيدًا من الدماء
لندن ـ سليم كرم

أكد محللون سياسيون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط أنه إذا كانت الدول الغربية ترغب بحق في إنقاذ حياة المدنيين الأبرياء ووقف سفك الدماء في سورية فإن عليها أن تستخدم نفوذها وتأثيرها من أجل التفاوض بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة، وليس أن تكون إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران. وأشارت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أنه إذا كان هناك من يراوده الشك في أن نطاق الحرب  الأهلية المروعة في سورية يتسع أكثر فأكثر، ويتحول إلى صراع إقليمي في الشرق الأوسط، فإن الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية قد بددت هذه الشكوك. وكان أكثر هذه الأحداث المشؤومة هو سلسلة الهجمات الجوية الإسرائيلية التي شنتها على منشآت عسكرية سورية بالقرب من دمشق، والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 100 جندي سوري. وحظيت هذه الغارات الإسرائيلية بطبيعة الحال وهي غارات غير مشروعة ولم يسبقها أي استفزار، بالتأييد الفوري للولايات المتحدة وبريطانيا. ويقول الكاتب البريطاني سيوماس ميلني في صحيفة "غارديان": "إنه من الضروري دراسة وقياس رد الفعل الغربي لو أن سورية، ناهيك عن إيران، هي من قامت بشن هذه الغارات على إسرائيل أو على أي من الأنظمة العربية الخليجية التي تقوم حاليًا بتسليح المقاومة السورية، وذلك بهدف التأكد من كيفية اتساق هذه المواقف مع الشرعية الدولية أو العدالة أو الحق في الدفاع عن النفس". وقال المسؤولون في إسرائيل "إن هذه الهجمات التي انطلقت عبر الأجواء اللبنانية كانت تستهدف مخزون الأسلحة الإيرانية التي كانت في طريقها إلى "حزب الله" في لبنان". وأضافوا "إنها لم تكن بهدف التدخل في الحرب الأهلية السورية، وإنما كان الهدف منها توجيه إنذار إلى إيران، والوقاية من هجمات حزب الله في أي صراعات مستقبلية". أما رد فعل مقاتلي المقاومة السورية فقد كان مختلفًا، حيث رحب هؤلاء بتلك الهجمات بالفرح والتهليل وهم يرددون صيحات "الله أكبر"، غير مدركين حقيقة من يستخدمهم في واقع الأمر. إن قصف الجيش السوري الذي ساهم في تقدم المقاومة في بعض المناطق يعني ببساطة ووضوح أن إسرائيل تتدخل في الحرب الأهلية السورية. وتأتي هذا الغارات بعد إعلان الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني الموالي لإيران حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، أن مقاتليه يدعمون قوات النظام السوري داخل سورية، التي تحظى أيضًا بدعم إيران وروسيا والصين. إن الدور السوري الذي يعد بمثابة محور النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط هو ما يُحوّل الحرب السورية إلى مواجهة إقليمية محتملة. وبدأت إسرائيل الآن تؤكد أنها ترى أن احتمالات وصول المجاهدين الإسلاميين المتطرفين إلى سدة الحكم في سورية هو أمر أقل خطورة وتهديدًا لأمنها من محور (سورية - إيران - حزب الله). وهذا ما أكده أخيرًا وزير الدفاع الإسرائيلي عاموس جلعاد. ويتزامن ذلك مع المحادثات الرامية إلى إقامة منطقة إسرائيلية عازلة داخل الحدود السورية، بزعم أن النظام السوري قام باستخدام الأسلحة الكيميائية. ومنذ إعلان أوباما أن استخدام الأسلحة الكيميائية خط أحمر، فإن مزاعم استخدامها باتت في حد ذاتها سلاحًا مصيريًا في أيدي هؤلاء الذين يطالبون بزيادة وتيرة التدخل الغربي في سورية، وهي النغمة نفسها التي كانت تعزف قبيل غزو العراق قبل ما يقرب من عشر سنوات. وفشل هذه المخطط هذا الأسبوع عندما كشفت محققة الأمم المتحدة كارلا ديل بونتي عن شكوك مادية قوية بأن قوات المقاومة السورية هي من استخدمت غاز السارين القاتل. وسارعت الولايات المتحدة على الفور بالتقليل من شأن هذه التصريحات، وذلك على الرغم من أن معسكر المقاومة السورية لديه بالفعل مصلحة في جر الغرب نحو مزيد من التدخل العسكري في الأزمة. والواقع أن التدخل العسكري الغربي يعد بمثابة أحد الأبعاد الأساسية في الحرب الأهلية السورية، فقوات النظام السوري تدعمها روسيا وإيران، أما المقاومة السورية فهي تتلقى التمويل والدعم العسكري من كل من أميركا وبريطانيا وفرنسا، وحلفائهم الإقليميين المتمثلين في تركيا والسعودية والإمارات وقطر والأردن. وزاد معدل شحن الأسلحة إلى المقاومة السورية بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، على مدى الأشهر الماضية، ووصفها أحد المسؤولين الأميركان السابقين بأنه "طوفان من الأسلحة". وتقوم القوات البريطانية والقوات الأميركية بتدريب قوات المقاومة السورية في الأردن، كما ضاعفت الولايات المتحدة مساعداتها إلى المعارضة السورية إلى مبلغ 250 مليون دولار، كما رفع الاتحاد الأوروبي حظر النفط على نحو يسمح لقوات المقاومة بتصدير النفط من المناطق التي تستولي عليها في سورية، والمحصلة النهائية هي أن التدخل الأجنبي هو بطبيعة الحال ما يساهم حاليًا في تصعيد وتأجيج الصراع. ويتم الآن ممارسة ضغوط على إدارة أوباما من أجل مزيد من إمدادات الأسلحة للمقاومة السورية، ومن هؤلاء الذين يمارسون الضغوط على أوباما، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي يتلهف على التودد بنفسه إلى حكام الخليج المستبدين، والذي يسعى أيضًا حاليًا للضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل رفع الحظر على تسليح المعارضة السورية. والهدف هو تكوين جماعات موالية للغرب، وإضعاف دور المتطرفين الإسلاميين الذين يتصدرون حاليًا المقاومة السورية في حربها ضد النظام، ولا سيما "جبهة النصرة" التي تتسع رقعة الأراضي السورية التي تسيطر عليها، والتي أعلنت تحالفها مع تنظيم "القاعدة". وأشارت "غارديان" إلى أن المثير للسخرية أن الولايات المتحدة والحكومات الغربية، ناهيك عن إسرائيل، يتحالفون مرة أخرى مع تنظيم "القاعدة" بعد عشر سنوات من الحرب على الإرهاب التي كانت تهدف إلى تدمير التنظيم. وذكرت أن الحقيقة الصارخة الآن هي أن الانتفاضة التي بدأت في سورية قبل أكثر من عامين قد تحولت إلى حرب طائفية شريرة تحركها قوات خارجية من أجل تغيير ميزان القوة في المنطقة، وتمتد على نحو خطير نحو الدول المجاورة الممثلة في لبنان والعراق. ولفتت إلى أن المحصلة في سورية تمثلت في صورة مذابح وتطهير عرقي وأزمة إنسانية ومخاطر تفتت سورية. وكلما طال أمد الحرب زادت خطورة تفتت سورية إلى مقاطعات عرقية على الطريقة اليوغسلافية. والواقع أن نظام الأسد يتحمل المسؤولية في ذلك، كما يتحملها معه أيضًا كل من مول وأشعل هذه الحرب الأهلية التي تزيد من نزيف سورية وإضعاف العالم العربي. وينبغي القول إن مطلب كاميرون وغيره من السياسيين في الغرب بزيادة تدفق الأسلحة إلى المقاومة في سورية إنما هو مطلب طائش ومتهور ويستحق الانتقاد، لأن المحصلة ستكون عبارة عن مزيد من الموت والدمار واتساع رقعة الحرب، ولو أن هؤلاء حقًا يرغبون في إنقاذ حياة الأبرياء، وبدلاً من تحييد سورية من أجل إضعاف إيران، فإنه ينبغي على زعماء الغرب استخدام نفوذهم على المقاومة السورية ورعاتها الإقليميين من أجل الدخول في مفاوضات بشأن تسوية سلمية يمكن أن تسمح للسوريين برسم مستقبلهم بأنفسهم. وأكدت صحيفة "غارديان" أنه من الصعب تحقيق ذلك وتنفيذه على أرض الواقع، ولا بد من صفقة دولية وإقليمية من أجل وضع نهاية لهذا الحرب. وبأي حال من الأحوال فإن المزيد من التدخل في الأزمة السورية إنما هو في واقع الأمر من أجل تحسين قوة الغرب التفاوضية على حساب معاناة الشعب السوري، ومع ذلك فإن المستقبل يحمل في طياته ردود أفعال عكسية.  

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon