توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن يتحول إقليم "الهلال الخصيب" إلى ساحة "الدم والدموع"

الشرق الأوسط يمكنه استعادة روح التعايش القديمة من خلال اتحاد اقتصادي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الشرق الأوسط يمكنه استعادة روح التعايش القديمة من خلال اتحاد اقتصادي

صورة للمواقع التي دمرتها الغارات الإسرائيلية في دمشق يوم 5 أيار/ مايو الماضي
لندن ـ سليم كرم

تقول كل المؤشرات الظاهرة إن إقليم الشرق الأوسط الآن بات على أبواب كارثة طائفية إلا أن هناك من يؤكد أن الشرق الأوسط في إمكانه أن يستعيد روح التعايش القديمة التي كان عليها من خلال خلق اتحاد اقتصادي، يعيد إلى الأذهان ذكرى إقليم "الهلال الخصيب"، قبل أن يتحول إلى ساحة "الدم والدموع". ونشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالاً لمدير عام قناة "الجزيرة" القطرية السابق وضّاح خنفر يشير فيه إلى أن  نطاق الحرب في سورية اتسع على نحو ينذر بأنها على وشك التحول إلى صراع إقليمي، من واقع التصريحات الرسمية التي صدرت خلال الأسبوع الماضي.  ففي البداية اعترف زعيم "حزب الله" حسن نصر الله رسميًا بأن قواته تحارب فعلاً إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، وفي تلك الأثناء دخلت المواجهة في العراق بين حكومة نوري المالكي وبين المتظاهرين في الأقاليم العراقية السنية مرحلة عنف دموي.  وشاهد العالم مع نهاية الأسبوع الماضي قيام إسرائيل بشن غارات على أهداف داخل سورية، ومن واقع هذا الأحداث يبدو واضحًا أن المنطقة بأكملها تخوض أهم تحول جيوبوليتيكي منذ رسم الخريطة السياسية للشرق الأوسط في أعقاب الحرب العالمية الأولى. ويتضح أن المنطقة تجني ثمار تردد المجتمع الدولي إزاء نظام الأسد في سورية؛ إذ إن هذا التردد كما يقول خنفر أتاح الفرصة للأسد كي يواصل أعماله الوحشية ضد شعبه، وذلك في الوقت الذي استمرت فيه كل من روسيا وإيران في دعم النظام السوري بالأسلحة، بينما فرضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حظرًا على توريد الأسلحة، الأمر الذي كان له تأثيره السلبي على ما يسمى بالجيش السوري الحر، وخاصة في ما يتعلق بالأسلحة المضادة للطائرات، حيث كان الغرب يخشى سقوط تلك الأسلحة في أيدي من يطلق عليهم اسم "الجهاديين"، وذلك على الرغم من أن الثورة السورية كانت آنذاك - كما يقول خنفر- داخلية بكل معنى الكلمة، حيث لم يكن هناك وجود للجهاديين، الذين بدأ الموقف يميل لصالحهم على أرض الواقع مع تزايد وحشية النظام، وفي ظل اللامبالاة الدولية.   أما الآن فإن وتيرة العنف لن تنحصر داخل سورية وحدها، فقد اصبحت لبنان امتدادًا لساحة ومسرح القتال السوري، كما أن إعلان "حزب الله" الشيعي دعمه للطائفة العلوية الحاكمة في سورية من شأنه أن يزيد من معدل الاستقطاب الطائفي هناك إلى مستويات غير مسبوقة.  وإذا ما استمرت المواجة الطائفية في العراق في التصاعد فإن الموقف سوف يصبح أكثر خطورة؛ فالعراق بموقعه الإستراتيجي يطل بحدوده على كل من الخليج الغني بالنفط وإيران وتركيا، ويعد بمثابة برميل البارود الذي يمكن أن يشعل المنطقة بأكمها. وأشار وضّاح إلى إن الخطر الحقيقي يكمن في أن الصراع الطائفي في المنطقة سوف يترسخ، حيث تتزايد الدعوة في العراق الآن إلى تقسيمه إلى ثلاث مناطق على أسس طائفية وعرقية: إقليم شيعي وآخر سني بالإضافة إلى الإقليم الكردي الذي ينعم حاليًا بقدر كبير من الاستقلال.  ويقول وضاح خنفر "إن الإقليم الساحلي في سورية الذي يقطنه كثافة سكانية من الشيعة العلويين شهد مذابح للسوريين السنيين خلال الأسبوع، بهدف إرهاب الباقين من السنة، واضطرارهم للرحيل من المنطقة". وهي خطوة كما يقول خنفر، مهمة نحو تأسيس كيان علوي سوري في حال فقدان النظام السوري الحاكم سيطرته على دمشق. إلا أن ذلك لن يؤدي إلى استقرار ورخاء سورية، وإنما سيؤدي إلى مزيد من الصراع الدموي. ويشير خنفر في هذا السياق إلى أن حدود دول الشرق الأوسط الحالية التي رسمت من خلال اتفاقية "سايكس بيكو" لم تكن منطقية، ولم تكن عملية، كما أنها لم تكن تحظى بأي شرعية في عقول وأذهان الشعوب العربية، فالدول العربية لم تكن قادرة على أن تتحول إلى دول تنعم بالاستقرار على عكس ما كانت عليه كل من إيران وتركيا. ونتيجة لذلك ظهرت حركة القومية العربية التي تدعو إلى الوحدة العربية، وهو الحلم الذي ظل يستهوي شعوب المنطقة العربية ولكنه لم يتحقق على أرض الواقع. وعلى ما يبدو كما يقول خنفر فإن اتفاقية "سايكس بيكو" لن تبقي حتى تشهد الاحتفال بمرور مائة عام عليها، ولكن البديل لا ينبغي أن يكون أسوأ منها، أي لا ينبغي أن تكون الحدود اصطناعية مفتعلة لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى صراع دائم.  وأضاف "إن الحل بات في الإمكان من خلال بعث الروح التي كان يتميز بها الشرق الأوسط عبر تاريخه، حيث استطاعت أربعة شعوب - وهم العرب والأكراد والأتراك والإيرانيون - أن تتعايش في المنطقة منذ قديم الزمان في بيئة منفتحة اقتصاديًا واجتماعيًا. لقد ظل الأقليم متماسكًا ومتجانسًا كوحدة واحدة على مدار قرون على الرغم من التنوع الديني والطائفي والعرقي، حيث كانت الأفكار والأديان والبضائع تتنقل في المنطقة في حرية وبلا قيود". وتابع وضّاح "وبدلاً من السير في اتجاه الانقسامات الطائفية والتشرذم العرقي، فإن استقرار الشرق الأوسط يكمن في العودة إلى الوحدة والتضامن من جديد، وهذا عمليًا يعني تأسيس كيان اقتصادي شرق أوسطي يضم العراق وسورية ولبنان والأردن، ويكون مفتوحًا أمام كل من تركيا وإيران. ومن شأن ذلك أن يخلق حرية التجارة والحركة وتجاوز الحدود والعودة إلى ما كان عليه الوضع على مدار قرون، حيث لم تكن هناك حدود".  ويقول خنفر "إن ذلك وحده كفيل بأن ينحي جانبًا الانقسامات الطائفية والعرقية".  ويشير خنفر في ذلك إلى المنطقة التي تمتد من البصرة إلى بيروت والتي كانت معروفة باسم "الهلال الخصيب" بسبب كثرة مواردها ورخائها. ولو سادت الطائفية والانفصالية فإن هذا "الهلال الخصيب" سوف يتحول إلى "هلال الدم والدموع"، حيث إن نزيف الدماء لن ينحصر فقط في العراق وسورية ولبنان لأن الصراع الطائفي لا يعرف حدودًا. إن هذا الصراع السياسي يتنشر سريعًا ويحدث تأثيره العميق على المنطقة، وفي تلك الحالة لن يكون هناك فائز فالكل سيكون خاسرًا.   

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط يمكنه استعادة روح التعايش القديمة من خلال اتحاد اقتصادي الشرق الأوسط يمكنه استعادة روح التعايش القديمة من خلال اتحاد اقتصادي



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط يمكنه استعادة روح التعايش القديمة من خلال اتحاد اقتصادي الشرق الأوسط يمكنه استعادة روح التعايش القديمة من خلال اتحاد اقتصادي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon