توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

مرشح جائزة "نوبل" عز الدين أبو العيش يتحدث عن كتابه

"لن أكره" رحلة طبيب فلسطيني من غزة على طريق السلام

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - لن أكره رحلة طبيب فلسطيني من غزة على طريق السلام

مرشح جائزة "نوبل" عز الدين أبو العيش
غزة - محمد حبيب

"شذا، كانت الوحيدة الواقفة على قدميها، جسمها مغطى بجروح دامية غائرة، وكان إصبع يدها اليمنى معلقًا بخيط من الجلد، ووجدت جثة ميار على الأرض، كانت مقطوعة الرأس، وكانت هناك أجزاء من المخ على السقف، وكانت أيدي البنات وأقدامهن على الأرض، جريت إلى باب الشقة لأطلب المساعدة، وبينما كنت عند الباب اخترق صاروخ آخر الغرفة"، هكذا يصف الطبيب الفلسطيني عز الدين أبو العيش في كتابه المأساة التي تعرضت لها عائلته، و التي على الرغم منها ما انفك يدعو للسلام و المحبة، و الابتعاد عن الكراهية والانتقام، الأمر الذي رشحه لنيل جائزة "نوبل".
وقال أبو العيش، في تصريحات متلفزة، الأحد، "إذا كنت تريد أن تتحدى الإنسان المجرم والقاتل، لا تسمح للحقد بالاقتراب منك، يجب أن تكون قويًا صحيًا، فالحقد والكره يدمران نفسك، قد تستطيع إسرائيل أن تقتل وتحرق وتدمر، ولكنها لا تستطيع أن تهزم سوى بالكره والحقد، ولن أسمح بهذه الهزيمة، الإنسان لا يجب أن يقبل بأن يكون ضحية أكثر من مرة".
وأدى هذا الموقف لأبو العيش، الذي لخّصه في كتاب حمل عنوان "لن أكره"، إلى ترشّحه أخيرًا لجائزة "نوبل"، بعدما كان قد حصل على مواطنة الشرف البلجيكية، لاعتباره "جندي سلام"، وتقديرًا لجهوده في خدمة الإنسانية وتطوير المجتمعات، الأمر الذي أوضحه أبو العيش قائلاً "هذا الترشيح هو ترشيح لكل إنسان مظلوم، مقهور أو يعاني في المجتمع، لتقول للناس إنه ليس بالحقد بل بالعزيمة والإصرار والتصميم نستطيع أن نحقق أهدافنا".
ويسجل الطبيب الفلسطيني كيف يمكن للضحية أن يصبح "داعية سلام" بدلاً عن السعي للانتقام، على الرغم من استشهاد بناته الثلاث خلال قصف قطاع غزة في الحرب التي شنتها إسرائيل بين كانون الأول/ديسمبر 2008 وكانون الثاني/يناير 2009، التي أدت إلى استشهاد نحو 1400 فلسطيني، غالبهم من النساء والأطفال، حيث يوضح أبو العيش في كتابه "لن أكره"... (رحلة طبيب فلسطيني من غزة على طريق السلام والكرامة الإنسانية)، "إن الانتقام نوع من الانتحار"، على الرغم من إطلاق دبابة إسرائيلية قذيفتين على غرفة البنات، ما أدى إلى مقتل بناته الثلاث وابنة أخيه إضافة إلى إصابة بعض أفراد العائلة، مبديًا دهشته من "الهجوم المميت على الرجال والنساء والأطفال من مدنيي غزة الأبرياء"، متسائلاً "كيف سيعيد علماء النفس وعلماء الاجتماع والأطباء وخبراء الاقتصاد تأهيل الأشخاص الذين عاشوا جنون هذه الإبادة".
والكتاب، الذي يهديه مؤلفه إلى أبويه وزوجته نادية وبناته بيسان (21 عامًا)، وميار (15 عامًا)، وآية (14 عامًا)، وإلى "الأطفال في كل مكان، لا سلاح لهم سوى الحب والأمل"، أصدرته أخيرًا دار "بلومزبري-مؤسسة قطر" للنشر، ويقع في 221 صفحة كبيرة القطع.
والكتاب الذي صدر بالإنكليزية في كندا عام 2010، نقله إلى العربية المترجم المصري أحمد محمود، ويحمل غلاف الطبعة العربية كلمة يقول فيها الروائي اللبناني أمين معلوف "يحتاج الأمر إلى شجاعة لرفض الكراهية والامتناع عن الدعوة إلى العنف".
أما الغلاف الخلفي فيحمل كلمات لرموز، منهم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، الذي اعتبر المؤلف وكتابه "مثلاً رائعًا للعفو والمصالحة، يوضح أساس سلام دائم في الأراضي المقدسة"، وسجل إيلي ويزل، وهو يهودي أميركي، حاصل على جائزة نوبل للسلام أن "هذه السيرة درس ضروري ضد الكراهية والانتقام".
والمؤلف، الذي ولد في مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة عام 1955، حصل عام 1975 على منحة لدراسة الطب في جامعة القاهرة، ثم أكمل دراساته التخصصية في كل من بريطانيا وإسرائيل وإيطاليا وبلجيكا والولايات المتحدة، وقبل أن تقتل بناته الثلاث في كانون الثاني/ يناير 2009، كان يعمل كبير باحثين في معهد "غرتنر" في مستشفى شيبا في تل أبيب، ويقول أنه "أول طبيب فلسطيني ضمن هيئة مستشفى إسرائيلي"، هو مستشفى "سوروكا" في إسرائيل.
ويعيش المؤلف حاليًا في تورنتو في كندا، حيث يعمل أستاذًا مشاركًا في كلية الطب في جامعة تورنتو، ويرد على سؤال عما إذا كان يكره الإسرائيليين بسؤال آخر هو "أي إسرائيليين يفترض أن أكره؟"، موضحًا أنه "يوجد ممرضات وأطباء يحاولون إنقاذ حياة أطفاله المصابين، ويوجد أطفال إسرائيليون ولدوا على يديه"، أما الجندي، الذي أطلق القذائف القاتلة وقصف منزله، فيقول عنه "أنا أعتقد بأن ضميره سيستيقظ في يوم من الأيام، حين يصير أبًا، ويعرف كم هي ثمينة حياة طفله"، ويضيف "أقول لمن يسعون إلى الانتقام، إنه حتى إذا انتقمت من كل الشعب الإسرائيلي، هل سيعيد هذا بناتي، إن الكراهية مرض وسم قاتل، وهي تحول دون العلاج والسلام"، مشددًا على أنه "يؤمن بالتعايش السلمي، لا بحلقات الانتقام والعقاب التي لا تنتهي، لست نبيًا، أنا إنسان مؤمن أتقبل قدري"، وأنه طوال حياته يضع "رجلاً في فلسطين والأخرى في إسرائيل، وهو وضع غير معتاد في المنطقة"، مشيرًا إلى أنه "وجد صعوبة لكي يصل إلى هذا الاستنتاج، فهو لاجئ محبوس في قطاع غزة، المحروم من حقوقه الأساسية، ويتعرض لمهانة نقاط التفتيش والحواجز والمعابر الإسرائيلية"، مؤكدًا أن "الانتقام والانتقام المضاد انتحار متبادل".
ويصف أبو العيش قطاع غزة بأنه "أعلى كثافة سكانية في العالم، حيث يضم نحو 1.5 مليون نسمة، منهم 80% فقراء، يعيشون في مخيمات للاجئين منذ عقود، وأكثر من نصف سكان القطاع دون الثامنة عشرة، ولسبب الزحام والفقر والتلوث والبطالة تصبح غزة قنبلة موقوتة، في سبيلها إلى الانفجار، المعاناة والحرمان يؤديان إلى الانتقام"، ويرى أن الظروف الصعبة التي يعيشها أهل غزة جعلت "الجميع هنا يعانون مشكلات نفسية من نوع أو آخر، والكل في حاجة إلى إعادة تأهيل، وسط توتر وإحباط لا يبالي بهما الضمير العالمي، فحتى منظمات المساعدات الإنسانية تعتمد على إذن من إسرائيل، كي تدخل قطاع غزة وتغادره".
ويرى أن "نكبة عام 1948"، تشكل إلى الآن وجود كل فلسطيني، بعد أن أوكل للبريطانيين تنفيذ "وعد بلفور"، الذي جعل "من فلسطين وطنا قوميًا لليهود".
وفي نهاية الكتاب يأمل المؤلف أن يكون "قد جسد وجهًا من معاناة الفلسطينيين ومآسيهم، وكشف في الوقت نفسه عن تصميم الشعب الفلسطيني على مواجهة تحديات الحياة، وأنه لم يعتذر أي مسؤول إسرائيلي أو يأسف على ما حدث، وأنه رفع شكوى آملاً أن يوفر التعويض المالي بناء مؤسسة (بنات من أجل الحياة)، لتحسين أوضاع النساء والفتيات، وتشجيعهن على الإسهام في أدوار أكبر في الشرق الأوسط".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لن أكره رحلة طبيب فلسطيني من غزة على طريق السلام لن أكره رحلة طبيب فلسطيني من غزة على طريق السلام



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لن أكره رحلة طبيب فلسطيني من غزة على طريق السلام لن أكره رحلة طبيب فلسطيني من غزة على طريق السلام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon