واشنطن ـ يوسف مكي
قررت وزارة الدفاع الأميركية، نقل منظومة دفاع صاروخية متقدمة إلى غوام غرب المحيط الهادئ، الأربعاء، حيث أعلن وزير الدفاع تشاك هاغل، أن كوريا الشمالية تشكل خطرًا حقيقيًا وواضحًا على كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة نفسها، وبخاصة بعد أن صعدت بيونغ يانغ من لهجتها، الأربعاء، وحذرت من أن لديها خطط لتوجيه ضربات نووية على أهداف في الولايات المتحدة.
وأكد هاغل، خلال حديثه في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، أن "النشر كان خطوة احترازية لتعزيز وضع دفاعنا الإقليمي ضد تهديد الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية، وأن تهديد كوريا الشمالية العسكري أمر محتمل"، مضيفًا "لديهم القدرة النووية الآن، لديهم القدرة الآن لإطلاق الصواريخ، لذلك صعدت في استخدام اللهجة العدوانية الخطيرة، وبعض الإجراءات التي اتخذتها على مدى الأسابيع القليلة الأخيرة، تمثل خطرًا حقيقيًا وواضحًا". وأوضح وزير الدفاع الأميركي، الذي كان يتحدث قبل إعلان نشر الصواريخ، أن الخطورة على كوريا الجنوبية واليابان، وأيضا التهديدات التي صاغتها كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة، بشأن قاعدتنا في غوام، تهدد هاواي والساحل الغربي، ونحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد"، محذرًا من خطر إساءة تقدير الخطر، قئلاً "إن الخطأ مرة واحدة أمر مكلف جدًا، وأنا لا أريد أن أكون وزير الدفاع الذي أخطأ مرة واحدة"، معربًا عن أمله بأن تخفض كوريا الشمالية من لهجتها. ويعتبر استخدام عبارة "خطر واضح وقائم"، لها وقع خاص في الولايات المتحدة، ففي الماضي تم استخدامها كمادة أولية للحرب، على الرغم من أن هناك إشارات من البيت الأبيض حتى الآن تفيد أنه لا أحد يفكر في ذلك. فيما جاء رد وزير الدفاع الأميركي، ليكون متناقضًا مع تصريحات أكثر تحفظًا من قبل أعضاء آخرين في إدارة الرئيس باراك أوباما، على مدى اليومين الماضيين، لأنهم يسعوا إلى خفض التوترات. ويعتبر نشر المدفعية على أراضي الولايات المتحدة في غوام، هو أكبر تظاهرة حتى الآن، أن واشنطن تعتبر المواجهة مع كوريا الشمالية أكثر مدعاة للقلق من أزمات مماثلة على مدى السنوات القليلة الأخيرة، كما أنه يشير أيضًا إلى أن الأميركيين يستعدون لمواجهة طويلة، وبخاصة بعد أن صعدت كوريا الشمالية من لهجتها، الأربعاء، محذرة من أن لديها خطط لتوجيه ضربات نووية على أهداف في الولايات المتحدة. وقال متحدث باسم الجيش الكوري الشمالي، لم يكشف عن اسمه، في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، "إن لحظة الانفجار تقترب بسرعة، والحرب يمكن أن تندلع اليوم أو غدًا، وأنه تم التوضيح للجيش بشنّ هجوم باستخدام أصغر وأخف الأسلحة وزنًا وأكثرها تنوعًا". وذكرت وكالة "يونهاب"، الخميس، نقلا عن مصادر مخابراتية أميركية وكورية جنوبية، أن كوريا الشمالية نقلت على ما يبدو صاروخًا قد يكون قادرًا على الوصول إلى الساحل الشرقي لغوام، والصاروخ موسودان، يعتقد أنه لم يختبر، يصل مجاله النظري 1875 ميل أي 3 ألاف كيلومتر، والذي من شأنه أن يضع كل من كوريا الجنوبية واليابان ضمن نطاق عمله، فيما كشفت تقارير أخرى، عن أن "كوريا الشمالية قد أعطت الشركات الجنوبية مهلة حتى 10 نيسان/أبريل، للانسحاب من تشغيل مصنع حديقة كايسونج، والذي يعمل بشكل مشترك من قبل البلدين، وهو لا يزال مطوقًا من قبل كوريا الشمالية"، في حين نفت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية، أنها تم إبلاغها بمثل هذا الموعد النهائي. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أنها قررت نقل منظومة متطورة للدفاع ضد الصواريخ الباليستية من طراز (THAD) إلى جزيرة غوام، قبل آخر تصريح من بيونغ يانغ، ويهدف هذا القرار إلى توفير الحماية للقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة ضد الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى من كوريا الشمالية، حيث حذرت كوريا الشمالية، خلال الأسابيع الأخيرة، من أنها تعتبر غوام وجزر هاواي أهدافًا محتملة لصواريخها. ومن المفترض ألا يتم نشر منظومة المدفعية التي يبلغ سعرها 800 مليون دولار حتى العام 2015، ولكن سيتم نشرها خلال أسابيع، بعدما ثار جدل داخل وزارة الدفاع الأميركية بشأن نشره للمرة الأولى في الشرق الأوسط لحماية إسرائيل، ولكن ينظر الآن إلى تهديد كوريا الشمالية الذي أصبح أكثر خطورة. وأعربت الصين عن مخاوف قوية بشأن تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي ، للصحافيين في بكين، "إن وزير خارجية البلاد تشانغ يه سوي، قد أبدى قلقه العميق إزاء الأزمة في لقاء سفراء الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وفي الوضع الراهن، ترى الصين أن جميع الأطراف يجب أن تلتزم الهدوء وممارسة ضبط النفس، وعدم اتخاذ إجراءات استفزازية متبادلة، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع". وأعلنت كوريا الشمالية، الثلاثاء الماضي، أنها ستستأنف عمليات إنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة، من خلال منع العمال من دخول كوريا الجنوبية لتشغيل مجمع صناعي مشترك، في حين تعتبر منطقة كايسونج الصناعية، وهي على بعد 6 أميال إلى الشمال من الحدود شديدة التحصين التي تفصل بين البلدين، ويرجع تاريخها إلى 6 عقود، رمزًا ومؤشرًا مهمًا على علاقة التعاون بين الكوريتين . وقد عطلت كوريا الشمالية عمليات هناك من قبل، ولكن هذه الخطوة التي اتخذت الأربعاء، تسببت في قلق كبير، وبخاصة أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تحاولان الرد على قائمة من الاستفزازات من قبل نظام بيونغ يانغ، ففي الأسابيع الأخيرة، هددت كوريا الشمالية بهجوم نووي ضد الولايات المتحدة وقواعدها في الخارج، وهو التهديد الذي وصفه الخبراء بـ"الأجوف"، نظرًا لبدائية النظام التكنولوجي النووي والصاروخي نسبيًا، وأعلنت "حالة الحرب" مع كوريا الجنوبية. وتعتبر الصين حليفة كوريا الشمالية الوحيدة المتبقية، والجهة المانحة الأكبر للمساعدات، وقد وصفت الوضع في مصطلحات كئيبة محبطة، تمثل علامة على الإحباط المتزايد مع السلوك غير المتوقع لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الذي يبلغ من العمر 30 عامًا. ووصف المحللون السياسيون، رد فعل الولايات المتحدة بأنه متوازن، وأجرت مناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية، على الرغم من أن هذه المشاركة تضمنت الطيران الأميركي B-52 وقاذفات القنابل B-2 على شبه الجزيرة الكورية، وعملوا مع الصين على نزع فتيل الأزمة. ويُشار إلى أن نظام (THAD)، هو نظام بري يتضمن قاذفة محمولة على شاحنة، وصواريخ اعتراضية، ورادار يضم نظام تتبع متكامل لمراقبة الحرائق، وقال البنتاغون "إن الولايات المتحدة تواصل حث قيادة كوريا الشمالية، على وقف التهديدات الاستفزازية واختيار طريق السلام، من خلال الامتثال للالتزامات الدولية التي لا تزال يقظة في مواجهة استفزازات بيوتغ يانغ وتقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن حلفائنا ومصالحنا الوطنية". وكان ينظر إلى تعطل مجمع كايسونغ، الذي يعتمد على الاستثمار من أكثر من 100 شركة من كوريا الجنوبية، ويوظف عمال من كلا البلدين، من قبل بعض الخبراء، على أنه علامة على حدوث تدهور سريع في الوضع المتوتر بالفعل بين الكوريتين. وقالت وزارة التوحيد في سيول، إنه تم منع حوالي 480 مديرًا من كوريا الجنوبية الذين خططوا للسفر إلى كايسونغ والعبور إلى الشمال، حيث أعلن المتحدث باسم الوزارة كيم هيونغ سوك، أن "حكومة كوريا الجنوبية تعرب عن أسفها البالغ لحظر دخول الموظفين وتحث على رفعه فورًا، لأن ضمان سلامة مواطنينا هي على رأس أولوياتنا
".
أرسل تعليقك