لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة حديثة، عن أن تناول الفلفل مرتين أسبوعيًا يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش المعروف علميًا بداء "باركنسون" وذلك بنسبة 33 في المائة.وقال فريق من العلماء الأميركين الذي قاموا بالدراسة التي نشرت في دورية "طب الأمراض العصبية"، "إن الأفراد الذين يتناولون أطعمة تحتوي على شكل من أشكال عنصر النيكوتين الصالح للأكل مثل الطماطم والبطاطس والباذنجان،
يحصلون على قدر من الحماية ضد المرض".
وأوضحت دكتور سوزان سيرليز نيلسن في جامعة واشنطن في سياتل، أن "الدراسة هي الأولى التي تدرس العلاقة بين مادة النيكوتين الغذائية وتطور مرض الشلل الرعاش، ومثلما أشارت العديد من الدراسات المشابهة إلى تدخين التبغ قد يقلل من مخاطر الداء، إلا أن نتائج هذه الدراسة تكشف عن جانب وقائي للنيكوتين أو ما قد يشبهه من مواد عناصر كيميائية أقل سمية، وتتواجد في الفلفل وفي التبغ".
وقام العلماء بدرس العادات الغذائية والتدخين لدى مجموعة مكونة من 490 مريضًا، مصابين حديثًا بالشلل الرعاش، ومجموعة أخرى مكونة من 644 فردًا لا يعانون من أي أمراض عصبية، وأكدوا أن تناول الخضروات عمومًا لا تأثير له على مخاطر الإصابة بداء "باركنسون"، ولكن قيام أفراد غير مدخنين أو قليلاً ما يدخنون، بتناول الفلفل مرتين على الأقل في الأسبوع يكونون أقل عرضة للإصابة بالداء باركنسون بنسبة 30 في المائة، وعلى الرغم من وجود أدلة توحي بأن النيكوتين يعد بمثابة عنصر فعال ونشط في ذلك، إلا أن فريق العلماء لم يستبعد وجود عنصر كيميائي آخر يمكن أن يكون قد ساهم بدوره في التوصل إلى هذه النتيجة، ومن المرجح أن يكون عنصر الأناتابين وهو عنصر يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات.
وتعد هذه الدراسة بمثابة إضافة جديدة في مجال العلاقة بين انخفاض مخاطر الإصابة بالمرض وبين التدخين واستخدام لاصقات النيكوتين، إلا أن الخبراء يحذرون من أن هناك عناصر أخرى ربما تكون هي من قامت بدور في التوصل إلى هذه النتائج، كما أن المرض نفسه قد يتأثر أيضًا إما بالتدخين أو بتناول أطعمة بعينها.
وأُجريت دراسات سابقة على حيوانات، كشفت عن أن تحفيز جزيئات الحساسة للنيكوتين في المخ تمنع بعد الأضرار المرتبطة بداء "باركنسون"، فيما أكدت الدراسات التي أجريت على الإنسان، أن المدخنين أقل إصابة بالداء، وأن التدخين السلبي يلعب أيضًا دورًا وقائيًا.
يُشار إلى أن داء باركنسون حالة تستفحل تصاعديًا من خلال تعرض خلايا المخ للضرر، على نحو يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بالارتعاش والتيبس والحركة البطيئة، وهي حالة لا يوجد لها علاج في الوقت الراهن، في حين يعاني من هذا المرض ما يقرب من 127 ألف في بريطانيا، تتراوح أعمارهم من خمسين عامًا فما فوق.
وتُعلق المسؤولة في جمعية "باركنسون" الخيرية في بريطانيا، كلير بال، على الدراسة بقولها، إن ما تقدمه الدراسة من نتائج لا يكفي للاعتماد عليه علميًا، لا سيما وأنها أجريت على ما يقرب من ألف شخص فقط، ومثل هذا الدراسات بحاجة إلى دراسة أعداد أكبر من ذلك بكثير ربما تصل إلى عشرات بل مئات الآلاف، كما أنها قامت بدرس أفراد صغار نسبيًا، وإننا حتى الآن لا نعرف أسباب داء "باركنسون"، ولا نعرف شيئًا عما يمكن أن يقي منه، على الرغم من وجود العديد من العوامل التي قد تخفف من مخاطر الإصابة به بما فيها التدخين والقهوة والتمرينات البدنية.
وأشارت الخبيرة في علوم التغذية في لندن، كاثرين كولينز، إلى أن الدراسة تقدم دليلاً جديدًا على فوائد النظام الغذائي المتبع في دول البحر الأبيض المتوسط، الغني بالخضروات مثل الطماطم والفلفل، ولكن النتائج غير كافية لدعم حقيقة أن الفلفل يمكن أن يكون عامل وقاية من داء "باركنسون".
وتتفاوت معدلات النيكوتين في الخضروات لأسباب ترجع إلى ظروف النمو والتخزين والحصاد وطرق وأساليب الطبخ.
أرسل تعليقك