القاهرة ـ عمرو والي
حذر خبراء وصيادلة مصريون، من أزمة طاحنة في سوق الدواء خلال الفترة المقبلة، وذلك نتيجة ارتفاع سعر الدولار، وتآكل هامش الربح المتحقق للشركات, وأن الأدوية الناقصة في السوق تتراوح ما بين 250 إلى 350 صنفًا، في ما أكدوا أن الحل يكمن في تحرك سعر الدواء، إلا أن ذلك يواجه صعوبات عدة، فيما وصفت وزارة الصحة المصرية الأزمة
بأنها ظاهرة عالمية.
وقال عضو "شعبة أصحاب الصيدليات" في الغرفة التجارية في القاهرة، الدكتور زكى عبداللطيف، في حديث لـ"مصر اليوم"، أن الأزمة قد تزداد خلال الفترة المقبلة لسبب تقليل التصنيف الائتماني لمصر، والذي أدى إلى تراجع شركات كبرى في عملية التسهيلات الممنوحة سواء مصنع أو مستورد، وأن الأزمة بدأت لعدم تحريك أسعار بعض الأصناف التي تمثل صناعتها أو استيرادها خسارة للمنتج، وبالتالي تقليل حجم الإنتاج إلى أقل معدل, وأن المسؤولين عن الصناعة لم يتخذوا القرار المناسب من المنظور السياسي, مما سبب مشكلات للمرضى.
وأشار د.عبداللطيف إلى أن الزيادة في سعر صرف العملة وعدم توافرها مع ثبات سعر البيع, رغم الزيادة المستمرة في كل عناصر التكلفة، أدى إلى توقف إنتاج أو استيراد المنتجات، بالإضافة إلى سوء الأحوال الأمنية الذي دفع المصانع إلى تقليل ساعات العمل، وكلها عوامل أثرت على إنتاجية السوق المصري، مؤكدًا أن النقص في الأدوية يُشكل أزمة على المستويات الصحية والاجتماعية كافة، بالإضافة إلى الصيدلي الذي يحصل على هامش ربح ضئيل للغاية، نتيجة انخفاض معدلات البيع اليومي.
وقال رئيس الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية، الدكتور محسن عبدالعليم، في تصريحاته لـ"مصر اليوم"، "إن نقص الدواء ظاهرة عالمية، ولكن في مصر كانت الأزمة أوضح لسبب الظروف التي تمر بها البلاد، فالمريض يتمسك بما يكتبه الطبيب من دون إدراك أن البديل قد يؤدى النتائج نفسها, وهذه ثقافة خاطئة يجب على المواطن تغييرها، فالأدوية كلها لها بدائل ماعدا أصناف نادرة الوجود"، موضحًا أن انتهاء الأزمة تمامًا سيكون صعب المنال، وأن الأصناف التي تعاني النقص لا تتجاوز 100 صنف فقط.
ورصد "المركز المصري للحق في الدواء"، خلال عملية الرصد الشهري عن شهر نيسان/أبريل الجاري، وجود نواقص في عدد من الأدوية المهمة مثل داي نايترا، وهو لا وجود له رغم أهميته الكبيرة لمرضى الصدر، فعدم توافره يتسبب في إصابة مريض الصدر بالذبحة الصدرية والموت في الحال، كما أن هذا الشهر سجل نقصًا كبيرًا للأنسولين لسبب عدم قيام "الشركة المصرية لتجارة الأدوية" باستيراده، لسبب الضعف المادي المخصص من وزارة الصحة، وهو ما يُشكل خطرًا يهدد مرضى السكر في مصر، وأيضاً ألبان الأطفال "ليبو ملك" و"بايوميل 1" مدعم مما يُشكل خطرًا كبيرًا عليهم ، وعقار "سوليوكورتيف" أمبول لعلاج أزمات الربو الحادة وحساسية الصدر، وهو دواء لا بديل له، وعقار "سوريستريت" حيث يتم إنقاذ مرضى الفشل الكلوي المصاحب لارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم، وعقار "سلاتسيل" للأمراض النفسية، وليس له بديل في الأسواق وغيرها من الأصناف الدوائية.
جدير بالذكر أن السوق المصرية حققت نموًا بلغ 11٪ للعام 2012، ومبيعات وصلت إلى 22 مليار جنيه بزيادة قدرها 18٪ عن عام 2011 لزيادة أسعار الأدوية المتداولة في السوق المصرية.
أرسل تعليقك