توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعدما أعادت دار "بواريه" الفرنسية التاريخية إحيائها مرة أخرى

"موضة الاستشراق" تتوهج وتزداد فخامة في عروض أزياء 2018

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - موضة الاستشراق تتوهج وتزداد فخامة في عروض أزياء 2018

أحدث تصميمات "موضة الاستشراق"
باريس - مصر اليوم

تذكّر المتابعون لعروض الأزياء هذا العام الكاتب والمفكر إدوارد سعيد، أو بالأحرى نظرته إلى الاستشراق، والذي ظهر مؤخرًا على منصات بعض العروض، ولم يكن بدافع رومانسي فحسب، بل أيضا مادي، تفرضه أهمية سوق الشرق الأوسط ودوره في تحريك الموضة وبالتالي حركة البيع، والرومانسي من خلال أزياء طويلة تتميز بإثارة تستمدها من الغموض وليس من كشف مفاتن الجسد.
 
فما تعلمناه من تاريخ الموضة أنه لا شيء فيها يحدث بشكل عفوي أو اعتباطي، فهي انعكاسًا لأحداث سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية، من نيويورك إلى باريس مرورًا بلندن وميلانو كانت رائحة الشرق تفوح من بين ثنايا الأزياء والقبعات والعمامات والإيشاربات، فًمن "غوتشي" التي ظهرت فيها إكسسوارات شرقية تغطي مجموع الرأس وأحيانا الوجه إلى "فالنتينو" بأكمامها وياقاتها وأطوالها مرورا بـ"جيورجيو أرماني" الذي ركب موجة استشراق منذ فترة ليست بالقصيرة، ومثل عادته اعتمد في مجموعته لخريف وشتاء 2018 / 2019 على المزج بين أزياء تعود لطوائف عرقية من كل أنحاء العالم صاغها في تصميمات عصرية هيمنت عليها الأقمشة المزخرفة والتطريزات اللامعة والحلي والحلقات المعدنية، إضافة إلى مزجه السراويل والعباءات الصوفية القصيرة مع قبعات وسترات طويلة،
 
لكن الحدث الأكبر الذي يؤكد قوة هذه الموجة هو أول عرض لدار "بواريه" بعد إحيائها بعد أن توارت عن الأنظار والأسماع منذ نحو القرن، وفي عز مجدها كانت دار "بواريه" من أهم بيوت الأزياء في باريس، اليوم لا يعرف اسمها سوى من يقرأون كتب الموضة وتاريخها، وهو ما يجعل عملية إنعاشها وإعادتها إلى الواجهة بالنسبة للبعض مغامرة، فتجارب مشابهة باءت بالفشل مثل "فيونيه"، إلا أن البلجيكية آن شابيل، التي تتولى المهمة تركز على الجانب الإيجابي، فإحياء بيوت أزياء أخرى مثل "كارفن"، و"روشا"، و"بالمان" كُللت بالنجاح، فأصحاب هذه الأسماء لم يعد لهم وجود فعلي بيننا، ومع ذلك فإن المستهلك يشعر بأنهم لا يزالون على قيد الحياة.
 
"شابيل" أيضا مؤمنة بأنها يمكن أن تحقق ما حققته لكل من آن دوموليميستر وهايدر أكرمان قبلها، فكرئيس تنفيذي لهذين الاسمين، لا يُنكر أحد دورها في توسعهما إلى العالمية ونجاحهما، بالنسبة لها فإن التعامل مع اسم مصمم لم يعد له وجود أسهل بكثير من التعامل مع مصمم صاعد ومساعدته على بناء اسمه وسمعته، لا سيما في غياب المؤسس، ثم إن اسما لا يعرفه الجيل الجديد يمكن أن يثير انتباههم على شرط أن يتم تقديمه لهم بشكل جيد، وكانت الدار تتمتع بإرث غني وقصة مثيرة، كلها عناصر كان يتمتع بها بول بواريه، أول وأكبر مستشرق عرفته الموضة في بداية القرن الماضي.
 
وقدّمت الدار أول عرض لها منذ بضعة أيام، لكن العملية بدأت منذ عامين، وكانت مهمة تتطلب الكثير من العمل حتى تأتي بالشكل الذي يجعلها تقف جنب بيوت الأزياء الكبير كند لا يقل وزنا عنهم، تجدر الإشارة إلى أن تمويل هذه العملية الضخمة يأتي من تشانغ يوكيونغ، حفيدة مؤسس إمبراطورية "سامسونغ" في جنوب كوريا، مليونيرة لها خبرة في مجال الموضة حيث يعود لها الفضل في إدخال كثير من الماركات العالمية إلى السوق الكورية، مثل دريز فان نوتن وسيلين وجيفنشي وغيرها، فهي الرئيس التنفيذي لمجمعات التسوق الضخمة التي تملكها عائلتها.
 
المصمم الذي وقع عليه الاختيار ليقوم بالمهمة الفنية، أو على الأصح نسج خيوط تربط أسطورة الماضي بمتطلبات العصر، هو الصيني يكيننغ ين، مصمم يقيم في باريس سبق له أن فاز بجائزة الإبداع من العاصمة الفرنسية في عام 2010، وجائزة أندام في عام 2011، أسلوبه معروفه بالبليسيهات الدقيقة والأقمشة المتمازجة مع بعض والأحجام الهندسية الأقرب المتأثر بفن العمارة، وفيما كان بول بواريه متخصصا في الـ"هوت كوتير" في بداية القرن العشرين، فإن آن شابيل تقول إنها الآن ستركز على الأزياء الجاهزة مع قسم مخصص للأحذية وحقائب اليد وبعض المنتجات الجلدية الصغيرة على أمل طرح عطور ومستحضرات تجميل في المستقبل.
 
من هو بول بواريه؟
اشتهر كمستشرق في بداية القرن الماضي، وأفتح أبواب داره أول مرة في عام 1903، لعب دورا مهما في تحرير المرأة من قيود الكورسيهات لأنه لم يكن يميل إلى حياكة الزي وتفصيله على الجسم، بل فقط طيه وثنيه على الجسم، السبب كان فنيا وأيضا لأنه لم يكن يُتقن فنون الرسم والخياطة لهذا كان يفضّل أن يصمم أزياءه مباشرة على الموديل، وعلاقته بالاستشراق بدأت في عام 1910 عندما حضرت فرقة "باليه روس" إلى باريس لتقديم باليه "شهرزاد"، كانت أزياء الراقصين، التي صممها ليون باكست تضج بالفخامة والألوان والتطريزات عدا عن سخاء نادر في الأقمشة المترفة، التصاميم بدورها تميزت بجنوح واضح نحو المسرحي المبالغ فيه، لكن مع ذلك ظلت مثيرة وأنيقة.
 
وهذا تحديدا ما تبناه في تصاميمه بعد هذه التجربة، فبعد الحرب العالمية الأولى، تغيّر العالم بشكل لم يعد له مكان فيه، فقد تحررت المرأة بشكل أكبر، كما تمردت على المألوف إلى حد أن تصاميمه الفانتازية وألوانه الغنية لم تجد لها مكانا بين الموجة الجديدة التي قادتها كوكو شانيل وجين لانفان وإلسا سكاباريللي، في عام 1929 اضطر أن يُغلق داره ليموت مفلسا في 1944، لكن رغم إفلاسه لم ينس عالم الموضة اسمه وبأنه كان رائدا في مجاله سواء تعلق الأمر بتصاميمه المزركشة والغنية أو بكونه أول مصمم يطلق عطرا تجاريا، فقد سبق عدوته اللدودة كوكو شانيل التي أطلقت عطرها شانيل نمبر 5 "بعده بعشر سنوات تقريبا لكن الحظ كان حليفها بينما راوغه.
 
- تدرب في دار دوسيه ثم في دار وورث، مؤسس ما يعرف الآن بـ"الهوت كوتير" ومع ذلك لم يكن يجيد الخياطة، مما جعله يبتكر أسلوب الطيات باستعماله أمتار طويلة من الأقمشة المترفة، كان يبدأ أي زي بقطعة قماش مستطيلة ويصممها مثلما يصمم اليابانيون الكيمونو والمغاربة القفطان، لتتدلى على الأكتاف بسخاء ثم تعانق الجسم بأقل قدر من الحياكة، كما أن رحلاته الخيالية للشرق تجسدت أيضا في تصاميم عبارة عن سراويل فضفاضة وعمامات فارسية وتطريزات هندية غنية.
 
الآن عندما يذكر الاستشراق في الموضة، فإن أول اسم ما يقفز إلى الذهن هو إيف سان لوران، فقد حقق ثورة غيّر فيها نظرة المرأة إلى الموضة ككل من خلال استعماله لأقمشة غنية مثل الحرير والبروكار في خطوط رشيقة، أما الإكسسوارات فحدث بلا حرج، لأنها شملت الإيشاربات والعمامات، ملهمته العارضة التي تحولت إلى مصممة فيما بعد، لولو دو لافاليز، والتي ارتدت يوم عرسها في عام 1977 عمامة عوض تاج وبنطلون مستوحى من السروال التركي الفضفاض عوض الفستان، مثل بواريه تأثر إيف سان لوران بباليه روس وبمسرحية "شهرزاد" التي صمم أزياءها ليون باكست، وهو ما ترجمه في تشكيلته لربيع 1991 من خلال سراويل الـ"حريم" الفضفاضة وقبعات الرأس التركية.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موضة الاستشراق تتوهج وتزداد فخامة في عروض أزياء 2018 موضة الاستشراق تتوهج وتزداد فخامة في عروض أزياء 2018



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موضة الاستشراق تتوهج وتزداد فخامة في عروض أزياء 2018 موضة الاستشراق تتوهج وتزداد فخامة في عروض أزياء 2018



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon