توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فَرَضَتْ نفسها على ساحة الموضة ومناسبات المساء والسّهرة

الأحذية الـ"سبور" تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الأحذية الـسبور تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية

الأحذية الـ"سبور"
لندن ـ مصر اليوم

عرضت «نتفليكس» منذ فترة قصيرة فيلم «ماري أنطوانيت» للمخرجة صوفيا كوبولا، والفيلم الذي صدر أول مرة في عام 2006 لم يجذب إعجاب النقاد بقدر ما أثار انتقادهم، وكان هناك إجماع على أنه افتقد إلى العُمق، وأن المخرجة استعملت الأزياء والإكسسوارات الباذخة لتسليط الضوء على آخر ملكات فرنسا، بدل التركيز على كثير من جوانب حياتها الأخرى. لكن بالنسبة إلى متابعي الموضة فإن صوفيا كوبولا قامت بما هو أكثر من مجرد توظيف الأزياء الفخمة والإكسسوارات المنمقة التي اشتهر بها البلاط الفرنسي في القرن الثامن عشر إذ أدخلت ماري أنطوانيت التي كانت مجرد فتاة صغيرة، لا حيلة لها، عندما انتقلت من النمسا إلى فرنسا، إلى القرن الحالي بتعمدها وضع حذاء رياضي تحت سريرها، وفي مرمى البصر، بما لا يترك أدنى شك بأن الأمر لم يكن خطأً أو سهوا، كان رسالة نسوية تعترض على الصورة التي رسمها الرجل للأنوثة.

وأذعنت ربما ماري أنطوانيت لهذه الصورة لأنها كانت مطلوبة ومتوقعة منها في ذلك الزمن، لكن صوفيا كوبولا تنتمي إلى عصر مختلف تماما، وهو ما عبرت عنه في لقطة قصيرة جدا. الممثلة البريطانية إيما تومسون هي الأخرى أكدت على هذه النقطة مؤخرا بخرقها الأعراف والبروتوكول، فقد حضرت إلى قصر باكنغهام لتسلم وسام شرف على مساهمتها في السينما والفن من دوق كمبريدج ، الأمير ويليام، وهي تلبس بدلة رجالية مع حذاء رياضي باللون الأبيض من توقيع المصممة ستيلا ماكارتني. ورغم أننا لا يجب أن نفاجأ بهذه الخطوة في عام 2018 الذي يشهد حملة «مي تو» (#MeToo) إلى جانب حركة نسوية ترفع رايتها كثيرات من المصممات والمفكرات على حد سواء، فضلا عن ظهور عدة نجوم في مناسبات السجاد الأحمر بفساتين أو بدلات رفيعة مع أحذية رياضية، فإن حضور مناسبة في قصر باكنغهام بحذاء رياضي تبقى خطوة غير مسبوقة تثير كثيرا من التساؤلات.

ظهرت ماري، أميرة الدانمارك، خلال زيارة رسمية لإيطاليا، في التوقيت نفسه تقريبا، بحذاء رياضي من «نايكي» نسقته مع فستان أنيق، إلا أن ما شفع لها أن المناسبة كانت جولة سياحية على معالم روما لا تستدعي ارتداء حذاء بكعب، وكل هذا يشير إلى أن الموضة لا تزال تتمرد على المتعارف عليه، وأنها لم تكتفِ بما حققته إلى حد الآن على منصات عروض الأزياء وشوارع الموضة العالمية، والآن جاء الدور على القصور. صحيح أن العائلة الملكية البريطانية ظلت محافظة على بعض الرسميات، تحت اسم البروتوكول، لكن الملاحظ أنها بدأت تخفف منها بالتدريج بعد انضمام أفراد من الشعب إليها، مثل كيت ميدلتون ومؤخرا ميغان ماركل. كان الأمر إيذانا بدخول الملكية عصرا جديدا تُرحب فيه بتجديد دمائها حتى تبقى مواكبة للعصر.

ويجب الاعتراف بأن أي حركة تمردية تحدث داخل القصر الملكي، أو من قبل فرد من أفراد العائلة الملكية، كما هي الحال بالنسبة إلى ماري؛ أميرة الدنمارك، هي إشارة إلى تغير اجتماعي عالمي، سيتم الاستشهاد به بعد عقود من الزمن. فالموضة، كما بتنا نعرف، جزء لا يتجزأ من أي مجتمع، وهو ما يجعلها وسيلة سهلة لدراسة تغيراته وثقافته. ليس أدل على هذا من ثورة الموضة في الستينات من القرن الماضي، عندما قدم الراحل إيف سان لوران ما أصبح يُعرف بـ«لو سموكينغ»؛ أي التوكسيدو للمرأة. كان ذلك في 1966، ويُعد الآن نقلة نسوية بكل معنى الكلمة. وهذا ما تعيشه الموضة حاليا، وبخاصة أن هناك عناصر كثيرة مشتركة بين الماضي والحاضر. فمما تذكره كتب الموضة، مثلا، أن مطعم «لو كوت باسك» في نيويورك منع نان كامبنر، وهي سيدة مجتمع شهيرة ومعروفة بأناقتها، من الدخول بسبب ارتدائها التوكسيدو. لم يكن الجاكيت هو المرفوض؛ بل البنطلون. وفي حركة مشابهة فإن من شروط دخول مطعم «لا بوتيت ميزون» الواقع في منطقة «مايفير» وسط لندن أن يكون المظهر أنيقا وعصريا، والملاحظ أنه خفف من لغته في المدة الأخيرة بفرض «مظهر أنيق ولا بأس أن يكون مع حذاء رياضي».

وانتبه المطعم إلى أن مزج الأنيق والـ«سبور» بمعنييه «الكاجوال» والرياضي، أسلوب يطغى على الموضة حاليا ولا يتعارض مع الأناقة، بل سيحدد حقبة بكاملها، من 2010 إلى 2020، فقد كانت عروض الأزياء للموسمين الحالي والمقبل، على حد سواء، ميدانا مفتوحا للأسلوب الـ«سبور». من فيرجيل أبلو، مؤسس ماركة «أوف وايت» التي تشهد مبيعاتها انتعاشا كبيرا بجنوحها وترويجها لهذا الأسلوب، وهو ما أهله ليصبح مصمم دار «لويس فويتون» للأزياء الرجالية، إلى «ستيلا ماكارتني» و«غوتشي» و«ديور» وغيرها.

ويمكن القول إن عالم الموضة لم يعرف ثورة كتلك التي يشهدها حاليا من خلال الأحذية الرياضية منذ اقتحام الجينز خزانة المرأة في القرن الماضي، إذ باتت تشكّل 60 في المائة من مجموع الإنتاج العالمي من الأحذية؛ حسب ما أفادت به أرقام منظمة التجارة العالمية. وتضيف دراستها أن مبيعاتها ارتفعت للسنة الرابعة على التوالي بنسبة 10 في المائة لتصل قيمتها الإجمالية إلى 30 مليار دولار. ولا ينكر كثير من بيوت الأزياء أنها أصبحت محركا اقتصاديا مهما عوضها ما فقدته بعد تراجع أهمية حقائب اليد التي كانت الدجاجة التي تبيض لها ذهبا في تسعينات القرن الماضي. السبب أنها ليست وقفا على المرأة، بل تشمل الرجل أيضا. والمقصود هنا ليس أي رجل، بل الأنيق والناجح الذي لا يرى فيها تعارضا مع بدلة رسمية مفصلة على الجسم، ويراها تريحه وتعكس مظهرا مواكبا للعصر، بل ويتطلبه بالنظر إلى إيقاع الحياة السريع.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأحذية الـسبور تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية الأحذية الـسبور تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأحذية الـسبور تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية الأحذية الـسبور تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon