القاهرة ـ فاطمة علي
اتفق النقاد في مصر على أنَّ الأحداث السياسيّة التي شهدتها البلاد دفعت المنتجين إلى الابتعاد عن الإنفاق على أعمال تحمل هذا الطابع، للموسم الرمضاني المقبل، مبرزين أنَّ دور جماعة "الإخوان المسلمين" في المشهد الوطني ساهم في الابتعاد أيضًا عن الأعمال الدينيّة، لاسيا أنَّ شركات الإنتاج تسعى إلى تحقيق الربح المادي، عبر جذب الجمهور، والفقرات الإعلانيّة. وترى الناقدة ماجدة خير الله أنَّ "أختفاء الأعمال الدراميّة السياسيّة في موسم رمضان هذا العام يرجع إلى عدم وضوح المشهد السياسي حتى الآن، سواء تعلّق الأمر بالثورة، أو بالإخوان المسلمين، أو بالرئيس المخلوع مبارك، أو حتى الأحداث التي شهدها الشارع المصري خلال الفترة الماضية، ما جعل غالبية المنتجين يبتعدون عن الأعمال السياسيّة".
وأشارت إلى أنّه "مازال هناك حقائق كثير غائبة"، مبرزة أنَّ "هناك أعمالاً سيكون بها لمحات سياسة، مثل مسلسل صديق العمر، الذي يشمل إسقاطًا على الحاضر، من خلال علاقة الرئيس مع الشعب".
وتطرّقت إلى اختفاء الأعمال الدينيّة، مبيّنة أنَّ "البحث عن مادة جيدة تصلح بات صعبًا، لاسيما في ضوء وجود أعمال درامية تعتمد على ظاهرة البلطجة والمخدرات".
وأضافت خير الله "على الرغم من الظروف التي يمر بها الإنتاج، إلا أنني أطالب المسؤولين بإنتاج أعمال دينية، لأنَّ المجتمع في حاجة إليها".
وأكّد الناقد عصام زكريا أنَّ "المنتجين يسعون إلى الأعمال المضمونة التي تجذب الإعلانات"، مشيرًا إلى أنَّ "هدفهم هو العائد المادي في المقام الأول، دون النظر إلى قيمة العمل المقدم، لذلك فالاتجاه الغالب هو تقديم أعمال تعتمد على ظواهر البلطجة والحارة الشعبية، فهذه النوعية من الأعمال تحقق نسبًا عالية من المشاهدة، وبالتالي فهي جاذبة للإعلانات".
وبيّن أنَّ "الابتعاد عن الأعمال السياسيّة يرجع إلى اختلاف الآراء، والتي من الممكن ان تسبب حالة من التخبط والخسارة لدى صناع العمل"، لافتًا إلى أنَّ "إنتاج أعمال دينية خلال هذه الفترة غير مربح للمنتج".
واعتبرت الناقدة خيرية البشلاوي أنَّ "الجمهور ملّ من التحدث في السياسة، وبالتالي لن يتابع أيّ عمل سياسي"، لافتة إلى أنَّ "مزاج المشاهد لا يسمح بتقديم أعمال سياسيّة، لذلك فضّل المنتجون، وصناع العمل الدرامي، تقديم أعمال درامية وترفيهية".
وترى البشلاوي أنَّ "تقديم أي عمل ديني، خلال هذه الفترة، لن يجذب الجمهور، بسبب ما خلّفته جماعة الإخوان المسلمين من تشويه للصورة الحقيقية لمفهوم الدين".
ومن ناحية أخرى، توقّع الناقد طارق الشناوي أنَّ "الجمهور لن يتقبل أعمال سياسيّة، لاسيما أنَّ الأحداث التي شهدتها مصر لاتزال مضطربة، ما دفع صناع الدراما للابتعاد عن تقديم هذه النوعية من الأعمال"، مرجعًا سبب الابتعاد عن تقديم الأعمال الدينيّة إلى أنَّ "مسلسلاً مثل الفاروق عمر نجح نجاحًا كبيرًا، لذلك فالمشاهد لن يتقبل أي عمل ديني يقل عن عمل مثل عمر".
أرسل تعليقك