القاهرة - مصر اليوم
رحل صلاح أبو سيف في 22 حزيران/ يونيو العام 1996، وبقيت أفلامه الواقعية حاضرة في مشهد الفنان حمدي أحمد بـ"القرنين" في فيلم "القاهرة 30"، وعالم الدين الموالي للسلطة والذي قدمه الفنان حسن البارودي في فيلم "الزوجة الثانية"، و "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، وأطلت الذكرى الـ18 لرحيل مخرج الواقعية مخلفًا 40 فيلمًا، وعُرضت أفلامه في أهم المهرجانات كان وفينيسيا وبرلين، واختاره الكاتب والناقد الفرنسي المعروف جورج سارول ضمن أهم 100 مخرج سينمائي في العالم، حيث ورد اسمه في أول القائمة بأنه المخرج الأكثر مصرية، حيث كان يرى الواقع ببصره وبصيرته ويدرك جذوره ولا يكتفي برصده فقط.
وسافر الي فرنسا لدراسة السينما عمل صلاح أبو سيف كمساعد أول للمخرج كمال سليم في فيلم " العزيمة" والذي يُعتبر الفيلم الواقعي الأول في السينما المصرية.
وقدّم في حياته الفنية (50 عاماً)، أربعين فيلماً نال عليها جوائز وأوسمة كثيرة في مهرجانات عربية ودولية منها: "الأسطى حسن"- "شباب امرأة"- "لا تطفئ الشمس"- والفيلم العراقي "القادسية" و"سنة أولى حب".
وُلد صلاح أبو سيف في محافظة بني سويف مركز الوسطى قرية الحومة في 10 أيار/ مايو من العام 1915 وتوفي في- 22 حزيران/ يونيو 1996.
وعمل في شركة النسيج في مدينة المحلة الكبرى وفي الوقت ذاته عمل في الصحافة الفنية، ثم انكب على دراسة فروع السينما المختلفة والعلوم المتعلقة بها، مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق، وهناك في المحلة التقى المخرج نيازي مصطفى الذي ساعده في الانتقال إلى "أستوديو مصر" في العام 1936، فبدأ صلاح أبو سيف العمل في المونتاج في "استوديو مصر"، ومن ثمَّ أصبح رئيساً لقسم المونتاج في الاستوديو لمدة عشر سنوات، حيث تتلمذ على يده الكثيرون في فن المونتاج.
وعمل في بداية العام 1939 وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما كمساعد أول للمخرج كمال سليم في فيلم "العزيمة"، والذي يُعتبر الفيلم الواقعي الأول في السينما المصرية، وفي أواخر العام 1939 عاد أبو سيف من فرنسا بسبب الحرب العالمية الثانية، وفي العام 1946 قام بتجربته الأولى في الإخراج السينمائي الروائي، وكان هذا الفيلم هو "دائمًا في قلبي" المقتبس عن الفيلم الأجنبي" جسر واترلو"، وكان من بطولة عقيلة راتب وعماد حمدي ودولت أبيض.
وعندما عاد صلاح أبو سيف من إيطاليا في العام 1950، حيث كان يخرج النسخة العربية من فيلم "الصقر" بطولة عماد حمدي وسامية جمال وفريد شوقي، كان قد تأثر بتيار الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية، وأصر على أن يخوض هذه التجربة من خلال السينما المصرية.
وأخرج للسينما العراقية فيلم (القادسية) العام 1982م، والذي اشترك فيه العديد من الفنانين العرب من مختلف اقطار الوطن العربي، من العراق ومصر والكويت وسوريا والمغرب وغيرها، ونذكر منهم شذى سالم وسعاد حسني وعزت العلايلي وقائد النعماني وبهجت الجبوري وعواطف نعيم وسعدية الزيدي وهالة شوكت ومحمد حسن الجندي وطعمة التميمي وغيرهم.
واعترف صلاح أبو سيف بتأثره بالسينما السوفيتية في غالب أفلامه، واشترك في كتابة السيناريو لجميع أفلامه، فهو يعتبر كتابة السيناريو من أهم مراحل إعداد الفيلم، فمن الممكن عمل فيلم جيد بسيناريو جيد وإخراج سيئ لكن العكس غير ممكن، لذا فهو يشارك في كتابة السيناريو لكي يضمن أن يكون كل ما كتبه المؤلف متفقًا مع لغته السينمائية.
أرسل تعليقك