توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التكرار يفرز التشابه ويُكرِّس شخصيّات مهزوزة وبعيدة عن الإبداع

وجود الممثل السوري في أكثر من 5 أعمال في الموسم ظاهرة سيئة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - وجود الممثل السوري في أكثر من 5 أعمال في الموسم ظاهرة سيئة

التكرار يفرز التشابه ويُكرِّس شخصيّات مهزوزة
بيروت - غيث حمّور

أضحى وجود الممثل السوري في أكثر من عمل درامي في الموسم الرمضاني الواحد أحد التابوهات الأساسية للدراما السورية، وأدى تكرار الأسماء ذاتها في معظم الأعمال التليفزيونية إلى إلحاق الضرر بالدراما السورية على الصعيد التقني والفني، بسبب التشابه في خلق الأجواء، وغياب التفرد والتميز بين المسلسلات.
ويصعب أن يمر موسم رمضاني من دون أن يكون الممثل السوري موجودًا في عملين على الأقل، فالقلة القليلة من الممثلين الذين يكتفون بعمل واحد أو اثنين في الموسم الواحد، فيما يصل وجود الجزء الآخر منهم إلى أكثر من خمسة مسلسلات، مما يعني تجسيده لخمسة أدوار مختلفة على الأقل، وهو الأمر الذي أفرز (كركترات) متشابهة ومكررة، وشخصيات مهزوزة لا تحمل طابعها الخاص على المستوى الفني بسبب زوال الفوارق الواضحة في ما بينها، نتيجة تفاوت القدرات الفنية للممثلين السوريين، فالقليل من الممثلين السورين قادرون على خلق الفارق والتفرد في الشخصيات التي يؤدونها، فيما تتصف البقية بعدم القدرة على خلق أجواء جديدة مختلفة لكل شخصية يؤديها في الموسم الواحد، مما أدخل المشاهد في دوامة من التساؤلات عن ماهية الشخصيات التي يتابعها نتيجة تكرار الوجوه في العديد من الأعمال، وغياب التفرد والإبداع عن عملهم.
ويُعزى وجود بعض الممثلين السوريين - وخاصة ممثلي الصف الثاني والممثلين الجدد- في أكثر من عمل لضعف العوائد المالية، مما يضطره لقبول أكبر عدد من الأدوار التي تُعرض عليه، لتغطية نفقاته السنوية، سعيًا للانتشار ودخل السوق من أوسع أبوابه،  ولتحقيق الشهرة في أسرع وقت، ويأتي ذلك على حساب تطور أدواته، وصقل مواهبه، وخلقه مكانة واضحة على الخارطة الدرامية، وهذا ما ينتج ممثلين مهزوزين وبعيدين عن الإبداع والتفرد، ويؤدي إلى تدني المستوى الفني للممثل السوري، ويفرز أشباه ممثلين وظلال مبدعين على الساحة الثقافية.
ويُلاحظ في المواسم الأخيرة تكرار الأسماء ذاتها في غالب الأعمال الدرامية، التي بدأت تسيطر على الدراما السورية نتيجة علاقاتها الشخصية -رغم تواضع قدراتها الفنية-، مما أدى إلى قطع الطريق على عدد كبير من الممثلين الآخرين، والتقليل من فرصهم في الوجود على صعيد التليفزيون، في ظل السيطرة التي يمارسها هؤلاء الممثلون، مما دفع جزءًا منهم لقبول أدوار صغيرة ومهملة -لسد الرمق- رغم قدراتهم التمثيلية الجيدة في بعض الأحيان، فيما اتجه آخرون إلى الدوبلاج كبديل لغياب الفرص في الظهور على الشاشة، واختار جزء آخر "ترك الجمل بما حمل"، والبحث عن عمل بعيد عن أجواء الدراما والفن.
وعاد وجود الممثل السوري في أكثر من عمل تليفزيوني في الموسم الواحد بالضرر على الدراما السورية على أصعدة عدة، وأدخلها في مأزق كبير، فبداية من تشابه الشخصيات التي يقدمها الممثل مما أدى إلى إفراز مسلسلات متشابهة في الأجواء والشخوص، مرورًا باضطرار شركات الإنتاج إلى تنسيق أوقاتها مع أوقات الممثل المزحومة بالأعمال، مما يؤدي إلى التسرع في إتمام العمل على حساب الجانب الفني والتقني، انتهاءً بردود فعل المشاهد الذي بدأ يتململ من التشابه والتكرار الذي يُقدّم له على مدار الموسم التليفزيوني، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يدفع شركات الإنتاج إلى الاستعانة بالممثلين أنفسهم لتقديم أعمالها رغم وجود عدد كبير من الممثلين السوريين القادرين على تقديمها؟، وقد يأتي الجواب من بعض الأطراف أن الممثلين القادرين على تجسيد الأدوار الصعبة والمعقدة قليلة، ورغم عدم دقة هذا الكلام على الصعيد العملي، ولكن لماذا لا تقوم شركات الإنتاج (بدلاً من تكرار الأسماء ذاتها في أعمالها بشكل دائم، وفي ظل غياب الكلية المتخصصة في تخريج الممثل التليفزيوني) بتدريب الكوادر وصقلها لتكون حاضرة في أعمالها، مما سينعكس عليها بالفائدة المالية والمعنوية، وسيزيد من نسب المتابعة الجماهيرية، ويكرّس التفرُّد، ويدعم مسيرة الدراما السورية لتكون في مقدمة نظيراتها العربية.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجود الممثل السوري في أكثر من 5 أعمال في الموسم ظاهرة سيئة وجود الممثل السوري في أكثر من 5 أعمال في الموسم ظاهرة سيئة



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجود الممثل السوري في أكثر من 5 أعمال في الموسم ظاهرة سيئة وجود الممثل السوري في أكثر من 5 أعمال في الموسم ظاهرة سيئة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon