تتناول المسلسلات والأفلام السير الذاتية لأبرز الشخصيات العامة التي تركت أثرًا كبيرًا في حياة الشعب ولهم العديد من الإنجازات، وكان للرؤساء حيزًا كبيرًا في هذه الأعمال حيث شهدت الشاشة الكبيرة والصغيرة حياة عدد من الرؤساء، أبرزهم الراحل جمال عبد الناصر وأنور السادات، وذلك بعد وفاتهم بفترة لتخليد ذكراهم سواء من خلال أعمال كاملة أو تجسيدهم كشخصيات ضمن أعمال تروي قصص للمقربين منهم .
ومع مطلع العام الجديد، تستعد شاشة السينما خلال الفترة المقبلة لاستقبال فيلم يحمل عنوان "سري للغاية " بطولة النجم أحمد السقا وخالد الصاوي وأحمد رزق وعدد من النجوم، وهو أول فيلم يقدم شخصية رئيس جمهورية، ضمن أحداث عمل فني خلال فترة حكمه، وهو ما أثار جدل كبير ما بين مؤيد ومعارض للفكرة، وجاء على رأس الرافضين لفكرة تقديم شخصية رئيس في حياته هو الناقد طارق الشناوي، الذي لم يتحمس للفكرة، ولكن أحداث الفيلم فرضت وجوده خاصة أنها تدور حول الفترة الانتقالية منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وتولي المجلس العسكري أمور الدولة ومن ثم الإخوان إلى أن جاءت ثورة 30 يوليو/تموز دون الخوض في حياة شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي .
ولم يحدث من قبل أن يتم تجسيد شخصية لرئيس قبل توليه الرئاسة ويتم عرضها وهو رئيس للجمهورية ، حيث السابقة الوحيدة التي حدثت كانت ظهور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بشخصيته عندما كان قائد القوات الجوية، وذلك ضمن أحداث فيلم قام بطولته الفنان كمال الشناوي حيث ظهر مبارك في عدد من المشاهد وبعدما تولي الرئاسة تم منع الفيلم من العرض ، وفي أحدث فيلم " سري للغاية " علم " العرب اليوم " أن مبارك ايضا لن يجسد أحد شخصيته ضمن أحداث العمل والاكتفاء بذكره فقط .
وحالة من التكتم الشديد تفرض على الفيلم الجديد والمثير للجدل والذي ينتظره الشعب لمشاهدته خاصة أن هناك رقابة عليه من جانب الشؤون العسكرية والتي تشرف عليه إشراف كامل دون التدخل في انتاجه ولن تسمح بعرضه إلا بعد مشاهدته ، كما أن مؤلف العمل وحيد حامد لا يتحدث عنه وصرح من قبل أنه قدم السيناريو وليس له علاقة بالعمل !!.
وفي التقرير التالي، يرصد " مصر اليوم " حياة الرؤساء في الأعمال الفنية :
والبداية كانت من نصيب الملك فاروق باعتبار أنه أخر الملوك التي تولت حكم مصر قبل ثورة 52 ، حيث لم تغفل السينما المصرية حقبه الملك فاروق فعقب سقوطه بعد اندلاع ثوره 1952 قامت السينما المصرية بتجسيد هذه الحقبة الزمنية من عمر مصر، وظهرت العديد من الأفلام الكبيرة، كان أهمها فيلم "رد قلبي "، والذي يناقش الصراع الطبقي من خلال قصه الحب التي تربط بين إبن الجنايني وبنت الأمير، وعندما يفكر في الزواج منها بعدما يصبح ضابط بالقوات المسلحة، ويفاجأ برفض والده الذي يتمسك بالفوارق الطبقيه ولكن كل هذه الفوارق تنهار عندما تتفجر الثوره وتسقط كل المعاير التي ساعدت على سقوط الملك فاروق .
ويعتبر الرئيس الراحل محمد نجيب أول رئيس حكم مصر عقب ثوره يوليو/تموز 1952 وبالرغم من ذلك فإن السينما المصرية لم تتناول حياته بشكل قوي بل تعرضت سيرته الذاتية إلى الاهمال ففي فيلم " الله معنا " للمخرج الكبير أحمد بدرخان جسد الفنان زكي طليمات دور نجيب في الفيلم، لكن جاء موعد عرض الفيلم بعد عزل نجيب من الحكم ليصدر جمال عبد الناصر قرارًا بحذف شخصيه نجيب والسماح بعد ذلك بعرضه ، ورغم ذلك يسعى النجم حسين فهمي لتجسيد شخصية في عمل سينمائي لأنه يري أنها شخصية ثرية تستحق أن يقدمها .
وفيما يعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أكثر الرؤساء السابقين الذين قٌدمت سيرتهم الذاتية في السينما المصرية، وكانت البداية من فيلم ناصر 56 وقام بدوره الفنان أحمد زكي، والفيلم تناول حياه عبد الناصر الشخصية وعلاقته بزوجته وأولاده بجانب فكره الفيلم الأساسية، وهي قصه تأميم عبد الناصر لقناه السويس حتي العدوان الثلاثي على مصر، بسبب التأميم للقناه وحقق الفيلم آنذاك إيرادات ونجاحًا واسعًا، لكن الفيلم تعرض للهجوم والنقد الشديد عليه إذ علق البعض على سبب عدم إنتاج فيلم يجسد نكسه يونيو/حزيران 1967مثلما أنتج فيلم يجسد إنجازات عبد الناصر.
وفي عام 1998 تناولت السينما شخصية عبد الناصر في فيلم يحمل اسم "جمال عبد الناصر"وقام بآداء دوره الفنان خالد الصاوي، فالفيلم جسد حياة عبد الناصر منذ كان طالبآ وأنشأ حركه الضباط الأحرار ونكسه يونيو/حزيران 1967حتى وفاته عام 1970 كما قدمت أفلام مصريه أخرى شخصية عبد الناصر لكن كان التجسد رمزيآ مثل فيلم " أبناء وقتله " الذي ظهر فيه عبد الناصر وهو يلقي خطاب تأميم قناه السويس في بداية الفيلم فقط وأفلام آخرى مثل " العصفور " وملف ساميه الشعراوي الذي تناول النكسه وخطاب التنحي عن الحكم .
وفي عام 1991، تناولت السينما المصرية شخصية السادات في فيلم تحت عنوان " زيارة السيد الرئيس " وتدور قصته حول انتشار شائعة في إحدى القرى، بأن القطار الذي يستقله الرئيس المصري وضيفه الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون خلال زيارته إلى مصر عام 1974سيمر على هذه القرية لكن القطار لم يتوقف ، وجسد شخصية السادات بشكل ساخر في الفيلم الفنان الكوميدي نجاح الموجي، وفي عام 2001 تناولت السينما فيلمآ بعنوان " أيام السادات " عرضت فيه الحياة الشخصية للسادات وأغلب مراحل حياته حتى نصر أكتوبر 1973وختامآ بإغتياله والفيلم مأخوذ عن كتاب البحث عن الذات وكتاب سيده من مصر يجسد أحمد زكي شخصيه السادات وميرفت أمين ومني زكي شخصية جيهان السادات.
وأشاد النقاد بالفيلم وقالوا عنه أنه فيلم سياسي بدرجة إمتياز كما قال عنه أحمد زكي آنذاك إنه من أصعب الأدوار التي جسدها كما بلغت ميزانيه إنتاج الفيلم ما يقرب من 6 ملاين جنيهآ لكن حقق إيرادات كبيرة تجاوزت ال11 مليون . وتجاهلت السينما المصريه ثلاثين عامًا من حكم مبارك فلم يكن ظهوره بالشكل القوي كغيره من الرؤساء حيث تناولت السينما شخصيته بصوره رمزيه وظهر ذلك في أفلام سينمائيه مثل جواز بقرار جمهوري وظهور صورته وهو يحضر حفلة زفاف بطل وبطله الفيلم وفيلم أمير الظلام وظهوره خلال تسليم الفنان عادل إمام نوط الشجاعه في نهايه الفيلم .
وقام الفنان تامر عبد المنعم في عام 2016 وتحت عنوان " المشخصاتي 2 " بدور الرئيس السابق محمد مرسي وتدور قصة الفيلم حول فتره ما بعد قيام ثوره يناير 2011 إذ تطلب إحدي الجهات الأمنية من المشخصاتي الذي يقوم بدوره الفنان تامر عبد المنعم تجسيد شخصية مرسي وعدد من قيادات الجماعه ،حيث لم يحقق نجاحآ وتعرض لهجوم من النقاد .
أرسل تعليقك