توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكد البعض أنه "عنيفً وبذيء" ووصفه الآخرون بأنه نقلة نوعية بمعايير عالمية

فيلم "ورقة بيضاء" يثير جدلًا حادًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فيلم ورقة بيضاء يثير جدلًا حادًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية

الفنانة دارين حمزة
بيروت ـ فادي سماحة

أثار فيلم "ورقة بيضاء" الذي بدأ عرضه في الصالات اللبنانية، ردود فعل متفاوتة وجدلًا حادًا، في صفوف الصحافيين والنقاد، منهم من رأى فيه فيلمًا عنيفًا و"بذيئًا"، لا يعكس الواقع اللبناني، وأخرون وصفوه بأنه نقلة نوعية "بمعايير عالمية".

ويتناول الفيلم الذي تولى إخراجه الفرنسي هنري بارغيس، وأنتجه طارق سكياس، قصة لانا "دارين حمزة"، وهي أم وزوجة أدمنت لعبة البوكر، يقودها هوسها مع صديقتها جيني "الكسندرا القهوجي"، بإدمان المخدرات والرجال، إلى العالم السري وأجواء العصابات، فتتورطان في مشاكل مع قاسم "غبريال يمين"، الرجل الدموي الذي لا يرحم.

وأوضح بارغيس أن "ورقة بيضاء"، الذي تمتد أحداثه لساعة و45 دقيقة، قائلًا "فيلم قاس وعنيف أحيانًا، ولكن العنف فيه مطعم بالفكاهة، على غرار عالم "المخرجين الأميركيين"، الأخوين "جويل وإيثن" كوهين أو عالم "المخرج" كوينتن تارانتينو". وأضاف "ثمة لمسة فكاهية في المشهد أو في النص، تخفف من مأسوية الحالة".

ولكن هذا النمط السينمائي غير المألوف في السينما اللبنانية، والذي يزاوج بين المشاهد العنيفة والكوميديا السوداء، شكل صدمة سلبية لعدد من الصحافيين، فحملوا بشدة على الفيلم منتقدين ما احتواه من عنف و"بذاءة" و"إسفاف"، وفق تعبيرهم. ووصف بعضهم الفيلم بأنه "إرهاب السينما اللبنانية" و"ورقة سوداء بتوقيع داعش"، فيما أخذ عليه آخرون تضمنه "جرعات من المحرمات في المجتمع اللبناني"، وعدم تعبيره عن واقع "وطن جبران خليل جبران، وسعيد عقل وفيروز".

ووصفت الصحافية كارولين بزي الفيلم، بأنه يحتوي على عدد من المشاهد والشتائم، تتعدى الجرأة وتصل إلى حد الابتذال ومن بين كل عشر كلمات ثمة نحو تسع كلمات سباب، وثمة مشاهد يجب ألا تمر. وأضافت "إذا كانت رسالة الفيلم تحذير الناس من مخاطر عالم القمار والمخدرات، فهو لم ينجح إطلاقًا في تحقيق هذا الهدف" ونال الفيلم استحسان عدد كبير من الصحافيين والنقاد رأوا فيه فيلمًا "بمعايير عالمية"، ويشكل علامة فارقة في تاريخ السينما اللبنانية.

ودافع الناقد محمد حجازي عن الفيلم،  قائلًا هذه "العبارات النابية والبذيئة"، هي لغة "تجار المخدرات والخارجين عن القانون والأداب، وأهل المجتمع الدموي الذين يسلط الفيلم الضوء عليهم". وأضاف "هذه لغتهم، ولو تكلموا بطريقة محترمة لكنا اعتبرنا أن في الفيلم مشكلة".

وشبه الممثل غبريال يمين، الذي يؤدي دور زعيم العصابة في الفيلم أجواء العمل بأجواء أفلام "تارانتينو ومارتن سكورسيزي"، وقال "لا أعتقد أن هناك فيلمًا لبنانيًا صنع قبله بهذه الضخامة". وأضاف "صحيح أنه إنتاج لبناني محض، لكنه يوازي الأفلام العالمية من مختلف النواحي".

وتحدث الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة، عن وجود "مشاكل سينمائية جديرة بالنقاش"، في الفيلم، لكنه يعكس شيئًا حقيقيًا واضحًا من طبيعة الحياة اللبنانية، أو بالأحرى جوانب منها على الأقل، بسوقيتها وبذاءتها وفوضاها وخرابها وأفعالها الجرمية وإحباطاتها وانكساراتها". وشدد على ضرورة أن يكون النقاش حول الفيلم فنيًا وتقنيًا، بعيدًا عن أي موقف أخلاقي"، إذ أن كل موقف أخلاقي إزاء السينما مناف لجوهر الفن السابع وإبداعه وحريتها وجمالياتها".

في الوقت الذي دافعت فيه بطلة العمل دارين حمزة عن دورها في الفيلم، مؤكدة بأنها فنانة درست المسرح في لبنان، وأكملت الماجستير في لندن، وهي كممثلة محترفة تؤدي كل ما يطلب منها بحسب متطلبات الدراما اللبنانية.

أما بالنسبة للمشاهدين، فقد أعرب الكثير منهم أنه بالرغم من جمالية الفيلم على الصعيد التقني والصورة، ولكنه لا يعبر على الإطلاق عن المجتمع اللبناني، بل على العكس فهو يقوم بتشويهه بصورة كبيرة، فيما رأى البعض الأخر، بأن الفيلم في النهاية يحمل وجهة نظر صانعيه، فإما أن تقبله، كما هو أو ترفضه، ولكننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين.

ورفضت أن يكون فيلم "ورقة بيضاء"، يعكس صورة المجتمع اللبناني، وأن هناك الكثير من الأفلام اللبنانية التي تقترب إلى حد كبير من تقديم صورة واقعية عن هذا المجتمع، خاصة وأن السينما اللبنانية، شهدت في الفترة الأخيرة ظهور مجموعة من الأفلام أعادة نبض الحياة إلى السينما اللبنانية، وأحيت الأمل بوجود صناعة وطنية فنية، بدأت تستفيق بعد ثبات عميق.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم ورقة بيضاء يثير جدلًا حادًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية فيلم ورقة بيضاء يثير جدلًا حادًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية



الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم ورقة بيضاء يثير جدلًا حادًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية فيلم ورقة بيضاء يثير جدلًا حادًا في الأوساط الصحافية والشعبية اللبنانية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon