يمتلك 11 فنانًا عربيًا أكثر من 400 مليون دولار أميركي، بمتوسط 36 مليون دولار للشخص الواحد، ولكن إذا كنت تعتقدون أن هذه الأموال أتت من الفن فقط فهذا هو الوهم، خاصة مع وجود قائمة طويلة من المشاريع التجارية، البعيدة تمامًا عن الفن والإبداع، تحمل توقيع الفنانين، غالبيتها مطاعم ومقاهٍ ومحال ملابس ومراكز تجميل.
يجمع العديد من النقاد السينمائيين على أن الوضع الاقتصادي الرديء في المنطقة تسبب بأزمة كبيرة للقطاع الاقتصادي، ما أثر على قطاع السينما بالأخص، ولهذا يفضل الفنانون الاستثمار بعيدًا عن الفن.
وفي مصر، يمتلك مصطفى قمر، مقهى "لوكيشن" في المهندسين، أما فيفي عبده فتملك مطعم أسماك "فيش كورنر"، ويملك طلعت زكريا مقهى "قهوة بلدي" في المهندسين، بينما فضل فاروق الفيشاوي افتتاح مطعمًا للأكلات الصينية، وتكاد القائمة لا تنتهي.
في مجال محالّ الملابس كانت البداية مع سميرة أحمد، والتي افتتحت بوتيك "جلجلة" تيمنًا باسم ابنتها، وأيضًا نادية الجندي وسهير البابلي، فضلًا عن حنان ترك والتي تملك حاليًا محلًا لبيع الملابس الرجالية افتتحها لها أخيرًا زوجها محمد مالك، بعد أن أغلقت محل "صبايا" المخصص للمحجبات، وكذلك تضم القائمة عبير صبري، وشيريهان، وسمية الخشاب، وهالة صدقي، أما شريف منير فيملك صالون حلاقة في الزمالك، فيما تملك ديانا حداد محل تجميل، ويملك حسن الرداد مقهى في الزمالك.
في سياق متصل، تتجاوز ثروة المطربة الإماراتية أحلام حاجز الـ50 مليون دولار، وفقًا لموقع "ذا أرابيان بيزنس"، ومجلة "لوموند" الفرنسية عام 2015، وعن هذه الثروة، تحدثت أحلام عام 2012 في برنامج "أنا والعسل" مع الإعلامي اللبناني نيشان، وأرجعت الفضل إلى زوجها مبارك الهاجري، وامتلاكها عقارات ومشاريع في عدد من الدول، وعلى رأسها الإمارات وقطر ولبنان وفرنسا وبريطانيا وأميركا، فيبدو أن الاستثمار في العقارات هو كلمة السر وراء ثروة أحلام، حيث تشير بعض التقارير الإعلامية إلى امتلاكها 49% من أسهم إحدى شركات الطيران الخليجية، و20 من أفخم السيارات، وطائرة خاصة بها، وبالإضافة إلى ذلك، هنالك مجال آخر تستثمر فيه أحلام، وثيق الصلة بالفن، يتمثل في "التحكيم الفني"، إذ تقاضت 1.1 مليون دولار مقابل موافقتها على الاشتراك كعضو تحكيم في برنامج "آراب آيدول".
وفي لبنان، يعتبر راغب علامة أول النجوم في الاستثمار بعيًدً عن الفن، فمنذ بداية انطلاقته وتحقيقه للنجومية، اتجه إلى عالم البيزنس، وأنشأ مدرسة خاصة في أواخر الثمانينيات، وأرجع سبب ذلك -وقتها- إلى حبه للعلم والتعليم، إذ لم يتمكن من إكمال تعليمه.
وكانت لراغب مشاريع تجارية أخرى، فهو يملك عددًا من محطات البنزين، التي تدر ربحًا وفيرًا، إضافة إلى استثماره في العقارات.، فخاض عالم الاستثمار في المقاهي، إذ يمتلك مقهى "شيشة كافيه" في بيروت، كما يستثمر في الإعلانات التجارية، التي كان آخرها إعلان منتجع "جميرا باي راس الحكمة" في الساحل الشمالي في مصر، والذي اتُهم بالنصب على المواطنين، إذ تبين أن أرض المشروع مسروقة، كذلك أطلق عطرًا أسماه "نوت دا مور".
ويمتلك الفنان عمرو دياب ثروة تقدر بنحو 42 مليون دولار، بحسب موقع "ذا أرابيان بيزنس"، الذي أرجع ثروة دياب إلى بيع أكثر من 50 ألبومًا خلال مشواره الفني، الذي بدأه عام 1983، وحققت ألبوماته مبيعات هائلة وتُرجمت غالبية أغانيه إلى عدد من اللغات، بينما يبتعد دياب عن الطرق التقليدية التي يلجأ إليها النجوم لزيادة دخلهم السنوي، فتمثل "الإعلانات التجارية" كلمة السر في ثروته، حيث يحصل على أجر كبير فيما يخص الإعلانات التجارية، والحفلات الغنائية، ففي مصر، يتقاضى ما لا يقل عن مليون جنيه مصري في أية حفلة جماهيرية، في حين أن مشاركاته خارج مصر، قد تصل إلى مليون دولار أميركي.
مشوار عمرو دياب مع الإعلانات، بدأ بإعلان "مشروب مياه غازية"، وبعدها إعلان "شامبو"، ومع ابتداء عصر الهواتف المحمولة في مصر، تعاقدت "موبينيل" معه لتقديم إعلاناتها، ثم جاءت شركة "بيبسي"، وإعلانات لشركة "فودافون"، وشركة تحويل الأموال "ويسترن يونيون".
أما أحمد حلمي فقد حقق "المعادلة الكاملة"، فبالرغم من السير على درب الفنانين في الاستثمارات التجارية، بافتتاح مطعم ومقهى "برايتشينغو" في حي الزمالك عام 2010، لكنه لم يبتعد عن الاستثمار في المجال الفني، حيث يمتلك شركة "شادوز كومينيكيشن "، للدعاية والإعلان والإنتاج الفني والتوزيع، كان أول أعمالها إنتاج وتنفيذ برنامج "على كرسي المذيع" عام 2008، ومن أشهر أعمالها فيلم "عسل أسود" عام 2010، كما شارك حلمي أيضًا في 3 مواسم من برنامج اكتشاف المواهب " "Arab got talent"، ووفقًا لمصادر من داخل قناة MBC، يتقاضى حلمي مليون و100 ألف دولار لقاء مشاركته في لجنة تحكيم الموسم الثالث فقط.
ولحلمي أيضًا رصيد كبير من برامج الأطفال، فقدم "لعب عيال" و"دربكة" و"من سيربح البونبون"، و"شوية عيال" و"حلمي أونلاين"، بينما يتردد حاليًا أنه بدأ، بسرية تامة، التحضير لبرنامج جديد للأطفال، وطبعا لا ننسى الباع الطويل لأحمد حلمي في تقديم الإعلانات، منها إعلانات "شيبسي" وشاي "ليبتون"، وآيس كريم "دولسيكا"، و"فودافون".
أرسل تعليقك